القاهرة: في مفاجأة غير متوقعة، أعلن الإعلامي محمود سعد استقالته من برنامج quot;مصر النهاردهquot; الذي يذاع على شاشة التليفزيون المصري، ولم يذهب سعد إلى مقر إتحاد الإذاعة والتلفيزيون بالقاهرة في موعده المعتاد، أمس السبت، حيث كان من المقرر أن يستضيف البرنامج الفريق أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء، وإعتذر سعد عن تقديم الحلقة بشكل مفاجيء.
وقال مصدر مطلع بالبرنامج لquot;إيلافquot;، إن التليفزيون اضطر إلى إذاعة حلقة مسجلة، خاصة في ظل عدم وجود بديل لسعد، بسبب غياب تامر أمين وخيري رمضان، مشيراً إلى أن الحلقة كانت مخصصة بالكامل لرئيس الوزراء، مشيراً إلى أن أحداً لم يتوقع إعتذار سعد أو تقديم استقالته. وأضاف المصدر أن هناك إحتمالين وراء إعتذار سعد عن تقديم حلقة رئيس الوزراء وإستقالته من البرنامج، وأوضح أن الأول يرجع إلى تضامن سعد مع الرفض الشعبي لشفيق، وتأييده للمظاهرات المليونية الداعية إلى المطالبة برحيله، باعتباره جزء من النظام السابق الذي أسقطته الثورة، وأنه ووزراء حكومته غير مرغوب فيهم، ويمثلون للشعب استفزازاً كبيراً لا سيما أن حكومته تضم وجوهاً تشوبها الكثير من الشوائب، ومنهم وزير الداخلية الذي عمل تحت رئاسة الوزير السابق الذي يحاكم حالياً بتهم تتعلق بالفساد وإصدار أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، وفتح السجون لترويع المصريين من خلال إطلاق المجرمين عليهم للقيام بأعمال سلب ونهب وقتل، بالإضافة إلى وزير العدل الذي تشير إليه الأصابع بأنه كان جزءاً من عملية تزوير الإنتخابات النيابية السابقة. وأشار المصدر إلى أن الإحتمال الثاني يتعلق بغضب محمود سعد من رئيس الوزراء، الذي أصدر قراراً بإخضاعه للتحقيق ضمن قائمة طويلة من الإعلاميين العاملين في التليفزيون الرسمي، الذين يتقاضون مبالغ خيالية، فضلاً على تخفيض راتبه السنوي من تسعة ملايين جنيه إلى مليون ونصف المليون جنيه سنوياً. ولفت المصدر إلى أن ذلك القرار أثار غضب وحنق سعد ضد رئيس الوزراء بشدة، لاسيما أنه لا يتقاضي ذلك المبلغ من خزينة الدولة، ولكن من الشركة المنتجة للبرنامج، الذي يدر عليها إعلانات ضخمة تفوق ذلك المبلغ بعشرات الأضعاف.
ومن جانبها، اتصلت quot;إيلافquot; بالإعلامي محمود سعد، للوقوف على كافة التفاصيل، ويبدو أن الوقت كان متأخراً، لذلك لم يرد. فتركنا له رسالة على هاتفة المحمول.
وفي مداخلة له مع برنامج quot;العاشرة مساءquot;، برر سعد إعتذاره عن تقديم الحلقة التي كان مقرراً استضافة رئيس الوزراء فيها، بأنه لا يرغب في محاورته ـ أي شفيق ـ لأنه مرفوض من الشعب، مشيراً إلى أنه استقال من التليفزيون بشكل نهائي.
وقال quot; تركت العمل بالتليفزيون المصري بشكل نهائي، بسبب التعليمات والإملاءاتquot;، وتابع: quot;الوضع مازال سيئاً كما هو، التعليمات والأوامر كما هي، ولا أستطيع العمل وسط هذه الأوضاع، لذلك فضلت الانسحاب. والعودة للتليفزيون في ظل أوضاعه الحالية أمر غير مطروحquot;.
أما الفريق أحمد شفيق رئيس الحكومة، فرد على كلام سعد، قائلاً إن quot;المجال لم يكن يستدعى ما قالهquot;.
وأضاف في مداخلة مع التليفزيون إنه لم يفرض نفسه على برنامج quot;مصر النهاردةquot; أو أي برنامج آخر، وأنه كان يرغب بصفته رئيس الوزراء فى عرض المعلومات والبيانات التى يهم المواطن معرفتها.
ونفى أن يكون له تدخلاً في تخفيض راتب سعد، وقال إنه لم يكن يعلم أنه تم تخفيض الراتب من تسعة ملايين إلى مليون نصف جنيه سنوياً، إلا قبل حلقة البرنامج التي ألغيت مباشرة.
فيما شن حازم منير مدير تحرير البرنامج، والذي كان مقرباً من وزير الإعلام السابق أنس الفقي هجوماً قاسياً على محمود سعد، متهماً إياه بأنه quot;يرغب في لعب دور بطولي وراء هذا الموقفquot;، وهي الكلمات نفسها التي استخدمها الفقي في هجومه على سعد، أثناء مداخلة له في برنامج quot;مصر النهاردةquot; منذ نحو أسبوعين، وألقي القبض عليه بعدها بتهم تتعلق بالفساد، وشراء هدايا بقيمة 2.5 مليون جنيه لحرم الرئيس السابق. ونفى منير الإتهامات التي وجهها سعد إلى التلفيزيون بوجود رقابة وتعليمات.