عشقت الكاميرا، وتطلعت إلى الشهرة، فقادتها الصدفة إلى أبواب التلفيزيون لتحقق أحلام طفولتها، ولتصبح مشروع نجمة تخطو بثقة نحو سلم الشهرة، تصاحبها طلة أنيقة ووجه طفولي لا تغفله العين.


أبو ظبي: الإماراتية رحاب عبدالله هي أصغر مذيعة تلفزيونيةقادتها الصدفة نحو حلم كان يراودها منذ نعومة أظافرها، إلى أن جمعتها الصدفة أيضاً وجهاً لوجه مع جمهور وقفت أمامه بطلتها الأنيقة، وهي لا تزال طالبة بقسم الإعلام بكلية التقنية بأبو ظبي.

بدأ مشوار رحاب عبدالله مع الشهرة منذ الطفولة فتقول: quot;منذ صغري كنت أعشق الكاميرا والوقوف أمامها، كما أعشق التصوير، غير أني لم أتوقع أن تقودني الكاميرا إلى أبواب التلفزيون لأصبح مذيعة، وبعد دخولي إلى كلية الإعلام بدأت أحلامي تتماهى مع الواقع حيث انتهزت فرصة زيارة تلفزيون quot;أبو ظبيquot; ndash; الإمارات لتصوير برنامج quot;مهنتيquot;، لأقدم نفسي إلى رئيسة الفريق الزميلة، ناهد سالم، معربة عن رغبتي وشغفي للعمل في التلفزيون، فأبدت ناهد استعدادها للوقوف معي، مؤكدة أن وجهي فوتوجينيك.

رب صدفة
وفي سياق حديثها عن نقطة البداية تشير رحاب إلى أن معدة البرامج، ناهد سالم، اتصلت بها بعد فترة قصيرة من لقائها في الجامعة: quot;طلبت مني الذهاب إلى التلفزيون لعمل اختبار المذيعين، ولم أكن أتوقع أن الرد سيأتي بهذه السرعة، لقد كان الأمر مفاجأة سارة بالنسبة إلي، وعلامة فارقة في حياتي، لا سيما وأنني وجدت الإشادة والتقدير من قبل المسؤولين، وفريق العمل بعد إجراء الإختبار، الأمر الذي شجعني على أن أكون عند حسن ظن من منحني الثقة المطلقة منذ اللحظة الأولى، على الرغم من أنني ما زلت طالبة في الكليةquot;.

ترفيه وثقافة
وتواصل رحاب: quot;بعد شهر من إجراء الإختبار تم اختياري لتقديم البرنامج الأسبوعي quot;شرق وغربquot; الذي تعده ناهد سالم وتخرجه أنمار، مع العلم أني قدمت هذا البرنامج بلا تدريب مسبق، ما يؤكد ثقة القائمين على البرنامج في قدراتي، وقد أسهم إعجابي بهذه الفكرة في مواقفتي على تقديمه على الفور وبلا تفكير، ذلك لأنه برنامج ثقافي ترفيهي بعيد عن السياسة والأحداث السياسية، يُقدم من خلاله تقارير غريبة وطريفة، إضافة إلى الأشياء العجيبة التي تحدث في العالم، والتي يتم اختيارها من الوكالات العالمية، ويتم تقديمها والتعليق عليها خلال نصف ساعة.

مقومات أساسية
وللنجاح الإعلامي بالنسبة إلى رحاب عبدالله مقومات أساسية حيث تقول:quot; اعتبر ان الثقافةمنأهم المقومات، إضافة إلى الثقة بالنفس، والتواضع، أما الجمال فيأتي في المرتبة الأخيرة، على الرغم من أنه ضروري ومطلوب، ولكن ليس كل مذيعة جميلة ناجحة بالضرورة، فهناك مذيعات ناجحات بثقافتهن وقدرتهن على إدارة دفة الحوار، وليس بجمالهن، ما يؤكد أن الجمال لا يصنع المعجزات، ولا يهزم المستحيل، فقد يكون جمالا باردا وبلا معنى فيصبح الشخص ثقيل الظل، ولا يلاقي قبولا لدى الآخرين.quot;

إحترام وتقدير
وتؤكد رحاب عبدالله بصفتها أصغر مقدمة برامج (19 عامًا) أن نظرة زملائها لها هي نظرة إحترام وتقدير، وتضيف: quot;وجدت من جانبهم كل التشجيع والمحبة، وعلى الرغم من أن ظروفي الدراسية لا تتيح لي الإلقتاء بهم كثيرا، إلا أنني أشعر بهذا التقدير خلال وجودي في التلفزيون، وهذا الأمر يسعدني كثيرا ويمنحني ثقة بالنفس، خصوصا وأنني أعمل مع فريق عمل لعب دورا كبيرا في تعليمي، واكتسابي الكثير من الخبرات والمهاراتquot;.

نشرة الأخبار
شخصيتها المرحة، ووجهها الطفولي لا يتناسبان مع نشرات الأخبار والبرامج الجادة، هذا ما تؤكده رحاب عبدالله في ردها على سؤال يتعلق بالبرامج التي تتمنى تقديمها، وهل ترغب في إذاعة نشرة الأخبار، لافتة إلى أن النشرة، أو التعليق الأخباري يتطلب شخصية جادة، وملابس رسمية، وهي على النقيض تماما، تعشق المرح، والضحك، والسوالف، والأزياء الشبابية، لهذا الأمر فهي تتمنى أن تقدم في المستقبل برامج إتصال جماهيري، أو برامج أخرى واقعية لها علاقة مباشرة بالجمهور.

المذيعة الناجحة
ليس هناك حتى هذه اللحظة ما يسمى بالمذيعة quot;السوبرquot;، أو الكاملة، بحسب ما تقول رحاب، لافتة إلى أن الكمال لله وحده، لكن هناك المذيعة الناجحة المثقفة الواثقة من نفسها، التي تكون قريبة من الناس، وهي التي تستطيع أن تلفت الأنظار إليها، وتثير إعجاب مشاهديها، كما تكون قادرة على توظيف طاقاتها، وتحويل قدراتها إلى عمل ناجح، علما أن بعض المذيعات يقمن بعملهم كموظفات، أو مؤديات، ما يشعر المشاهد بالملل، وعدم التركيز، وبالتالي يفشل البرنامج الذي تعب عليه المعد والمخرج بسبب المذيع الذي لم يحسّن، أويطورأداءه، متناسيا أن مجال المنافسة مفتوح على كل الإحتمالاتquot;.

الوصول إلى القمة
لا يأتي النجاح من فراغ بل بالاجتهاد والممارسة، لهذا السبب تبذل رحاب عبدالله مجهودا كبيرا في تطوير ذاتها، وتحسين إدائها لكي تصل إلى القمة التي تسعى إلى الوصول إليها، وحول ذلك تقول: quot;حتى هذه اللحظة أنا راضية تماما عن أدائي، ولكن لابد من المحافظة على المستوى بالممارسة، والإجتهاد، لذلك أطلع كثيرا، كما أقف أمام المرآة بصفة يومية لأتكلم مع نفسي لملاحظة نقاط القوة والضعف، وهذا الأمر يعتبر مهما للمذيع الناجح، الذي يعلم نفسه بنفسه، ويستفيد من قدراته و يتعلم من أخطاء الآخرين، من ناحية أخرى فأنا أشاهد نفسي أثناء تقديم البرنامج لمعرفة الأخطاء التي حدثت لتلافيها في الحلقة المقبلة.quot;

معايير وشروط
على الرغم من أن حلم النجومية والشهرة قد تحقق إلى حد كبير بالنسبة إلى المذيعة رحاب عبدالله، غير أنها لا تمانع الدخول في مجال آخر كالتمثيل مثلا، ولكن سيكون هذا الأمر وفق شروطها الخاصة حيث تقول: quot;عُرضت عليَّ فكرة التمثيل أثناء مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي الأخير، ولكن من الصعب أن أؤدي دورا لا يتناسب مع عاداتي وتقاليدي، ومع إرتداء الشيلة كزي خليجي، ومع ذلك فلا مانع لدي إذا وجدت الدور المناسب الذي يوافق عليه أهلي، ويناسب قيمي باعتباره مجالا جديدا يحتاج إلى تحد وإثبات وجود، ولكن أيضا وفق المعايير، والشروط التي لن أتنازل عنها مهما كان العرض مغرياquot;.

المثل الأعلى
موهبتها الواعدة، واجتهادها الواضح للعيان، يبشران بميلاد نجمة يشار إليها بالبنان، وعلى الرغم من ذلك تؤكد المذيعة رحاب عبدالله على أنها لا تزال في بداية الطريق، كما أنها بحاجة إلى الكثير لإعادة إكتشاف إمكانياتها الذاتية، والتفاعل مع واقعها الجديد، كما تتمنى أن تصل إلى ما تصبو إليه من آمال و طموحات، لافتة إلى أن مقدمة البرامج العالمية، أوبرا وينفري، هي مثلها الأعلى، وقدوتها التي تتطلع إلى الوصول إلى المكانة التي وصلت إليها بمجهودها الشخصي، وقدرتها الفائقة على احتواء المشاهدين والحضور في الوقت نفسه.