توسَّعت دائرة الضجَّة الَّتي أحدثها quot;خلن نبوكهquot; الذي اتفقت الأراء على أنَّه اسوأ برنامج كاميرا خفيَّة.

بغداد: امتلأت صفحات الصحف بالنقد الجارح لبرنامج الكاميرا الخفيَّة quot;خلن نبوكهquot;، الذي أخذ أبعادًا كثيرة تناولت منهجيَّة القناة ومرجعيتها، كما إنَّ احدى الصحف المحليَّة راحت تجمع التَّواقيع في حملة لإيقاف البرنامج.

فيما أعربت وزارة الدفاع العراقيَّة أنَّها لا تعلم بالموضوع ولم تعط أيَّ موافقة لمشاركة الجنود في البرنامج، من جهتها لم تبد قناة quot;البغداديَّةquot; الَّتي تعرض البرنامج أي اهتمام بالإعتراضات والمطالبات بوقف عرض حلقات البرنامج، أمَّا بعض المشاركين في البرنامج فقد تعدَّدت وإختلفت اراؤهم، في طبيعة مشاركتهم لكنَّهم إتفقوا في عتبهم على القناة وعلى زملائهم الفنانين، فيما أشار أحد المشاركين إلى أنَّه قام بتمثيل الدور بطلب من القناة بعد أن إكتشف سر البرنامج.

ونفى المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء الركن محمد العسكري أن تكون الوزارة قد وافقت أو توافق على السماح لمنتسبيها بالإشتراك في البرنامج التلفزيوني quot;خل ن بوكاquot; الذي تقدمه فضائيَّة quot;البغداديةquot; في ليالي رمضان.

وقال العسكري: quot;إنَّ القوة الَّتي تعمل بإمرة قيادة عمليَّات بغداد لم تحصل على أيَّ موافقة من وزارة الدفاع لإشتراكها في البرنامج التلفزيوني المذكور، واشتراكها خطأ تتحمله الجهة الَّتي وافقت وأعطت الأوامر، إذ انَّ الوزارة لم يكن لها علم بالموضوع جملةً وتفصيلاً ، وأوضح اللواء العسكري: quot;إنَّ قوتنا بأمرة عمليَّات بغداد للقيام بأعمال أمنيَّة وعسكريَّة وليس لأغراض فنيَّة أو تمثيليَّة.

أمَّا الفنانة أسيا كمال ، الَّتي هي من أبرز الفنانين المشاركين، قالت: لم أكن أعرف انَّه quot;خل ن نبوكةquot;، أنَّها ذهبت جراء دعوة لإجراء لقاء معها في استوديو البغداديَّة، وحين وصلت شاهدت علي الخالدي quot;مقدم البرنامجquot; في الشارع وسألته: ألن يعرض quot;خلي نبوكةquot; هذه السنة؟، فقال لي أنَّه تم تصويره في سوريا، وأنا بطبيعتي لا أكذب الاخرين وأفترض حسن النِّية، وعندما سألوني عن إعتراضي أو عدمه من عرض الحلقة وجدت نفسي قويَّة ولم يكن هناك أي شيء معيب وكنت متماسكة فلم اعترض، وأظن أنَّني أظهرت الفنان بصورة جميلة ومتماسكة .

وأضافت: ولكن لدي عتب عليهم، فالفكرة قاسية وهذا قلته لهم، فالفن لا يدار بالعبوات والرشاشات والعنف، وأنا أعتب على الفنانين، عندما يشاهد الفنان نفسه بهذه الصورة المهلهلة لماذا يوافق على العرض؟

وحول معاملة أفراد الجيش لها قالت: quot;كانوا يصرخون على الفنانين الآخرين ويدفعونهم، وكان من المفروض حين الإتفاق مع نقطة السيطرة على هكذا برنامج أنّْ يكون الجنود في منتهى اللياقة مع الفنان.

أمَّا الفنان إياد الطائي فقال: quot;وافقت على عرض الحلقة الَّتي شاركت فيها لانَّني لم أنزل إلى مستوى غير لائق ورأيت نفسي جيِّدًا، ولم اشعر بأي نوع من الإذلال، على الرغم من أنَّني لم أوافق على فكرة البرنامج ولم تعجبني، أمَّا مشاركتي فكانت مطبًّا وقعت فيه، وفكرة البرنامج غير جيِّدة، لأنَّ هناك مشاكل صحيَّة ومن الممكن أن يموت في مكانه، بسبب ردة فعل غير صحيحة أو من الخوف .

وحول معاملة الجنود: quot;كانت كلماتهم وتعاملهم غير جيِّد، هكذا تصرف إذا ما تصرفوه بالشارع فهو بالتأكيد إذلال للنَّاس وهذا أمر غير مقبول بتاتًاquot; .

فيما قالت ساهرة عويد: quot;أنا فنانة، وأي برنامج يرسلون في طلبي للمشاركة فيه اوافق عليه، كما أنَّني وافقت على عرض الحلقة كي يعرف النَّاس معاناة الفنان، وأنَّه حتَّى في وقت راحته يعاني، فأنا لا أعتبر مشاركتي إهانة، لأنّ الإهانة الحقيقيَّة تأتي من الدولة الَّتي لم تحقق كل ما يحتاج إليه الفنان ولم تهتم به.

وأضافت: quot;نحن الفنانين نحترم أنفسنا، وخلال الحلقة لم أشعر بالذل، صحيح أني تلاويت مع الجنود وتعاركت، لكنني شعرت بقيمتي كعراقيَّة وتمسكي ببلدي واهتمامي به، العسكريون الذين كانوا هناك انتبهت اليهم، لم يمدوا ايديهم الى امرأة، ولو أنها متهمة حقيقة ما كانوا يتعاملون معها هذا التعامل، انا كنت بين الشك واليقين وأتساءل لماذا يتصرفون هكذا، هل لديهم تعليمات ألا يتعرضوا للفنانين، ووجدت فقط مقدم البرنامج، لأنَّه متفق معهم، كانوا يضربونه ويجلسونه في التراب .

وتابعت: quot;التوسل الذي ظهر .. لا يسيء إلى الفنان، لأنَّه معرض لكل شيء، هذه كاميرا خفيَّة، ولكن حينما تحدثني عن الرعب أقول لك: quot;نحن لسنا بحاجة إلى رعب ونحن مجرد أن يقال لنا عبوة ناسفة في ذاك الشارع نرتجف وننهار، أنا اتفق معك في هذا، ولكنها كاميرا خفية.

أمَّا حميد عباس الذي كاد يموت من الرعب في البرنامج قال: quot;مشاركتي كانت مفاجئة، كان الإتفاق على لقاء تلفزيوني، ووافقت على عرضه بعد أنّْ قال لي مقدم البرنامج إنَّه من أجل الوطن، وأنَّ الجيش يفتش ويحقق الأمان، لكني في البداية رفضت أنّْ يعرض ولكن المخرج اقنعني إنَّه سيقوم بعمل مونتاج للمشاهد، وقال لي إنَّ أي شيء يقلل من شخصيتك، أو يهينك أو أي شيء يؤذيك سنرفعه، ولست راضيًا عما ظهر.

أمَّا زياد الهلالي فقال: quot;وافقت على العرض لأنَّه موقف ممكن أنّْ يتعرَّض له أي شخص، وأنا لم اشعر بأي ذل، لكنني شعرت بلحظة رعب، وهناك الكثير من النَّاس شعروا بها من خلال المداهمات والسيطرات.

واضاف : لم اشعر بالاساءة لا في المرة الاولى ولا في الثانية، وبصراحة صحيح ان الفنان في بعض الحلقات يتوسل الجنود، ولكن في المقابل يبقى الانسان الفنان هو انسان .

أمَّا طه المشهداني فقد اعترف أنَّه قام بتمثيل الدور لأنَّه كان يعرف أنَّه كاميرا خفيَّة، ويقول: quot;أنا ضد فكرة البرنامج وإن كانت جميلة، وجمالها أن يكون الفنان العراقي في موقف، ومن البداية كشفت الموضوع وقلت لهم هذه كاميرا خفيَّة، وعندها صارت حلقتي (حلقة سوداء) ولعلاقتي القويَّة بالبغداديَّة وافقت ضمن شروط، والأخوان وافقوا على هذه الشروط وأديتها مثلما أريد وليس مثل ما يريد البرنامج أو مقدمه.

وأضاف: quot;لا أشعر بالندم ولكن أعتب عليهم بسبب بعض المشاهد الَّتي ظهرت او بعض اللقطات، الفنان لا يختلف عن أي انسان في الشارع في المشاعر ولا في الأحاسيس .