عمر آل إسماعيل ndash; دبي:الكثير من المؤلفين يعتقدون بأن زج أكبر عدد من القضايا في سيناريو واحد يرفع من مستوى العمل ولا يعترفون بمبدأ السهلالممتنع، لكنفي رمضان الحالي، استطاعت الكاتبة غادة عبدالعال أن تثبت بأن العكس صحيح في عملها الجديد quot;عايزة أتجوزquot; المستندالى مدونة كتبت في العام 2006 تم تحويلها إلى كتاب أصدرته دار الشروق في العام 2008 وقد تمت ترجمته إلى لغات أخرى كالإنكليزية والإيطالية.
العمل يتناول قصة فتاة تدعى quot;علاquot; تعمل طبيبة صيدلانية قضت حياتها لإتمام دراساتها وتجاهلت موضوع الزواج في صغرها حتى وجدت العمر يتقدم بها دون شريك في حياتها. إلحاح أهلها وأصدقائها وكلام الناس بأن quot;قطار العمر قد فاتهاquot; يدفع بها للخوض في رحلة البحث عن عريس مناسب لها. خلال 30 يوم من شهر رمضان، تعيش quot;علاquot; التي قامت بأداء شخصيتها الفنانة المميزة هند صبري كل يوم مغامرة جديدة للبحث عن النصف الآخر.

على الرغم من بساطة فكرة العمل واعتقاد البعض بأن قصة العنوسة كان من الإمكان أن تطرح كقضية فرعية خلال أحد الأعمال الأخرى بدلاً من تخصيص مسلسل خاص لها، إلا إن العمل استطاع أن يسلط الضوء على مشكلة حقيقية تواجه المجتمع المصري؛ فإستنادًا إلى إحدى الإحصائيات المنشورة على الشبكة، فإن معدل العنوسة في مصر يمثل 17% من نسبة الفتيات في عمر الزواج وتشير الإحصائية بأن هذه النسبة في تزايد مستمر.
العمل يناقش بشكل كوميدي ساخر وبحوار قريب إلى القلب المشاكل المختلفة التي تعيق الزواج في الوقت الحاضر، مثل: ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، ازدياد نسبة الثقافة والتعليم لدى الفتيات،والتي أدت لتغيير في طريقة تفكيرهم، اختلاف الطبقات الاجتماعية وغيرها الكثير. في العمل، تصور الكاتبة شخصيات مختلفة للشباب، فتارة تناقش شخصية الشاب العصبي الشكاك، وتارة أخرى تناقش شخصية الشاب الجشع المستغل .. الخ، محاولة التنويع لكسر الملل من تكرار الشخصيات.

هند صبري، ممثلة تونسية ابتدأت مشوارها الفني في عام 2001 من خلال دور بسيط في فيلم quot;مواطن ومخبر وحرامي،quot; استطاعت خلال العشر سنوات المنصرمة أن تصنع لنفسها اسماً وسط نجمات الصف الأول في السينما المصرية. على الرغم من أن صبري كانت قد قدمت أدوار كوميدية بسيطة في السابق كدورها في فيلم quot;عايز حقي،quot; إلا أنه بشكل عام، فقد غلب على هند الطابع الدرامي في أعمالها السابقة كأدوارها في أفلام quot;الجزيرة،quot; quot;عمارة يعقوبيان،quot; quot;التوربيني،quot; وغيرها الكثير. من خلال شخصية quot;علا،quot; استطاعت هند أن تكشف جوانب لم تظهرها في أيٍ من أعمالها السابقة، فقد قامت بأداء الشخصية بطريقة عفوية وخفيفة الظل، تستطيع زرع البسمة من خلال حوار بسيط جداً. على الرغم من بساطة الشخصية، إلا أن المواقف التي تتعرض لها خلال العمل وبالأخص تصادماتها مع العرسان تتطلب مهارات كوميدية عالية كي لا تظهر بشكل زائف على الشاشة فكانت هند قديرة بأن تبزر هذه الجوانب بشكل متميز ومحترف.

نجاح أي مسلسل لا يعتمد فقط على قصة جيدة وبطل متميز، بل يعتمد على جميع طاقم العمل. في quot;عايزة أتجوز،quot; هناك عدد قليل من الشخصيات الثابتة في العمل كالأم (النجمة المتميزة سوسن بدر)، الأب (الفنان أحمد سليم)، الابن (الفنان طارق الابياري)، الجدة (الفنانة القديرة رجاء حسين)، ونهى صديقة علا (الفنانة كارولين خليل)، أما بقية الشخصيات فقد حلت كضيوف شرف في مختلف الحلقات.
جميع الشخصيات الثابتة في العمل أثبتت قدرة عالية على التمثيل بعفوية وبطريقة غير مصطنعة وبذلك شكلوا إضافة إيجابية للمسلسل. في الجهة الأخرى، وعلى الرغم من أن معظم ضيوف الشرف (العرسان) في العمل قاموا بأداء أدوارهم بإتقان، إلا أن بعض الشخصيات قد فشلت في تقديم أدوارها كما يجب، كشخصية ضابط الشرطة التي قام بأدائها النجم المتميز أحمد السقا بشكل مبالغ به، فقد غلب الصراخ على دوره حتى باد من الصعب تمييز الحوار في تلك الحلقة. كذلك فشل النجم تامر هجرص الذي لعب دور ابن الجيران في حلقة quot;عماد الحلوquot; حيث قام بأداء الشخصية بطريقة مصطنعة أقل من المستوى المتوقع. على المستوى الإخراجي، فقد استطاع المخرج رامي إمام أن ينقل أحداث العمل بصورة متميزة على الشاشة. على الرغم من قلة عدد أماكن التصوير (المنزل والصيدلية)، إلا أن إمام استطاع أن يستخدم تقنيات جيدة لنقل الأحداث بصورة واقعية.

على الرغم من تباين المستوىبين حلقات العمل، فقد استطاع quot;عايزة أتجوزquot; أن يجذب عدد كبير من المشاهدين خلال شهر رمضان ببساطة قصته، سلاسة الحوار، مهارة طاقم العمل في تجسيد الشخصيات، والمستوى الإخراجي الجيد. تحية لطاقم العمل وتحية خاصة لهند صبري .. quot;وشدي حيلك.quot;