تحدَّث الفنان السوري، جرجس جبارة، عن أدواره الجديدة في الدراما السوريَّة، كما عبَّر عن رأيه في الأحداث الجارية في بلده، محذِّرًا من مؤامرة تحاك لتجزئة البلد.


دمشق: أشار الفنان السوري، جرجس جبارة، إلى عدم وجود تقاليد لمهنة الفن في سوريا، معتبراً أن الدراما في بلده قد تخسر ألقها لهذا السبب، لافتاً إلى أن الفنانين السوريين يعملون بشكل ارتجالي.

وقال الفنان السوري لـquot;إيلافquot; إن الدراما السورية يلزمها أرضية ثابتة للعمل لتحقيق الاستمرارية والديمومة، مضيفاً أنه بمجرد وجود قواعد المهنة الصحية واحترامها من قبل كل العاملين في الوسط الفني، فإن الدراما السورية ستؤسس لحركة درامية، وبإمكانها الاستمرار في المنافسة على الصعيد العربي، مبدياً في الوقت نفسه تفاؤله بالدراما، بفضل تجددها المستمر مع المخرجين الشباب، الذين وصفهم بذوي العطاء الدائم.

وأضاف جبارة أن العمل بطريقة الارتجال والاعتماد على العلاقات الشخصية هي أهم عوامل عدم احترام المهنة، إضافة إلى الاستسهال واسترخاص بعض الأدوار، خصوصًا الصغيرة منها، والتي تُعطى لمحترفين، ويستعيضون عنهم بممثلين متواضعين لضغط التكاليف، مما يؤثر على العمل الفني المتكامل.

على الصعيد الدرامي، يشارك جبارة في المسلسلين، اللذين افتتحا الموسم الدرامي السوري، وهما quot;أنت هناquot; مع المخرج علي ديوب، وquot;المفتاحquot; للمخرج هشام شربتجي، والعملان من إنتاج مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في سوريا.

تطرق الفنان جبارة إلى تجسيده شخصية quot;عقيلquot; والد ليلى بطلة العمل التي تؤديها الفنانة أمل عرفة في مسلسل quot;المفتاحquot;، وقال عن الشخصية إنه شخص طيب وعصامي جداً، مغلوب على أمره، تكون زوجته قاسية، وعنده من التجارب ما يكفي ليكون صاحب فلسفة حياتية، ولا يستطيع اتخاذ قرارات قاسية، معتبراً أن الدور ذو تأثير كبير على الفعل الدرامي في العمل، وهي شخصية جديدة عليه بشكلها وبعيدة عن الكوميديا التي اشتهر بها، معتبراً أن صعوبتها تكمن في أدائها وانفعالاتها الداخلية أكثر من شكلها الخارجي، وهي ليست التجربة الأولى له مع المخرج هشام شربتجي.

كما بدأ جبارة بتصوير أولى مشاهده في الفيلم السينمائي الجديد quot;صديقي الأخيرquot; الذي كتب نصّه المخرج جود سعيد بالتعاون مع الفارس الذهبي، وإنتاج مؤسسة السينما وشركة فردوس للإنتاج الفني،ووصف هذا الفيلم بالتجربة الفعلية الثانية له مع مؤسسة السينما بعد فيلم quot;الشراع والعاصفةquot;.

عن مدى رضاه عن الموسم الماضي قال جبارة: quot;على الرغم من أن الأحداث التي ترافقت مع وقت تصوير المسلسلات السورية قد أثرت على أريحية ونفسية الممثلين في العمل، إلا أنه تفاجأ بالمستوى المتطور، خصوصًا على صعيد الصورة في العديد من المسلسلاتquot;، معتبراً أنه على الرغم من أنه ليست كل الأعمال على السوية نفسها، لكن بدا واضحاً ظهور بعض الأعمال المتميزة ولو بنسبة قليلة، لكنها تعبّر عن المناخ الصحي والسليم لاستمرارية الدراما وتجددها وتألقها، خصوصًا على صعيد الأعمال الاجتماعية.

وكشف الفنان السوري عن رغبته وتقبله لفكرة العمل خارج سوريا شرط التمسك باللهجة السورية، معتبراً أنه ليس مضطراً لتغيير لهجته، لأنه سيفقد نصف عطائه تماماً، لذا لا يمكن القبول بذلك خصوصًا بوجود عدد كبير من الممثلين الذينيتقنون اللهجات العربية الأخرى، وبالتأكيد سيتقنون الدور بشكل أفضل، معتبراً أن استدعاء فناني سوريا إلى الخارج هي لغايات تجارية بحتة، معرباً عن سعادته بتجربته في الفيلم المصري quot;أولاد العمquot; مع المخرج شريف عرفة، ومسلسل quot;جبران خليل جبرانquot; الذي أدّاه بلهجة لبنانية.

وعن رأيه بالأحداث الجارية في بلده، علق الفنان جرجس بأن هناك مخططًا لتجزئة سوريا وتقوية إسرائيلبدعم منالولايات المتحدة الأميركية، وذلك لأغراض جغرافية وسياسية، وأضاف:quot;ولكن الشعب السوري يستطيع إبطال هذا المخطط عن بكرة أبيه، والساعي إلى تجزئة سوريا وإنهائها، وبالتالي إنهاء الوطن العربي كاملاًquot;.

ودعا الشعب السوري، الذي لم يستوعب حجم المؤامرة علىبلده، إلى أن يتوحد ليحافظ على الوطن، معترفاً بالوقت نفسه بحدوث بعض الأخطاء في الداخل، والتي من السهل حلها، متمنياً الخروج من الأزمة عن طريق الوعي للمحافظة على قومية الوطن العربي من الأذى الأكبر، مشيرًا إلى إسرائيل.

واختتم جبارة حديثه لـquot;إيلافquot; بالتطرق إلى دور الفنان في حل الأزمة الراهنة بدعوة الجهات الإنتاجية المختصة إلى استمرار عملها، وكذلك المواطنين السوريين، كل من موقعه بممارسة الحياة بشكل طبيعي، معتبراً من وجهة نظرهبأنها احد العوامل التي من الممكن أن تنقذ وتحصن الوطن من أي أزمة بحدود الوعي لها.

مشيراً إلى أن التراجع عن العمل يحقق جزءًا من المخطط المرسوم، ومعتبراً أن الفنان السوري لم يسمح لنفسه بالتوقف عن العمل على الرغم من الأزمة، لكون العمل هو أحد العوامل المهمة لبتر المؤامرة المرسومة من قبل الخارج، وتمنى من الجهات أن تعمل بالطريقة نفسها ضمن الوعي كي لا يتحقق المناخ المطلوب، معتبراً أن أي نظام سياسي قابل للزوال، ولكن الاستمرارية ستكون للشعب، لذا يجب توفير مناخ المحبة، لأن الوطن يتسع للجميع، وهو الباقي والمستمر.