القاهرة: إكتشفها المخرج الراحل يوسف شاهين، وقدمها في فيلم quot;إسكندرية نيويوركquot;، فولدت نجمة، وتألقت في أفلام quot; قبلات مسروقةquot;، quot; بالألوان الطبيعيةquot;، quot;هوليوبوليسquot;، وصنفها النقاد كممثلة سينمائية، في الوقت نفسه تعرضت للكثير من الهجوم بسبب جرأة أدوارها.
إنها الممثلة يسرا اللوزي، التي تشارك في مسلسلي quot;الجماعةquot; والجزء الثاني من quot;لحظات حرجةquot;، وأعربت عن إندهاشها من الهجوم على المسلسل الأول على الرغم من عدم عرضه. وأكدت على ضرورة مساندة الفنانين للاعتصامات العمالية في مصر، بسبب عدالة مطالبهم. وأضافت أن فيلم quot; هليوبوليسquot; تجربة رائعة أثبتت ان قيمة العمل الفني ليس في ارتفاع تكلفة انتاجه. وقالت إنها ليست لديها معلومات عن مسلسل quot;محمد عليquot; الذي كان مقررًا بدء تصويره منذ ما يزيد على العام.

ـ ما آخر أخبارك الفنية؟
إنتهيت من تصوير مشاهدي في مسلسل quot;الجماعةquot;، حيث أجسد شخصية شيرين حفيدة المستشار عبد الحميد كساب، الذي يروي تاريخ quot;الاخوانquot; من خلال عمله في السلك القضائي، وهي شخصية من خيال مؤلف المسلسل الكاتب الكبير وحيد حامد، وأحمد الله أنها كذلك، حتى لا يضعني الناس في مقارنة مع الشخصية الحقيقية، وعادة ما تكون المقارنة في صالح الشخصية الحقيقية، وتظلم الفنان، وقد حدث ذلك مع الفنان أشرف عبدالباقي عندما جسد شخصية اسماعيل ياسين في مسلسل quot;أبو ضحكة جنانquot;، وحدث الشيء نفسه مع سولاف فواخرجي في مسلسل quot;اسمهانquot;، وكذلك شادي شامل ومنى زكي في مسلسل quot;العندليبquot;. أوشكت على الانتهاء من تصوير دوري في الجزء الثانى من ملسلسل quot;لحظات حرجةquot;، حيث أظهر في الحلقات العشر الأخيرة فقط، وبالتالي مساحة الدور ليست كبيرة، ولكن في الجزء الثالث سوف تكون المساحة أكبر، حيث ستتركز الأحداث حول شخصية الدكتورة شذى التي أجسدها في العمل.
ـ ما رأيك في الهجوم الذي تعرض له مسلسل quot;الجماعةquot; قبل عرضه؟
أشعر بالإندهاش من هذا الهجوم، على الرغم من أن المسلسل لم يتم الإنتهاء من تصويره بعد، ولم يتم تسريب مشاهده مثلاً، حتى يمكن القول أن أحداً شاهدها، وعلم ما بها، وقد يعود هذا الهجوم إلى أن المسلسل ذو طبيعة سياسية، ويتناول حياة حسن البنا مؤسس quot;الأخوان المسلمونquot; ورفاقه وجماعته، ومعروف أن الكاتب الكبير وحيد حامد له توجهات مناقضة لتوجهات هذه الجماعة، مما يوحي لبعضهم أن العمل سيتعرض بالنقد لها. لكن مهما كانت توجهات المسلسل، ينبغي التعامل معه بوصفه عملاً فنيًّا، وليس سياسيًّا.
ـ وماذا عن مسلسل quot;محمد عليquot;؟
والله علمي علمك، منذ أكثر من عام رشحني الفنان الكبير يحيى الفخراني لتجسيد دور ابنته، وقيل وقتها سيبدأ خلال اسبوعين، وبدأت بالإستعداد للشخصية، وقرأت بعض الكتب عن حياة محمد علي وطريقة تربيته لأولاده، وتجولت في الأسواق لشراء الملابس المناسبة للشخصية، وفجأة توقف كل شيء، ولا أدري ما السبب، وحتى الآن لا أعرف شيئًا عن هذا المسلسل.
ـ تعرضت للهجوم بسبب جرأة أدوارك في quot;قبلات مسروقةquot;،و quot;بالألوان الطبيعيةquot;، فهل تتعمدين أداء هذه النوعية من الأدوار؟
لا.. بالطبع، فأنا عندما يعرض علي عمل ما، لا يشغلني هل يتضمن مشاهد ساخنة أم لا؟ بقدر ما يشغلني مدى اضافته لرصيدي الفني؟ وهل يناقش قضية تهم المجتمع أم لا؟ وهل المشاهد التي يعتبرها البعض ساخنة جاءت في الإطار الدرامي، وتفيد العمل ككل أم لا؟ لذلك أرفض تصنيفي كممثلة إغراء، فأنا لا أحترف الإغراء، وأرى أن هذا هو المقياس أو المعيار الذي ينبغي على الجميع استخدامه في الحكم على أي عمل فني.
ـ quot;أحاسيسquot;، quot; عصافير النيلquot;، quot;رسايل بحرquot;، ثلاثة أفلام عرضت مؤخرًا، وتحمل الكثير من المشاهد الساخنة، في رأيك هل تعتبرهذه الأفلام بمثابة اعلان لانتهاء ما يسمى بـ quot;السينما النظيفةquot; التي سادت خلال السنوات العشر الماضية؟
أرفض بشدة تصنيف السينما إلى أفلام نظيفة وأخرى غير نظيفة أو قذرة، فالأعمال الفنية، إما تكون جيدة أو رديئة، فمثلاً الكثير من الأفلام التي يقال إنها quot;نظيفةquot; رديء جداً، إذ لا يناقش العمل أية قضايا تهم المجتمع، ولا يتم أخراجها وتصويرها باحترافية، وتتضمن سيلاً من الإفيهات الجنسية والعبارات الخادشة للحياء، و المنافية للذوق العام، وفى المقابل فإن الكثير من الأفلام التي يقال إنها غير نظيفة تناقش قضايا مجتمعية، وتطرح حلولاً، وهذا لا ينفي أن بعضها يتضمن مشاهد ساخنة غير موظفة في السياق الدرامي، ومحشورة من أجل إثارة المشاهد فقط، وهذا النوع من الأفلام رديء. وفي إعتقادي أن ذلك يرجع إلى الاستسهال والاستعجال من قبل المنتجين في طرح الأفلام بدور العرض خلال مواسم معينة، والإصرارعلى تقديم عمل أو أكثر سنويًا على حساب الجودة الفنية. ولذلك لا تزيد الأعمال الجيدة عن فيلم أو إثنين كل عام ليس أكثر.
ـ وما تقييمك ل quot;هليوبوليسquot;، باعتباره فيلماً شارك في مهرجانات وحصل على جوائز؟
إنها تجربة جديدة و رائعة، أثبتت للجميع أن قيمة العمل ليس بتكلفة انتاجه، أو النجوم الذين يشاركون فيه؛ بل بالفكرة أو القضية التي يناقشها، فبمجرد أن عرض مخرج الفيلم السيناريو علي، وجدت أن فكرته جديدة، ويناقش قضية مهمة، حيث ترك مساحة للممثلين للإرتجال، وكنت سعيدة جداً بهذه الفكرة، كما أنه عمل لم يتكلف كثيرًا، وشارك فيه خالد أبو النجا من دون أجر، مساهمة منه في خروجه على الوجه الأكمل، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا وشارك في مهرجانات، وهو يسلط الضوء على القاهرة في الوقت الحالي مقارنة بالماضي القريب، من حيث الزحام وغياب الأخلاق والمبادئ وروح التعاون، والمحبة، وقد حظي على جماهيرية واسعة، اضافة إلى اشادة النقاد به.
ـ لكن دورك فيه كان صغيرًا جدًّا، خصوصًا أنك كنت بطلة العديد من الأفلام؟
أنا لا أقيم الدور بعدد المشاهد، بل بمدى قوته، وهل سيضيف إلى رصيدي الفنيى أم لا؟ كما أن البطولة المطلقة لا تشغلني كثيراً، فضلاً عن أن النجوم الكبار الذين صنعوا السينما المصرية ظهروا في أدوار صغيرة قد تكون مشهد أو اثنين؛ ومنهم: محمود المليجي، عماد حمدي، فريد شوقي، عادل أدهم، سيد بدير، وليس معنى أنني قدمت البطولة في فيلم أو اثنين، أنني كبرت على أي دور، لا فأنا ما زلت في بداية المشوار.
ـ صنفك النقاد في بدايتك كممثلة سينمائية، ولكن حالياً تحولت إلى الدراما، لماذا؟
أرفض تصنيف الفنان على هذا الأساس، لانه ليس واقعياً، ليس هناك ممثل للسينما وثان للدراما، وآخر للمسرح، فالفنان صاحب موهبة، وقادر على توظيفها بالشكل الذي يزيد من نجوميته، ويحقق رسالته، وقد شاركت العام الماضي في مسلسلي quot;لحظات حرجةquot; وquot;خاص جدًاquot;، لاقتناعي بدوري فيهما، وأنهما يمثلان إضافة إلى رصيدي الفني، وأشارك العام الحالي في quot;الجماعةquot; و الجزء الثاني من quot;لحظات حرجةquot;، وأتمنى أن ينال العملين اعجاب الجمهور باعتباره الحكم الأول والأخير.
ـ وماذا عن فيلم quot;يوسف والأشباحquot;؟
بدأنا مع المخرج أسامة فوزي تصويرالمشاهد الداخلية، ويشارك فيه كريم قاسم، وفرح يوسف، وتدور الاحداث حول شاب دارس للفلسفة يتعرض لحالة نفسية سيئة، ويحاول التغلب عليها بمساعدة صديقته.
ـ لماذا أعلنت مساندتك للاعتصامات العمالية في مصر عبر تسجيل مصور؟
لأن الفنان لا بد من أن يكون له موقف حيال قضايا مجتمعه، وألا ينفصل عنها ويعيش في برج عاجي، خصوصًا أنه صار نجمًا وامتلك الكثير بسبب الجنيهات القليلة التي يدفعها هؤلاء العمال لمشاهدة أعماله الفنية، ويجب على كل فنان رد الجميل إليهم. العمال في مصر يعيشون ويعملون في ظروف قاسية للغاية، وهم يطالبون بحد أدنى للأجور يتناسب مع غلاء المعيشة. وهو مطلب عادل، وواجب علينا نحن الفنانين أن ندعمهم.