الدوحة : لم يحمل النجم الشاب كيليان مبابي مشعل القيادة بمفرده في المنتخب الفرنسي بطل العالم، بل تنقل بين الحارس المخضرم هوغو لوريس الى الهدّاف "الصامت" اوليفييه جيرو مرورا برافايل فاران وانطوان غريزمان، اربعة لاعبين اعطوا أمثولة بالصلابة والتضحية قادت "الزرق" الى نهائي مونديال قطر 2022 وجعلته على بعد خطوة من لقبه الثاني تواليًا.

نستعرض هنا أدوار أربعة من ابرز نجوم منتخب فرنسا قبل المباراة النهائية الأحد ضد الأرجنتين.

هوغو لوريس، سيد كأس العالم

اعتبرته الصحافة الإنكليزية "الحلقة الضعيفة" لمنتخب فرنسا وذهبت ابعد الى حدّ مقارنته مع جوردان بيكفورد ... رد لوريس بهدوئه اللافت: في لقاءين مثاليين، استعاد قائد الديوك مستواه الذي قدمه في كأس العالم 2018.

بعد تصدياته الست أمام إنكلترا في الدور ربع النهائي، قام الحارس البالغ من العمر 35 عامًا بتصديين استثنائيين الأربعاء، بعدما اوقف محاولتي عزّ الدين أوناحي وجواد الياميق وذلك في المباراة التي انتهت بفوز الفرنسيين على المغرب (2 0)، ليحافظ أخيرًا على شباكه نظيفة في المسابقة.

وأكد المدرب ديدييه ديشان الأحد في برنامج تيليفوت "لقد تأثر، حتى لا نقول انه انزعج من قبل وسائل الإعلام الإنكليزية التي وجهت أصابع الانتقاد إليه. لقد حافظ هوغو على مستواه في الأداء لأكثر من عقد من الزمن".

يمكن أن يصبح الحارس الهادئ أول لاعب في التاريخ يرفع كأس العالم مرتين كقائد. في المقابل، دخل قائمة الاساطير في المنتخب الفرنسي بعدما اصبح اكثر لاعب خوضا للمباريات الدولية محطما رقم مواطنه ليليان تورام.

وسيحتفل لوريس الاحد بمباراته الدولية الـ 145، وهو رقم قياسي، وسيصبح أكثر حارس مرمى مشاركة في تاريخ كأس العالم بـ20 مباراة، متقدماً على الحارس الالماني مانويل نوير. لم يلعب أي لاعب فرنسي مباريات أكثر منه في المسابقة المرموقة.

رافايل فاران، والنبرة العالية

خطابه في غرفة خلع الملابس في الشوط الأول بين فرنسا وبولندا، في الدور ثمن النهائي (3-1)، تم التوقف عليه كثيرًا من قبل الصحافة المتخصّصة حتى أكثر من ادائه. لكن فاران، 29 عامًا وصاحب الـ 92 مباراة دولية، يجلب الهدوء في قلب الدفاع، سواء أكان الى جانبه دايو أوباميكانو (ثلاث مباريات) أو إبراهيما كوناتيه (مباراتان)، وهما لاعبان كان لهما أقل من عشر مباريات دولية قبل البطولة.

الهدوء الذي يظهره على العشب، لم يعد اسلوبا يعتمده في الأشهر الأخيرة في غرفة الملابس حيث يجهر صوته محفزا زملائه.

وقال فاران "هذا ما يُتوقع مني داخل المجموعة. إذا سارت الأمور على ما يرام، كان ذلك أفضل بكثير، ولكن إذا كانت هناك حاجة، فأنا دائمًا ما أتحمل جزءا من المسؤولية. وإذا لم أكن انا من يقوم بذلك، فسيكون هناك شخص آخر. المطلوب هو أن تستجيب المجموعة للشدائد".

القائد الثاني للمنتخب الفرنسي هو أحد الناجين بصعوبة من قائمة الغيابات: أصيب في الفخذ في نهاية تشرين الاول/أكتوبر مع مانشستر يونايتد الانكليزي، وسعى جاهدا ليكون جزءًا من المغامرة. غاب عن المباراة الأولى ضد أستراليا (4-1)، ولم يترك مكانه بعد ذلك في التشكيلة الاساسية.

أنطوان غريزمان، المايسترو

أنطوان غريزمان هو "روح" هذا الفريق الفرنسي: دفاعيًا لا يظهر أي كلل ودوره قيّم للغاية، لقد تحول دوره بشكل كبير في قطر، حيث بات في مركز اكثر تراجع واجتهاد.

قدّم غريزمان تضحيات ثمينة لتوازن منتخب فرنسا.

وقال المدرب ديشان عن لاعب اتلتيكو مدريد الاسباني الذي خاض 73 مباراة متتالية مع منتخب فرنسا وهو رقم قياسي "لقد فكر دائمًا في الفريق أولاً وقبل كل شيء، إنه كريم اكثر من المتوسط. لم يظهر الا سعادة كبيرة، فهو لديه عقلية ليكون هناك في أفضل مستوى له عند الضرورة".

في سن الـ 31، قدّم صانع الالعاب اداء متميّزا في مونديال قطر، بعدما احرز ثلاث تمريرات حاسمة وجائزة أفضل لاعب في نصف النهائي الاربعاء الماضي.

وقال صاحب المركز الثالث في ترتيب الكرة الذهبية لعام 2018 "لقد عانينا اليوم، ومن الجيد أن نعاني".

أوليفييه جيرو، الجائع

أكبر هداف في تاريخ منتخب فرنسا، أوليفييه جيرو يبدو شابًا أكثر من أي وقت مضى.

سجل مهاجم ميلان الايطالي البالغ من العمر 36 عامًا أربعة أهداف بعد أن بقي من دون رصيد في روسيا عام 2018، واستطاع ان يجتاز خلال البطولة تييري هنري (51) في قائمة اكبر هدّافي المنتخب الفرنسي عبر التاريخ.

وعبّر جيرو "هذا الرقم القياسي، يذكرني بالضرورة بكل السنوات التي مرت، أحد عشر عامًا في منتخب فرنسا، لحظات عالية، عالية جدًا واعلى من اي شيء آخر".

أصبح "طائر الفينيق"، الذي كان يُعرف بأنه بديل كريم بنزيمة الغائب، ضروريًا مرة أخرى: بالإضافة إلى كونه حاسمًا، فهو يحافظ على شراكته اللافتة مع مبابي.