شهد العام 2010 ولادة العديد من الفنانين الجدد ما شكَّل بادرة إنتعاش على سوق صناعة الموسيقى في ظل القرصنة الإلكترونيَّة.
القاهرة: شهد العام 2010، ميلاد العديد من الفنانين الجدد، كان أبرزهم نادر أبو الليف الذي حقَّق ألبومه الذي يحمل إسمه نجاحًا كبيرًا، ووضعه في صداره النجوم في العام الماضي، وحصل على جزء كبير من كعكة الحفلات اللايف منذ الصيف الماضي، وكذلك مروة نصر نجمة برنامج quot;ستار أكاديميquot;، الَّتي قدَّمت ألبوم quot;حبيت الدنياquot;، ولمتكن محضالصدفةأنّْ يكون الألبومين من إنتاج شركة quot;ميلوديquot;، حيث تسعى تلك الشركة إلى تقديم أصواتٍ جديدةٍ، والإبتعاد عن الفنانين الكبار الذين يفرضون شروطًا مشدَّدةً على شركات الإنتاج، أهمُّها عدم منح تلك الشَّركات أيَّة نسبةٍ من عائدات الحفلات، ولكن كانت المفاجأة مع حلول العام الجديد 2011، إقدام بعض شركات الإنتاج الموسيقي على تبني أصواتٍ شابَّةٍ، مما يشير إلى أنَّ هذا العام سيشهد ميلاد المزيد من المواهب، وخروجها إلى دائرة الضوء.
كانت البداية من شركة quot;مزيكاquot; الَّتي تعتبر من أكبر شركات الإنتاج الموسيقي في العالم العربي، حيث طرحت ألبومات لأصواتٍ شابَّةٍ، منهم كريم محسن، الذي أنتجت ووزَّعت له ألبومه الأوَّل quot;كل الكلامquot;، ويضم الألبوم 12 أغنية هي quot;احساسquot;، وquot;رقم واحدquot;، وquot;فاكرها سايبةquot;، وquot;حلم السنينquot;، وquot;كل الكلامquot;، وquot;ليا كلمةquot;، وquot;كله إلا عنيكquot;، وquot;بتحلفيليquot;، وquot;كان زمانquot;، وquot;على بالي وناسينيquot;، وquot;ياما قلبي إستناكquot;، وquot;مابنساشquot;، وجاء تقديم quot;مزيكاquot; للفنان الشاب، بناءً على ترشيح تامر حسني له، وتزكيته لدي المنتج محسن جابر، الذي وافق بشرط تولي حسني كافَّة تفاصيل الألبوم، وأنّْ تشارك شركة حسني في الإنتاج، و كريم حاصل على بكالوريوس إدارة أعمال من إحدى الجامعات الخاصَّة، وهو ابن الشاعر الغنائي، محسن عزت، الذي قدَّم العديد منالأغنيات للمطربينأمثال ماهر العطار، ومحمد العزبي، وبدأ حياته ملحنًا، حيث قدَّم ألحانًا لتامر حسني، منها quot; quot;كل اللي فاتquot;، وquot;يا تاعبة كل الناسquot;، وquot;حياتى فداكquot;، إضافةً إلى quot;وعد علياquot; للفنانة زيزي، وquot;ارتاح وريحنيquot; للفنانة كارول صقر.
ومن الأصوات الجديدة الَّتي قدَّمتها شركة quot;مزيكاquot; أيضًا الفنان الشاب، رضا صديق، الذي وزَّعت له ألبومه الأوَّل quot;أنا طيبquot;، ويضمُّ تسع أغنيات هي quot;أنا مش راضيquot;، وquot;دي تيجيquot;، وquot;أنا طيبquot;، وquot;ولا يومquot;، وquot;أعمل إيهquot;، وquot;لما بقابلهquot;،وquot;ياسلام عليكquot;،وquot;بتعدي ساعاتquot;،وquot;حد غيرهاquot;.
ويبدو أنَّ الفنان، تامر حسني، قرَّر أنّْ تكون سياسة شركته الَّتي أسَّسها مؤخرًا هي تبني الأصوات الجديدة، فإضافة إلى مشاركته في إنتاج ألبوم كريم محسن مع شركة quot;مزيكاquot;، ستصدر الشركة مجموعة من الألبومات لأصواتٍ شابَّةٍ، منها رحمة المغربيَّة، ولارا اسكندر، وعلياء فريد، الَّتي يعود الفضل إلى تامر حسني في إكتشافها، حيث قرَّر تبني موهبتها، ليس هذا فقط، بل منحها لقب عائلته، فصار اسمها quot;علياء حسنيquot;.
فيما أنتجت شركة quot;كلمةquot; ألبومًا كوكتيل، حمل اسم quot;كلمة 2quot;، ويضمُّ 12 أغنيةً لمجموعة من الشباب هم محمد عدوية، وهبة يوسف، ونجوان، ونسرين، وشريف الغندور، ورامي محمد، ويستحوذ عدوية الصغير على ثلاثة أغانٍ من الألبوم، هي quot;مش فارقة معاياquot;، وquot;مدرسة الحياةquot;، إضافة إلى إعادة توزيع أغنية والده الشهيرة quot;بنت السلطانquot;، في صورة ديتو مع الفنان الشاب تاكي.
ومع حلول العام الجديد، قدَّمت شركة quot;ميلوديquot; الفنانة العراقيَّة الشَّابَّة، كلوديا، بألبومٍ يحمل اسم quot;الوقت دهquot;، طرح في الأسواق خلال الإسبوع الماضي، بعد تأجليه بسبب حادث التفجير الذي أصاب كنيسة القديسين في الإسكندرية، ويضمُّ الألبوم ستة أغانٍ هي quot;تجافينيquot;، وquot;أحبكquot;، وquot;بندم أويquot;، وquot;أنت العراقيquot;، وquot;يحننquot;، وquot;الوقت دهquot;.
وعما إذا كان تلك الألبومات للأصوات الشَّابة تحمل دلالات على إنتعاش صناعة الموسيقى، قال المنتج محسن جابر لـquot;إيلافquot;، إنَّ الأمر ليس له دلالة على إنتعاش سوق الموسيقى، لأنَّ القرصنة الإلكترونيَّة ما زالت تلتهم الإنتاج بعد طرح الألبومات في الأسواق بدقائق، حيث يتم تحميلها بمئات الآلاف، من دون أنّْ يكون أي عائد للشركة المنتجة، فضلاً عن سوء الظروف الإقتصاديَّة، وأضاف: quot;على الرغم من ذلك لابد لشركات الإنتاج أنّْ تستمر في تبني الأصوات الجديدة، حتَّى لا يتم وأد تلك المواهب، حيث يجب أنّْ يستمر تواصل الأجيالquot;. و يشير جابر إلى أنَّ تبني الأصوات الجديدة يعتبر بمثابة زراعة نباتات صغير، حيث تقوم الشركة على رعايتها، إلى أنّْ تكبر، وبالتالي ويزداد الطلب على الفنان في الحفلات اللايف، وتبدأ الشركة في الحصول على نسبة من قيمة تلك الحفلات، لأنَّ ذلك تعويضًا لها عما خسرته في الإنتاج.
فيما يرى الناقد الفني، سمير عبد العزيز، أنَّ تجربة أبو الليف، أثبتت أنَّ الرهان على النجوم ليس كله صواب، وأضاف لـquot;إيلافquot; أنَّ تجربة أبو الليف أثبتت أنَّ الأصوات الجديدة يمكنها أنّْ تحقِّق مكاسب مزدوجة، الأولى ماديَّة تصب في صالح الشركات المنتجة، والأخرى تتمثَّل في تقديم أصوات جديدة إلى السَّاحة الغنائيَّة، مشيرًا إلى أنَّ شركة quot;ميلوديquot; تعتبر رائدةً في هذه التجربة، حيث تعتمد على الأصوات الجديدة منذ عدَّة سنوات، وهي الَّتي قدَّمت أبو الليف، ومروة نصر، وكلوديا، وأوضح أنَّ العام الحالي سيشهد ميلاد العديد من الفنانين الجدد، وسيتسبب ذلك في إنتعاش السوق الموسيقي.
ويقول الموسيقار، محمد سلطان، لـquot;إيلافquot; إنَّ ما يحدث يعتبر بادرةً مبشرةً، نتنمى أنّْ تستمر لتثري السَّاحة الفنيَّة بالمزيد من الأصوات الجديدة، مشيرًا إلى أنَّ القرصنة الألكترونيَّة، وتدني الأوضاع الإقتصاديَّة، كانت وراء توقف شركات الإنتاج عن تبني الأصوات الجديدة، مما يهدِّد بموت المواهب، الَّتي تبحث عن منفذ لتخرج للنور، وأوضح أنَّ هناك مجموعة من الإجراءات اتخذتها الحكومة للحد من القرصنة، منها قرار وزير الثقافة بإغلاق المواقع الألكترونيَّة الَّتي تمارس القرصنة على المصنَّفات الفنيَّة، والتعاون الواضح من قبل وزارة الداخليَّة في مكافحة جرائم الإنترنت، وتقليد المصنَّفات الفنيَّة، كل ذلك بدأ يؤتي ثماره، مما كان له مردود جيِّد على صناعة الموسيقى.
التعليقات