بعد الأزمة الماليَّة الَّتي أثرت على سوق الكاسيت، وبسبب القرصنة وتداول الأعمال الغنائية قبل طرحها في الأسواق، يسعى العديد من الفنانين العرب إلى الغناء باللهجة الخليجيَّة بغية الكسب المادي وإكتساب جمهور جديد، ما يؤدي إلى طرحهم ألبومات خليجيَّة بالكامل أو إصدار أعمال منفردة بهذه اللهجة لكسب الرهان.

القاهرة: يرى بعضهم أن السوق الخليجي أصبح مفتوحًا أو بديلاً بعد انهيار سوق الكاسيت نتيجة عوامل متعدّدة أهمها الأزمة المالية العالمية، وقراصنة الانترنت الذين ينشرون الأعمال الغنائية الجديدة على الانترنت قبل نزولها الى الأسواق، ويؤدي ذلك الى إنصراف الجمهور عن شراء السي دي والشرائط الجديدة، ما يضرب صناعة الكاسيت ويؤثر على المنتجين وينصرفون عن انتاج ألبومات جديدة لفنانين أخرين بعد الخسائر الفادحة التي تتعرض لها شركاتهم نظير ذلك، مما يؤدي ببعض الفنانين، نظرًا لمكانتهم في الخليج عمومًا، الى الغناء باللهجة الخليجية سواء في عمل منفرد أو quot;أغنية سنغلquot;، أو من خلال ألبوم غنائي quot;خليجيquot; كامل.

والأمثلة على ذلك كثيرة، نذكر منهم الفنانة غادة رجب التي أستطاعت الغناء باللهجة الخليجية واللهجات العربية المختلفة، وكذلك أنغام التي لها باع طويل مع الأغنية الخليجية وتمتلك جمهورًا عريضًا في الخليج، وسبق لها أن قدمت ألبومات كاملة باللهجة الخليجية، كما شاركت بعض الفنانين الخليجين quot;الغناءquot; سواء في حفل أو ألبوم كاسيت ونذكر تجربتها مع الفنان السعودي طلال سلامة، وكذلك أصاله التي قدمت أخيرًا في البومها الأخير أربع أغان خليجية كما سبق لها تقديم ألبوم كامل باللهجة الخليجية منذ أربع سنوات، وأخيرًا قدمت كل من شيرين عبد الوهاب ومي كساب أغنية خليجية، فغنت شيرين أغنية تتر المسلسل الخليجي quot;دمعة يتيمquot;، ومي قدمت أغنية الفيلم السينمائي الخليجي quot;إعلان حالة حبquot;، كما سبق لها تقديم أغنية خليجية ضمن أحد ألبوماتها الغنائية الأخيرة، أما الفنان خالد سليم قدم في ألبومه الأخير quot;ده أناquot; أغنية خليجية بصوته، وسبق لكل من سميرة سعيد، ولطيفة، وراغب علامة، وميريام فارس، ويارا، أن خاضوا تجربة الغناء الخليجي.

واستطلعنا أراء نخبة من الفنانين والملحنين حول هذه الظاهرة الجديدة، وسألناهم عن سر إقدامهم على الغناء باللهجة الخليجية من خلال هذا التحقيق.

بداية تحدثت أنغام قائلة: quot;مع كل الاحترام والتقدير للأغنية الخليجية لكنها لا يمكن أن تكون بديلا لنوعية الأغاني الأخرى، أو سوقا جديدًا للأغاني، بحيث نستغني عن الغناء باللهجات الأخرى، لأن لكل أقليم في الوطن العربي طعمه وحلاوته وذوقه الخاص، الذي يشتهر به ويتفرد به عن غيره، لإرضاء كافة أذواق الجمهور خصوصًا اذا كان له رصيد جيد عند الناس في العالم العربي، فنحن أمة عربية متحابة ونتبع هوية واحدة، ونتكلم بلسان عربي واحد، وبدليل ذلك، هناك زملاء من مصر ولبنان وسوريا والمغرب والخليج يغنون باللهجات المصرية والخليجية والعربية، والجمهور يحب سماع كل هذه الاذواق والالوان الغنائية الأخرى.

وللعلم أحضر حاليًا لإنزال البوم غنائي خليجي الى السوق خلال الفترة القادمة، ومما لا شك فيه أنني أستفدت جدا من الغناء باللهجة الخليجية وكسبت جمهورا ومنطقة جديدة في الغناء، فأنا أتقن الغناء باللهجة الخليجية ولي جمهور في هذه المنطقة الذي أفخر به من جهة وهو يحب سماعي في مختلف الألوان الغنائية من جهة أخرى، وغنيت مؤخرا مع فنان العرب والخليج الأول محمد عبده أغنيته الشهيرة quot;الأماكنquot;.

إلى ذلك، يضيف الفنان خالد سليم:أنا ولدت وعشت في الكويت، ولذلك اللهجة الخليجية سهلة جدا بالنسبة لي، تربيت على مفرداتها العميقة والكبيرة ومواضيعهم الثرية التي يتطرقون اليها ولا تقل أهمية عن أغانينا التي عشنا وتربينا عليها.

وللعلم أحلم بتقديم ألبوم خليجي وهذا المشروع يلح علي منذ فترة طويلة، وأنتظر الفرصة فقط لكي يخرج هذا المشروع الى النور، كما انه من الممكن أن أغني حفلات الجلسة الارتجالية، ويعجبني من الفنانين الخليجين عبدالله الرويشد، وتربطنى به علاقة جيدة، وعدا عن كونه أستاذي انا متابع جيد له لوواحد من جمهوره.

وأضف الى ذلك الفنان نبيل شعيل صديق كل الفنانين العرب، وهو من الشخصيات الراقية ومؤدب، وكذلك نوال الكويتية، ويعجبني فنان العرب محمد عبده، وحسين الجسمي، الذي يعد من الأصوات التي لن تتكرر ومما سبق يتضح جليًا أنني لست وافدًا جديدًا على الأغنية الخليجية.

أما الفنانة مي كساب تتحدث عن تجربتها قائلة: quot;أولا أحب أن أشير الى أمر هام فعلته قبل الاقدام على تجربة الغناء الخليجي، وهو التدرب على النطق السليم باللهجة الخليجية المتعارف عليها، كما ان الفنان الذى يحقق نجاحا كبيرا وله قاعدة جماهيرية عريضة باللهجات الغنائية الأخرى يستطيع الغناء بلهجات عربية أخرى إضافة إلى اللهجة الخليجية، فهو غناء مطلوب في كافة الدول الخليجية التي تتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة.

ويشير الملحن حلمي بكرلا بأس من إقتحام الفنانين الغير خليجين ساحة الغناء باللهجة الخليجية بشرط إتقان الغناء الخليجي، وتقديم الأغاني بشكل صحيح، لأنه للاسف هناك مطربين أقدموا على تجربة الغناء الخليجي وهم لا يجيدون اللهجة، ولاشك أنهم يقدمون على ذلك من باب المجاملات والمكسب المادي، وتسويق أنفسهم في منطقة الخليج.

وهناك فنانون جدد سيدخلون الساحة الغنائية الخليجية مثل حماده هلال، الذي يقول: أنوي الغناء باللهجة الخليجية، وأتمنى ان أجد الشاعر الذي يساعدني في ذلك، فانا أحب سماع الفنانين الخليجين أمثال محمد عبده، ونبيل شعيل، وحسين الجسمي، وعبدالله الرويشد، وراشد الماجد، وماجد المهندس، وأحلام، ونوال الكويتية، وأسماء أخرى كثيرة لنجوم خليجين.