باريس: اكتسب الفرنسي فريدريك فاسّور، المعيّن أخيراً مديراً لفريق فيراري المشارك في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، خبرة كبيرة من خلال تدرّجه في جميع مسابقات رياضة السيارات، حيث يُنظر إليه بمثابة خشبة خلاص للحظيرة الإيطالية الغارقة في بحر من الهزائم.
حائز شهادة في الهندسة، تدرّج فاسور في سلّم مسابقات رياضة السيارات، ليشغل العام الماضي منصب مدير فريق ألفا روميو، قبل أن يقع على كاهليه مهمة اعادة سكوديريا فيراري إلى مجدها الضائع بحثاً عن أول ألقابها عند السائقين منذ عام 2007 والصانعين منذ 2008.
أكّد فاسور قبيل انطلاق الجولة الأولى من البطولة العالمية على حلبة الصخير في البحرين في 5 آذار/مارس "نملك كل شيء كي نتمكن من الفوز". هي كلمات أشبه بجلسة تنويم مغناطيسي من خلفية أن فيراري تكافح منذ 15 عاماً من أجل الصعود إلى قمة الترتيب.
فشلٌ مستمرٌ قاد إلى رحيل او إقالة العديد من المديرين السابقين، وآخر العنقود ماتيا بينوتو الذي أطيح بأسلوب مبطن نهاية العام الماضي.
غير أن فاسور، المتحدر من درافيّ في إيسّون، والذي يبلغ 54 عاماً، يملك في رصيده مسيرة طويلة إن كان في عالم الفورمولا واحد أو في المسابقات الأدنى لرياضة السيارات.
خطا الفرنسي خطواته الأولى عام 1996 بداية مع "ايه أس أم" ثم "ايه آر تي" الذي أسّسه مع نيكولا تود، نجل رئيس الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) ومدير فيراري السابق جان. توّج الفريق بلقب بطولة سباقات فورمولا2 مع الألماني نيكو روزبرغ عام 2005، وثم في العام التالي مع البريطاني لويس هاميلتون، في حقبة كان السائقان عند عتبة باب الانضمام إلى الفورمولا واحد.
في عام 2011، قرّر فاسور الانغماس في الفئة الأولى، قبل أن يتراجع عن قراره. نال فرصته في 2016، فتسلّم مهام مدير رينو.
لم تدم الشراكة بين فاسور والحظيرة الفرنسية طويلاً، إذ غادر أروقة الفريق بعد عام، حسب الشائعات، بسب عدم انسجامه مع المدير العام للفريق مواطنه سيريل أبيتبول.
شخصية قوية
وخلف المظاهر الخادعة، يخفي "فريد"، كما اعتاد "بادوك" الفورمولا واحد مناداته، شخصية قوية وإنساناً لا يحب أن يسمع كلمة كلا.
عاد إلى الواجهة سريعاً في منصب الرئيس التنفيذي ومدير فريق ساوبر موتورسبورت الذي أصبح في عام 2018 ألفا روميو. تعاقد مع الفنلندي كيمي رايكونن، آخر المتوجين مع فيراري بلقب السائقين، وعندما اعتزل الأخير نهاية عام 2021، جلب مواطنه فالتيري بوتاس من مرسيدس.
استدعاه فيراري للحلول بدلاً من بينوتو، لتضع العلامة التجارية الإيطالية نصب عينيها معرفته الجيدة بـ "الحصان الجامح" كون ألفا روميو الذي يعتبر من الفرق المتوسطة في الفئة الأولى، يتزوّد بمحركات مقرّ مارانيلو.
كما يرتبط فاسّور بعلاقة وطيدة مع سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو والذي غالباً ما تتناوله الصحف على أنه من أبرز المرشحين للفوز ببطولة العالم مستقبلاً.
دافع سائق الإمارة عن ألوان فريق "آيه آر تي" في بطولة سباقات فورمولا3 عام 2016 وثم ألفا روميو عام 2018، لينسج علاقة صلبة مع فاسور.
ولكن، يتوجب على فاسور إلى جانب إحاطته بلوكلير وزميله الإسباني كارلوس ساينس وتنظيم العلاقة بينهما، أن يقيم روابط متينة مع المسؤولين في فيراري، خصوصاً أنه سيجد نفسه عرضة لرقابة عن كثب من قبل جون إيلكان رئيس العلامة التجارية والشركة القابضة التي تدير مصالح عائلة أنييلي التي كان أحد ورثتها، ومن المدير التنفيذي لفيراري بينديتو فينيا.
غرق فيراري العام الماضي في بحر تخبط الاستراتيجيات الغريبة التي اتُخذت خلال العديد من الجوائز الكبرى وأدت إلى هزائم غير مسبوقة، من دون أن يعرف مصدرها أو من يقف خلفها.
أقرّ فاسور في كانون الثاني/يناير أمام الصحافيين في مقر الفريق في مارانيلو "غالباً ما تكون المشكلة الأكبر عند حائط المرآب (حيث يوجد فريق الاتصالات) هي زيادة التواصل وعدد الأشخاص المعنيين أكثر من الأشخاص أنفسهم".
يدرك الفرنسي جيداً مدى صعوبة المهمة الملقاة على عاتقه، فصديقه المقرّب مدير مرسيدس النمسوي توتو وولف سيكون أحد أبرز منافسيه مع انطلاق العام الجديد، علماً أن الحظيرة الألمانية تحاول بدورها العودة إلى القمة بعد عامين من المعاناة والغياب عن الألقاب جراء هيمنة ريد بول.
قال فاسور عن صداقتهما في 2016 عندما وطأت قدماه للتو حلبات الفورمولا واحد، في حين كان وولف يحصد الانتصارات "لا يتعين علينا إطلاق النار على بعضنا البعض".
يبدو أن على الفرنسي بداية، أن يحذر من الرصاصات التي قد تصيب ظهره من مسدس فيراري والعديد من المسؤولين فيه!
التعليقات