كلما كان هناك نقاش حول من هو أعظم لاعب كرة قدم في كل العصور، دائما ما يكون هناك اسم واحد في القائمة- إنه بيليه.
فاز لاعب الكرة البرازيلي بثلاث نهائيات لكأس العالم- الأولى عندما كان عمره 17 عاما والأخيرة جاءت كتعويذة سحرية، في عام 1970، لتجعل منه أفضل لاعب على الإطلاق.
سجل بيليه أكثر من 1200 هدف في مسيرته الرياضية، وكان دائما بطل القصة في بعض أكثر اللحظات احتراما وتكرارا في تاريخ كرة القدم.
ومع ذلك، فإن الكثيرين لم يشعروا بسعادة لرؤيته وهو يركل الكرة مباشرة.
بعد وفاته عن عمر يناهز 82 عاما، اختارت بي بي سي الرياضية سبع من أفضل لحظات بيليه في الملاعب، لإيضاح ما الذي جعل البرازيلي مميزا للغاية.
أداء ساحر في أول كأس عالم له
بعد أن ظهر لأول مرة مع فريق سانتوس البرازيلي في سن 16 فقط، تم اختيار بيليه لتمثيل البرازيل في كأس العالم 1958 في السويد، ولم يتجاوز عمره وقتها 17 عاما. ونجح في أن ينفي عنه مقولة أنه قليل الخبرة بطريقة مذهلة.
أحرز هدفه الأول في البطولة عندما حقق الفوز لفريقه 1-0 في ربع النهائي على ويلز، وكانت هذه مجرد بداية لما سيفعله في نصف النهائي، عندما سجل ثلاثية (ساحرة) في الشوط الثاني أمام فرنسا لتفوز البرازيل 5-2.
أداء رائع في نهائي الكأس
لكن بيليه لم يكتف بعد بما قدمه في السويد.
فقد شارك في المباراة النهائية أمام أصحاب الأرض في سولنا، وسجل في السويد هدفين آخرين: الأول من تسديدة هوائية رائعة بعد أن مرر الكرة بمهارة من فوق رأس المدافع ثم استقبلها مباشرة ليسدد في المرمى، والثاني برأسية موجهة بقوة. لقد ساعد في تأمين فوز آخر 5-2 لمنح بلاده فوزها الأول بكأس العالم.
وكتب في سيرته الذاتية عن الفوز بكأس العالم، قائلا: "لقد كان شعورا لا يوصف وأردت تجربته مرة أخرى. ومرة أخرى".
تسديدة من منتصف الملعب
الكثير من التسديدات المخادعة من منتصف الملعب ظهرت في ملاعب كرة القدم في الآونة الأخيرة، لكن بيليه كان أول من نفذها باحترافية وكاد أن يسجل هداف تاريخيا في كأس العالم 1970، لكن الكرة مرت بجوار المرمى مباشرة.
في أولى مباريات البرازيل في دور المجموعات في كأس العالم 1970 أمام تشيكوسلوفاكيا، وبينما كانت النتيجة 1-1، تلقى بيليه الكرة في منتصف ملعبه ولمح حارس المرمى في الخارج فأطلق صاروخا كاد أن يخترق المرمى لكنه مر بجوار القائم ببوصة واحدة.
لكنه ساهم في فوز البرازيل 4-1 في هذه المباراة، وكشف بيليه أنه سدد الكرة من منتصف الملعب بصورة متعمدة وليست ضربة حظ لأنه راقب الحراس الأوروبيين ورأى أنهم يميلون إلى التقدم للأمام وترك المرمى خاليا.
واعترف أن أسفه الوحيد على هذه الكرة هو أنه يحتفظ بهذه الفكرة أمام خصم أكثر شهرة، وتعجل في تنفيذها أمام تشيكوسلوفاكيا.
ركلة حرة مذهلة
في أخر مباراة بدور المجموعات في كأس العالم 1970، واجه المنتخب البرازيلي رومانيا.
وسجل بيليه هدفين في المباراة، أولهما جاء من ركلة حرة قوية تركت الحارس المسكين ستير أداماتشي، عاجزا واكتفى بمتابعتها بذهول.
خدعة ضد أوروغواي
في وقت لاحق من بطولة 1970، واجهت البرازيل أوروغواي في دور الأربعة. وكانت فرصة أخرى لتألق بيليه.
ورغم أنه لم يسجل أي هدف في المباراة، لكنه اقترب بقوة من تحقيق هذا، بفضل تسديدة قوية جاءت بمهارة فردية وارتجال من بيليه.
وفي الوقت المحتسب بدل الضائع، حقق بيليه أجمل مراوغة في البطولة عندما ركض بقوة نحو كرة بينية أمام المرمى، وخرج حارس مرمى أوروغواي لاديسلاو مازوركيفيتش، ليستقبلها لكن بيليه خدعه بحركة من جسمه وجعل الكرة تمر من الحارس ليستقبلها هو من الخلف وسددها في المرمى الخالي، لكنها مرت بجوار القائم.
قصة قفزتين في الهواء
بعد وصول البرازيل إلى نهائي كأس العالم 1970، لم يكن بيليه ورفاقه ليسمحوا بتفويت فرصة تحقيق إنجاز تاريخي والفوز بكأس العالم للمرة الثالثة.
قفز بيليه مرتين في الهواء في المباراة النهائية أمام إيطاليا بشكل رائع، الأولى عندما ارتقى للأعلى في الهواء فوق المدافع الطويل تارسيسيو بورغنيتش، ليسجل هدفا جميلا، وبعد الهدف قفز مرة أخرى ليلقي بنفسه في أحضان زميله غيرزينيو، في أحد أشهر الاحتفالات على الإطلاق.
أعظم هدف في كأس العالم؟
كان الظهور الختامي لبيليه في نهائي 1970 يحمل هدفا وتمريرة حاسمة لأحد أفضل الأهداف التي تم تسجيلها على الإطلاق على المسرح العالمي.
وبالفعل حققت البرازيل الفوز في المباراة النهائية على إيطاليا بنتيجة 3-1، وقدم بيليه أفضل ما لديه وأحرز هدفا وساهم في إحراز هدف آخر عندما ارتقى بقوة للأعلى ومرر كرة عالية برأسه إلى زميله كارلوس ألبرتو، الذي ضرب الكرة بقوة في الزاوية البعيدة للشبكة.
التعليقات