باريس: قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، كان فريق شاختار دانييتسك مهتمًا بشكل أساسي بالفوز بالمباريات والألقاب، لكن منذ عام تعيَّن عليه توسيع آفاقه إلى ما هو أبعد من ملاعب كرة القدم بتكفله النفقات الطبية لجنود جرحى وإيجاد أسر لأيتام الحرب.
النادي المتوج بالنسخة الأخيرة لمسابقة كأس الاتحاد الأوروبي في عام 2009 قبل تغيير اسمها إلى الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، مكّن بالتالي، من خلال مؤسسة شاختار الاجتماعية، خمسة جنود مصابين بجروح خطرة من تلقي العلاج في إسرائيل والولايات المتحدة وإسبانيا بتكلفة 100 ألف يورو لكل عسكري.
وقال رئيس النادي سيرغي بالكين في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة فرانس برس "لا يمكنك تخيل مدى خطورة إصاباتهم"، مضيفاً "أصيب اثنان بالشلل والآخرون بجروح كارثية بعد انفجار صاروخ".
وتابع "من الصعب جداً التحكم في عواطفك عندما نراهم ونريد أن نمنحهم الفرصة ليعيشوا حياة طبيعية بفضل العلاجات المتطورة جداً التي تقدمها هذه المستشفيات"، مشيراً إلى أن "أسرهم لا تستطيع تحمل النفقات والحكومة ليس لديها القدرة على تقديم المساعدة اللازمة لذلك نحن نعتني بهم".
معاناة الأطفال
كذلك، يعاني الأطفال بشدة من ويلات الحرب. قُتل بعضهم، فيما تيتَّم آخرون أو نُقلوا قسراً إلى روسيا.
قال بالكين "لقد قمنا برعاية 31 طفلاً فقدوا والديهم بسبب النزاع ووضعناهم في 17 عائلةً".
وشرح قائلاً: "ندفع مصاريفهم اليومية والعلاج الطبي، ونمنحهم أجهزة لوحية آي باد ونحاول تلطيف الوضع على المستوى النفسي، لأن هؤلاء الأطفال أصيبوا بصدمات نفسية بسبب فقدان والديهم".
يعرف اللاعب شاختار الدولي الأوكراني إيفان بيترياك ما يعنيه فقدان أحد أفراد عائلته، فقد قُتل والد زوجته في إحدى المعارك في منطقة دونباس في أيار/مايو 2022.
قال لوكالة فرانس برس إن "الرجال الذين كانوا معه رأوه يموت"، مضيفا "بالنسبة لعائلتنا، هذا أسوأ موقف، لأننا لا نستطيع العثور على جسده ولا يمكننا دفنه لنقول له وداعًا. ليس لدينا أي معلومات عنه".
شاختار الذي لم يلعب في دونيتسك منذ حرب دونباس في العام 2014 ويخوض الآن مبارياته في الدوري في لفيف بعد مغادرة كييف العام الماضي، يعتني أيضًا "بأكثر من 2000 لاجئ من شرق أوكرانيا"، على ما يقول رئيسه بالكين.
في المستقبل، لا يرى بيترياك نفسه يلعب مرة أخرى يومًا ما ضد الأندية الروسية المستبعدة منذ عام من المسابقات الأوروبية، ويقول عن اللاعبين الروس ودعمهم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إنهم مثل الزومبي".
كذلك، صدم بالقدر نفسه من موقف رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الالماني توماس باخ الذي فتح الباب أمام مشاركة الرياضيين الروس والبيلاروس في دورة الألعاب الأولمبية المقررة في باريس العام 2024.
ويؤكد "قُتل أكثر من 200 رياضي وهو يريد أن تكون روسيا وبيلاروس قادرتين على المشاركة في الألعاب؟ ولكن كيف يكون ذلك ممكنًا؟ هذا أمر لا يمكن تصوره. بالنسبة لي، إنه نوع من التهريج".
وأضاف المدافع البالغ من العمر 29 عامًا إنه فخور بأنه على الرغم من رحيل الكثير من اللاعبين الأجانب، وخصوصا البرازيليون، منذ الغزو الروسي، تمكن شاختار من إنهاء دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا في المركز الثالث، وبلغ الدور ثمن النهائي لمسابقة الدوري الأوروبي حيث أقصي على يد فينورد الهولندي (1-1 ذهابا، 1-7 إيابا).
وختم قائلاً "كلما لعبنا بشكل أفضل، زادت الأموال التي يمكننا إرسالها الى الجيش والرياضيين الآخرين. نحن مثل عائلة كبيرة".
التعليقات