أصبحت باريس أحدث مدينة فرنسية تعلن أنها لن تنشر شاشات عملاقة، وتخصص مناطق للمشجعين كي يشاهدوا فعاليات مونديال قطر الذي يقترب موعده.

وفي دوافع القرار، أشار مسؤولون في باريس إلى حقوق الإنسان ومخاوف بيئية في الدولة المضيفة.

وتقاطع كل من ليل، ومرسيليا، وبوردو، وستراسبورغ، وريمس المسابقة بدوافع أخلاقية.

وقال بيير ربادان، المسؤول عن الرياضة في باريس سيتي هول، إن إجراء البطولة في الشتاء كان أيضا عاملا آخر في قرار المدينة.

وبدأت الحركة يوم السبت بعد أن أعلن رئيس بلدية ليل، الاشتراكي مارتين أوبري، أن مونديال قطر "هراء من حيث حقوق الإنسان والبيئة والرياضة".

وألقى رؤساء البلديات الآخرون - الذين ينتمون إلى اليسار واليمين - باللوم على مخاوف بشأن حقوق العمال في قطر، والعدد المرتفع المدعى للوفيات بين العمال الأجانب، وتأثير الملاعب على البيئة، وجميعها مجهزة بتكييف للهواء الخارجي.

وفي مرسيليا كانت هناك خطة لنصب شاشات عملاقة إذا وصلت فرنسا إلى النهائي، لكن هذا ألغي الآن.

وقال بينوا بايان، عمدة المدينة الاشتراكي، إن المنافسة "حولت نفسها بشكل تدريجي إلى كارثة إنسانية وبيئية، لا تتوافق مع القيم التي نتوقع أن تروج لها الرياضة - خاصة كرة القدم".

ولم يتضح عدد المدن الفرنسية التي كانت تستعد فعليا بتخصيص أماكن وشاشات حيث يمكن للجماهير متابعة تقدم المنتخب الفرنسي، بطل العالم في روسيا 2018.

وقال رئيس بلدية أنغوليم، الواقعة في جنوب غرب فرنسا، إن قراره مالي بقدر ما يتعلق بحقوق الإنسان في قطر.

ومستشهدا بتكلفة شاشة عملاقة تبلغ "عدة عشرات الآلاف من اليورو"، قال كزافييه بونفونت: "بدا من غير اللائق بالنسبة إلينا المخاطرة بهذا النوع من النفقات في وقت نحاول أن نجعل اقتصاداتنا تستوعب التكلفة المتزايدة للطاقة".

وأضاف: "بصراحة في الشتاء، لا أعتقد، على أي حال، أنه كان سيتوفر عدد كبير من الأشخاص للحضور. سيكون الجمهور سعيدا بنفس القدر في الحانات".

وتتزايد في فرنسا الدعوات إلى مقاطعة كأس العالم، التي تقام بين 21 نوفمبر/تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول، على الرغم من أن تلك الدعوات لا تزال بعيدة عن أن تمثل تيارا جارفا.

وقال إيريك كانتونا، الذي كان لاعبا دوليا وأحد نجوم مانشستر يونايتد، إنه لن يشاهد أي مباراة، مضيفًا: "لنكن صادقين، كأس العالم هذه لا معنى لها. إنها خارجة عن المعتاد".

وقال المتحدث باسم الحكومة، أوليفييه فيران: "إذا اتخذنا القرار اليوم، فلن نعطي كأس العالم لقطر. ولكن عندما تقرر 100 دولة شيئا ما قبل 10 سنوات فمن الصعب أن نقول أوقفوه قبل أسابيع قليلة فقط من بدء فعاليته".