لأسباب غير مفهومة بعد، يصر الجمهور الأردني المتابع لحلقات المسلسل الدرامي السوري الشهير (باب الحارة) على قرب ظهور صاحب الشخصية الدرامية الشهيرة أبو عصام في الدقائق الأخيرة، وسط إعتبار هذا العمل رغم تراجعه هذا العام هو الأول والأكثر جماهيرية في الأردن.

عمان: أردنياً.. لم يبرح العمل الدرامي السوري الشهير الذي يجسد البيئة الدمشقية القديمة (باب الحارة) للعام الخامس على التوالي المرتبة الأولى، إذ تخلو الشوارع الأردنية من المارة خلال بث الحلقة اليومية من باب الحارة، رغم الإنطباعات السلبية عن الجزء الخامس الذي يبث من بداية شهر رمضان المبارك، الذي ينتهي في أغلب الدول الإسلامية يوم الخميس المقبل، إلا أن الأردنيين تمسكوا بمتابعة الجزء الخامس هذا العام، الذي سيكون الأخير من هذه السلسة الدرامية، وفقا لمخرجه بسام الملا، وكاتبه كمال مرة، إذ يتجه العمل السوري لأن يكون هو الأول بلا منازع أردنياً، رغم كثافة الإنتاج الدرامي هذا العام، سورياً ومصرياً وخليجياً.

ورغم بث مسلسلات حازت نسبة عالية من المشاهدة مثل مسلسل (زهرة وأزواجها الخمسة) ومسلسل ( وما ملكت أيمانكم) ومسلسل (الجماعة)، إلا أن مسلسل باب الحارة بقي هو الأول حتى على مستوى الحماسة في متابعته، فمن السهل أن تجد مجموعات كبيرة من الشباب الأردني تزحف الى مقاهي شهيرة في العاصمة الأردنية عمان لحضور حلقات المسلسل السوري، ومن السهل أيضا أن تجد آلاف الأردنيين يوقون ساعاتهم ومناسباتهم ولقاءاتهم على موعد المسلسل السوري، إما قبله بساعة أو مع بدايته، أو فور نهايته، إذ غالبا ما تدب الحركة في أوصال العاصمة الأردنية مع إنتهاء العرض الأول للعمل يوميا على شاشة تلفزيون مركز الشرق الأوسط (MBC).

ومنذ سنوات عدة لا يجد أي عمل درامي عربي حظوظا وشهرة مثل الشهرة التي لقيتها الدراما السورية، إلا أن الجزء الرابع، الذي بث العام الماضي، إضافة الى الجزء الخامس الحالي تراجعا بشكل كبير، بسبب غياب شخصيتين مفصليتين في الخط الدرامي للعمل خلال الأجزاء الثلاثة الأولى وهما الممثل السوري سامر المصري الذي جسد شخصية العكيد أبو شهاب، والممثل السوري عباس النوري الذي برع في أداء شخصية الحكيم أبوعصام ، علما أن هذا الأخير يتردد قرب ظهوره ولو بشكل شرفي كمجاملة للمخرج بسام الملا الذي تصالح مع النوري قبل أشهر، وسط إنطباعات بأن ظهور النوري في الدقائق أو اللحظات الأخيرة من العمل من شأنها، أن تحفظ ماء وجه العمل، وربما تفرض جزءا سادسا بخطوط درامية مختلفة تحت نفس الإسم.

ورغم نفي الفنان النوري في أكثر من وسيلة إعلام، أنه لن يدخل باب الحارة مجدداً، وأنه لا يعرف كيف سينهي المخرج ظهوره المعنوي في تفاصيل العمل، عبر الإشارة المتكررة الى وجوده حياً في أحد السجون، ومساعي الأبناء لتحرير والدهم، لكن يبقى الأهم أن الأردنيين لا يقبلون هذا النفي، ويصرون إصراراً عجيبا بأن ظهور أبو عصام ليس سوى مسألة وقت، وقد يكون الظهور في الدقائق الأخيرة من العمل، ورداً على عدم وجود إسم النوري ضمن أسماء شارة العمل الذي تظهر في بدايته، يقول أنصار فكرة العودة الوشيكة لأبو عصام أن المخرج سيوجه شكراً خاصاً الى النجم مع المشهد الأخير من العمل.