بدأت إنجلترا مسعاها لتعويض ما فاتها صيف 2021 حين خسرت النهائي على أرضها أمام إيطاليا بركلات الترجيح، بفوز صعب جداً على صربيا 1-0 الأحد في منافسات المجموعة الثالثة لكأس أوروبا ألمانيا 2024، وذلك بفضل نجم ريال مدريد الإسباني جود بيلينغهام الذي سجل الهدف الوحيد.
في غيلزنكيرشن وفي أول مواجهة رسمية بين المنتخبين في لقاء صنف عالي المخاطر الأمنية بسبب تاريخ الجمهورين، حققت إنجلترا التي لا تزال تبحث عن اللقب الكبير الأول منذ تتويجها بطلة لمونديال 1966 على أرضها، المطلوب منها من دون أن ترتقي إلى مستوى ترشيحها لرفع الكأس، ملحقة بصربيا الهزيمة في مباراتها الأولى في البطولة كبلد مستقل أولاً عن يوغوسلافيا ثم عن مونتينيغرو (شاركت للمرة الأخيرة كصربيا ومونتينيغرو عام 2000).
وبتسجيله الهدف الوحيد في الدقيقة 13 من لقاء عانت خلاله بلاده لاسيما في الشوط الثاني، احتفل بيلينغهام بأفضل طريقة بانجازه التاريخي كأول لاعب أوروبي يلعب في ثلاث بطولة كبرى قبل الاحتفال بميلاده الحادي والعشرين (20 عاماً و353 يوماً)، وذلك بعدما شارك سابقاً في كأس أوروبا 2020 ومونديال 2022.
- الماتادور الإسباني يكتسح كرواتيا بثلاثية نظيفة في كأس أوروبا
- ألمانيا تقسو على اسكتلندا بخماسية في مباراة افتتاح كأس أوروبا
وبعد اكتفاء رجال المدرب غاريث ساوثغيت بفوز يتيم في آخر خمس مباريات استعدادية للنهائيات، بينها خسارة أمام إيسلندا على أرضهم 0-1 وتعادل مع مقدونيا الشمالية المتواضعة 1-1، كانت ساعة الحقيقة الأحد في غيلزنكيرشن، ونجح "الأسود الثلاثة" في اجتياز الامتحان حتى وإن كان بصعوبة، وذلك في مجموعة شهدت تعادل الدنمارك مع سلوفينيا 1-1 الأحد أيضاً في شتوتغارت.
وتتواجه إنجلترا في الجولة الثانية مع الدنمارك الخميس في فرانكفورت، فيما تلعب صربيا مع سلوفينيا في ميونيخ.
وضغط "الأسود الثلاثة" منذ البداية لكن من دون خطورة على مرمى الحارس بريدراغ رايكوفيتش حتى الدقيقة 13 حين ضرب بيلينغهام بكرة رأسية رائعة في الشباك إثر تمريرة بينية من كايل ووكر لبوكايو ساكا المتوغل على الجهة اليمنى، فلعبها نجم أرسنال عرضية لتجد رأس نجم ريال مدريد.
وبعد خطأ من ترنت ألكسندر-أرنولد، كاد ألكسندر ميتروفيتش أن يدرك التعادل بتسديدة من مشارف المنطقة لكن محاولة هداف الهلال السعودي مرت قريبة من القائم الأيسر (20)، ورد ووكر بتوغل في الجهة اليمنى وتمريرة عرضية مرت من أمام باب المرمى من دون أن تجد من يتابعها (25).
وباستثناء خسارة صربيا لجهود فيليب كوستيتش الذي أصيب وترك مكانه لفيليب ملادينوفيتش (43)، لم تشهد الدقائق المتبقية من الشوط الأول أي شيء يذكر، لتبقى النتيجة على حالها، ثم بدأت صربيا الشوط الثاني بضغط كبير لكن من دون نجاعة أمام مرمى جوردان بيكفورد الذي كاد وزملاؤه أن يتنفسوا الصعداء لو لم يتدخل الحارس الصربي لصد تسديدة بعيدة لألكسندر-أرنولد (56).
وبعد مطالبته بركلة جزاء لم تُحتَسَب، ترك ميتروفيتش برفقة ساشا لوكيتش مكانيهما لصالح دوشان تاديتش ولوكا يوفيتش ضمن مسعى المدرب دراغان ستويكوفيتش لإنقاذ نقطة، لكن ذلك لم يتحقق رغم استمرار السيطرة.
وكاد هاري كاين أن يوجه الضربة القاضية للصرب بكرة رأسية لكن رايكوفيتش أنقذ الموقف بمساعدة العارضة (77)، ثم عاد الخطر لينتقل إلى الجهة المقابلة بتسديدة بعيدة من دوشان فلاهوفيتش تألق في صدها بيكفورد (82) الذي وجد بعدها مساعدة من كاين بعدما تدخل هداف بايرن ميونيخ الألماني لاعتراض تسديدة لفيليكو بيرمانتشيفيتش (83).
ترك بعدها بيلينغهام مكانه في الملعب لكوبي ماينو مع استمرار الأفضلية المطلقة لصربيا لكن من دون توفيق، لتبدأ مشاركتها التاريخية كبلد مستقل بهزيمة.
البديل فيخهورست يهدي الفوز لهولندا
وفي هامبورغ، منح البديل فاوت فيخهورست بعد دقائق من نزوله منتخب هولندا الفوز على بولندا 2-1 ضمن المجموعة الرابعة التي يلعب فيها الإثنين منتخب فرنسا مع نظيره النمسوي.
وجاء هدف فيخهورست من أول لمسة له عندما استثمر كرة عرضية ليتابعها بيسراه داخل الشباك (83)، ليصبح صاحب أسرع هدف لبديل في تاريخ مشاركات هولندا في النهائيات القارية بتسجيله بعد دقيقتين و18 ثانية على دخوله بدلاً من ممفيس ديباي.
وافتتح المنتخب البولندي التسجيل بواسطة أدم بوكسا (16) قبل أن تعادل هولندا عن طريق كودي خاكبو (29) الذي اختير أفضل لاعب في اللقاء.
وتطرق لاعب ليفربول الإنجليزي إلى المواجهة التالية في المجموعة ضد فرنسا، قائلاً "ستكون مباراة مختلفة تماماً ضد فرنسا. تتمتع فرنسا بقدرات أكبر من بولندا. يلعبون بأسلوب مختلف والمساحات (في الملعب) ستكون مختلفة. نريد أيضاً الفوز بهذه المباراة. نريد الفوز عليهم وهذا ما نركز عليه".
كانت السيطرة هولندية في مطلع المباراة، لكن بولندا فاجأتها بافتتاحها التسجيل عندما استغل بوكسا ركلة ركنية ليرتقي بين فيرجيل فان دايك ودنزل دمفريس ويحولها برأسه بعيداً عن متناول الحارس بارت فيربروخن (16).
وبعد محاولات عدة غير موفقة، نجح المنتخب البرتقالي في إدراك التعادل عن جدارة عندما أطلق خاكبو كرة قوية من خارج المنطقة ارتطمت بالمدافع يان بدناريك وخدعت حارسه (29).
وفي الشوط الثاني، تحسن أداء المنتخب البولندي كثيراً لكن من دون نجاعة أمام المرمى، ليدفع الثمن قبل النهاية بسبع دقائق حين نجح فيخهورست في خطف الفوز لبلاده بتمريرة رائعة من نايثن أكيه.
سلوفينيا تفرض التعادل على الدنمارك
وفي شتوتغارت، فرضت سلوفينيا تعادلاً مريراً على الدنمارك 1-1، بعدما افتتحت الأخيرة التسجيل عبر كريستيان إريكسن (17)، قبل ان يعادل إريك يانجا (77).
وبدأ المنتخب الدنماركي، المتوج باللقب عام 1992، المباراة بقوة ولامست نسبة استحواذه على الكرة الـ 70 في المئة، إلا أنه عانى للوصول الى المرمى حتى جاء الفرج عندما وصلت الكرة الى يوناس ويند داخل المنطقة، فحولها بكعب قدمه الى إريكسن الذي استقبلها بصدره قبل ان يسددها بلمسة واحدة على يمين يان أوبلاك (17).
سطّر ذلك الهدف الأول لإريكسن بعد 1100 يوم من أزمته القلبية التي كادت أن تودي بحياته والتي عانى منها في المواجهة الافتتاحية لكأس أوروبا 2021 أمام فنلندا، علمًا أنّ المنتخب الإسكندينافي عاد وبلغ نصف النهائي قبل أن يخسر أمام إنجلترا في لندن بعد التمديد.
وقال إريكسن "أعتقد أن قصتي هذه المرة في كأس أوروبا مختلفة عن مشاركتي الماضية. لحسن الحظ أني خضت الكثير من المباريات منذ أن حصل الأمر. شعرت بثقة اللعب مجدداً وبالتالي أنا سعيد وحسب بالعودة إلى اللعب".
وأرسل المنتخب السلوفيني العائد للمشاركة في المسابقة القارية بعد غياب لـ 24 عامًا وفي ثاني مشاركة له على الإطلاق، مؤشرا مبكرا في بداية الشوط الثاني حول رغبته بالعودة الى اللقاء.
وبعدما تكررت محاولاتهم، نجح السلوفينيون في إدراك التعادل من تسديدة مقوّسة للمدافع يانجا ارتدت من مدافع دنماركي خادعة الحارس كاسبر شمايكل (77).
التعليقات