الدوحة : على الرغم من أعوامه الـ36، ما زال يوتو ناغاتومو مُحَرِّك الحماس في المنتخب الياباني الساعي للبناء على فوزه الصادم افتتاحاً على ألمانيا بطلة العالم أربع مرات 2 1، من خلال التغلّب على كورستاريكا الأحد في مونديال قطر.
بشعره الأحمر الناري واحتفالاته الجامحة، لا يمكن لأحد ألا يلاحظ مدى تأثير ناغاتومو على أداء منتخب بلاده، ليس فقط بسبب خبرة مشاركته الرابعة في كأس العالم، بل بسلوكه الذي يجعل زملاءه يقاتلون أكثر فأكثر من أجل مساعدة المنتخب.
شارك ناغاتومو في الدقائق الـ57 الأولى من الفوز الافتتاحي على ألمانيا، لكن دوره لم ينته بمجرد جلوسه على مقاعد البدلاء، بل واصل تشجيع زملائه من جانب الملعب وحتى أنه عاد الى الملعب لوهلة من أجل تهنئة هدافيّ "الساموراي الأزرق" ريتسو دوان وتاكوما أسانو.
ثم حمل معه مزاجه المليء بالحيوية في المقابلات التي أجريت بعد المباراة، وهو يصرخ قائلاً "برافو!" في وجه الكاميرا في مقطع فيديو انتشر في جميع أنحاء العالم.
هذا الحماس المنقطع النظير، لم يكن شيئاً غير مألوف بالنسبة للاعب صبغ شعره باللون الأحمر من أجل تحفيز زملائه في الفريق، وفق ما كشف قائلاً "الفكرة كانت أن هذا الأحمر هو لون العلم الياباني، كما يظهر أيضاً شغف لاعبينا".
وتابع "أردت أن أعبّر عن ذلك. سألت الناس عن اللون الذي يجب أن أصبغ به شعري، وكثر قالوا الأحمر. هذا كان رأيي أيضاً، فشعرت أنه (اللون) يعكس بأفضل طريقة سلوكي تجاه كأس العالم".
وكشف ظهير إنتر الإيطالي السابق وأف سي طوكيو الحالي أن زوجته، وهي شخصية تلفزيونية معروفة في اليابان، صبغت شعرها باللون الأحمر.
تخوض اليابان النهائيات بـ19 لاعباً يشاركون في كأس العالم للمرة الأولى في مسيرتهم، فيما تضم التشكيلة بعض المخضرمين.
لا يزال المدافع مايا يوشيدا والحارس الاحتياطي إيجي كاواشيما موجودَين، لكن معظم نجوم الجيل الذي قاد اليابان في نهائيات كأس العالم الثلاث الماضية، مثل كيسوكي هوندا وشينجي كاغاوا وشينجي أوكازاكي وماكوتو هاسيبي، باتوا من الماضي.
حضور صوتي
يتولى ناغاتومو دوراً قيادياً فاعلاً، دائماً في مقدمة المجموعة عندما يجري اللاعبون الإحماء، ويكون حاضراً دائماً بصوته في الحصص التدريبية.
وأفاد أنه "لدينا الكثير من اللاعبين الذين يلعبون في كأس العالم للمرة الأولى ويتمتعون بثقة اللعب في أندية أوروبية. ليس لدينا الكثير من المخضرمين هذه المرة".
وتابع "اللاعبون المخضرمون هم أسس الفريق ومن ثم تجتمع ثقة اللاعبين معاً لتشكيل وحدة كاملة مثل الأحجية".
ويقترب ناغاتومو من نهاية مسيرة كروية قلائل من اللاعبين اليابانيين بإمكانهم مضاهاتها.
بعدما سجل بدايته المونديالية عام 2010، انتقل الى إيطاليا ليخوض 170 مباراة بألوان إنتر من 2011 حتى 2018.
كما دافع عن ألوان غلطة سراي التركي ومرسيليا الفرنسي، قبل العودة في أيلول/سبتمبر 2021 الى فريق بداياته الكروية أف سي طوكيو.
بدأ ناغاتومو يفقد شيئاً من قدرة التحمل التي اشتهر بها، وكان من المفترض أن يكون في قطر بديلاً للظهير الأيسر الأساسي يوتا ناكاياما، لكن تعرض الأخير لإصابة قبيل البطولة أنهت موسمه، فتح الباب أمامه ليلعب دوراً مؤثراً في أرض الملعب.
الآن، يمكنه أن يبدأ مباراة اليابان ضد كوستاريكا على الجانب الآخر من الدفاع بعدما تعرّض الظهير الأيمن هيروكي ساكاي لإصابة في المباراة ضد ألمانيا.
وشدد اللاعب الذي خاض 139 مباراة دولية، أنه "جاهز للعب في أي مركز كان".
لن يكون من الصعب تحديد مكان تمركز ناغاتومو في الملعب إذا ما شارك أمام كوستاريكا، مع شعره الأحمر الذي "سيصبغ" الجهة اليمنى من الملعب صعوداً ونزولاً.
التعليقات