طالب المحامي العام الأول لنيابة استئناف القاهرة المستشار مصطفى سليمان بتوقيع عقوبة الإعدام على المتهمين هشام طلعت ومحسن السكري بتهمة اغتيال المطربة اللبنانية سوزان تميم، بعدما استمعت المحكمة في جلسة اليوم إلى مرافعة النيابة العامة التي استغرقت ساعتين ونصف تقريبًا.
القاهرة:أجّلت محكمة جنايات القاهرة اليوم محاكمة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى وضابط مباحث أمن الدولة السابق محسن السكري إلى جلسة الغد بعد الاستماع إلى مرافعة النيابة، حيث قررت المحكمة الاستماع غدًا إلى دفاع المتهمين والمدعي بالحق المدني.
وقررت محكمة جنايات القاهرة اليوم برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة تأجيل النظر في قضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، والمتهم فيها رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي وضابط مباحث أمن الدولة السابق محسن السكري، وهي الجريمة التي وقعت في دبي في النصف الثاني من عام 2008.
وقام ممثل النيابة بتسليم مستندات إلى رئيس المحكمة تفيد بقيام وزارة الخارجية المصرية بالاستعلام عن القضايا المتبادلة بين المتهم الثاني هشام طلعت وبين الضحية الفنانة اللبنانية سوزان تميم، حيث تبين أن هشام قام برفع دعوى قضائية لتجميد حسابات الضحية في البنوك السويسرية تحت حجة أنها حصلت على أموال كثيرة منه خلال فترة خطوبتهما، إلا أن المحاكم السويسرية رفضت هذه الدعوى.
بعدها قدم محامي عادل معتوق خطابًا للمستشار عادل عبد السلام جمعة رئيس المحكمة أكد فيه أنه لن يتنازل عن دم زوجته سوزان تميم كما فعل والدها وأفراد أسرتها، مشددًا على أنه يحصل على فدية مقابل التنازل عن دم زوجته. واستمعت المحكمة في جلسة اليوم إلى مرافعة النيابة العامة التي استغرقت ساعتين ونصف تقريبًا، ألقاها المحامي العام الأول لنيابة استئناف القاهرة المستشار مصطفى سليمان، وطالب فيها بتوقيع عقوبة الإعدام على المتهمين.
وقالت النيابة في مرافعتها إن الأدلة على ارتكاب المتهمين لجريمتهما الشنعاء قاطعة وقوية، حيث اعترف المتهم الأول محسن السكري لحظة القبض عليه لضابط الانتربول المصري سمير سعد أنه ارتكب الجريمة لمصلحة المتهم هشام طلعت نظرًا إلى اعتقاده أن هشام قادر على حمايته بنفوذه في الحزب الوطني الحاكم في مصر. وأشار إلى أن الطب الشرعي أثبت اختلاط بقعة دم خاصة بالمجني عليها بعرق المتهم محسن السكري على قميص تم العثور عليه بالقرب من مسرح الجريمة.
واستعرضت النيابة في مرافعتها مواصفات المتهمين، فعن المتهم الثاني محسن السكري قالت النيابة في مذكرتها إنه تحول من رجل شرطة مهمته الأولى توفير الأمن وحماية المواطنين إلى قاتل أجير سفاح مأجور، وهو من أسوأ أنواع المجرمين، حيث تجرأ على القيم، وأصبح ممن يكدرون الأمن ويروعون الآمنين مقابل حفنة من المال جراء شهواته، فأشبعها من المال الحرام والمتعة الجنسية.
أما عن رجل الأعمال هشام طلعت فرأت النيابة أنه من كبار رجال الأعمال في مصر، حيث استطاع أن يتخفى في قناع البر والتقوى، ويخفى حقيقته كقاتل محترف يسير على نهج كبرى العصابات. وأضافت أن هشام طلعت كان عضوًا في الحزب الوطني الحاكم، ثم نائبًا في مجلس الشورى واستطاع أن يحصل على أصوات الناس بالخداع.
في حين وصفت النيابة الضحية الفنانة الراحلة سوزان تميم بأنها فنانة لبنانية شابة شاء حظها العاثر أن تتعرف إلى المتهم هشام طلعت مصطفى في مساعدتها لإنهاء بعض مشاكلها لذلك شغفته حبًا، إلا أنها لم تبادله حبًا بحب، وأعرضت عنه وهجرته إلى آخر فأوغر ذلك قلبه عليها بعدما قدمه لها من حب وأموال فحاول أن يعيدها إليه بالوعد تارة، فلما استعظمت عليه واستعصت شق ذلك على نفسه ، اتخذ قراره بقتلها بوساطة المتهم محسن السكري، الذي لم تكن له ثمة صلة تربطه بالمجني عليها، حيث كانت معرفته بها من خلال وسائل الإعلام المرئية والمقروءة، وبالتالي لم يكن بينهما ضغائن شخصية أو خصومة ثأرية تبرر القتل.
واستندت النيابة إلى الأدلة المادية والقولية والفنية التي تؤكد ارتكاب المتهمين لجريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد وسردها على النحو التالي.
في الأدلة القولية استندت النيابة إلى شهادة 10 شهود هم النقيب عيسي سعيد بالإدارة العامة للتحريات في شرطة دبي والرائد محمد عقيل رئيس قسم الجرائم الواقعة على النفس في دبي والعقيد خليل إبراهيم مدير البحث الجنائي في شرطة دبي والملازم ثاني حسن عبد الله حيدر في شرطة دبي ومحمد مسعد ناجي عريف في شرطة دبي ومارسيل جيرالمان بائعة في محل نايك وماي دياز موظفة الحزينة والنقيب أحمد عبد الله بإدارة البصمات وشهد الطاف حسين غوث بائع في محل مصطفي للتجارة، إضافة إلى اعتراف المتهم الأول في التحقيقات.
وفي الأدلة المادية استندت النيابة إلى المضبوطات والمستندات والمعاينات والصور والتسجيلات الصوتية بين المتهمين. أما في الأدلة الفنية فاستندت إلى تقرير المعمل الجنائي وتقرير الطب الشرعي ورفع البصمات وفحص أجهزة التليفونات والكمبيوتر.
وأكدت النيابة في المذكرة أنه تبين بجلاء لا لبس فيه وحقيقة لا ريب فيها أن المتهم الأول محسن السكري توجه إلى الضحية صباح يوم 28 يوليو/تموز من عام 2008 بعدما عقد العزم على التخلص منها، حيث طعنها في رقبتها ذابحًا إياها، فيما اشترك معه المتهم الثاني هشام طلعت بطرق الاتفاق والتحريض والمساعدة.
وشددت المذكرة على أن طلب المتهم الثاني قتل المجني عليها وإلحاحه وإصراره على ذلك هو الذي خلق فكر الجريمة في المتهم الأول نفسه، وأوجد تصميمه عليها، حيث اتفق معه على كيفية تنفيذها بأن اقترح عليه إلقاءها من أعلى مسكنها لتبدو الواقعة كحادث انتحار، وعلى حد قول المتهم الثاني مثل واقعة أشرف مروان، التي وقعت في لندن قبل سنوات عدة.
وكانت quot;إيلافquot; قد انفردت يوم الاثنين 28 يونيو (حزيران) الماضي بنشر مضمون مذكرة النيابة التي تمت تلاوتها اليوم، حيث كان من المقرر تلاوتها في جلسة اليوم التالي مباشرة، إلا أن أزمة إضراب المحامين أجّلت القضية إلى جلسة اليوم.
وشهدت الجلسة التي عقدت صباح اليوم إجراءات أمنية مكثفة حول المحكمة، حيث تم الاستعانة بنحو 50 سيارة أمن وأكثر من ألف عسكري لتأمين المنطقة المحيطة بالمحكمة، فيما غابت سحر طلعت عن الحضور، على الرغم من تنازل زوجها عن بلاغه ضد هشام.
التعليقات