أكَّد المخرج السوري، فراس دهني، أنَّ مسلسله الجديد quot; الشبيهةquot; لا يتناول أيَّة حالة اغتصاب، مشيرًا إلى أنَّ إحدى الصحف نقلت الموضوع عن طريق الخطأ، ما ساهم في انتشار هذه الشَّائعة.
دمشق: نفى المخرج السوري، فراس دهني، ما تردّد في الصحف حول تناول مسلسله الجديد quot;الشبيهةquot; لحالة الاغتصاب، مشيراً إلى أن المصطلح تم تداوله عن طريق الخطأ في إحدى الصحف، مؤكداً أن عمله بعيد عن الاغتصاب.
وصرح المخرج السوري دهني لـquot;إيلافquot; إن عمل quot;الشبيهةquot; يتناول شرح الأسباب التي أدت إلى تشرد عائلة بعد تعرضها للظلم الشديد من اقرب الناس، معتبراً أن حالة هذه الأسرة هي نواة ونقطة انطلاق العمل لتتشعب وتتحدث عن أوساط اجتماعية متفاوتة كالمهربين والمقامرين والطيبين والتجار، مشيراً إلى أن quot;الشبيهةquot; عمل اجتماعي معاصر يكون الظاهر في العمل تقليديا لكنه يميل إلى الميلودراما في شكله الخارجي عند الدخول إلى تفاصيل النص ليتحول إلى حالة توصيف للعلاقات ضمن مجتمع العائلة الضيق والانتقال إلى المجتمع الأوسع، حيث تظهر هذه التفاصيل من خلال سياق القصة وتعامل المجتمع مع فتاة مظلومة.
وكشف دهني إن ما جذبه للعمل هو تنوع العلاقات والأحداث لتقدم نمطاً مختلفاً عن الأعمال التي قدمها سابقاً، إضافة إلى التنوع الكبير في شخصيات العمل حيث يندرج تحت بند أعمال البطولة المشتركة، السمة التيتميز الدراما السورية حيث يضم مجموعة كبيرة من الشخصيات والممثلين من جيل الشباب وجيل الرواد والمخضرمين.
وعن قيادته لفريق العمل تحدث دهني إن قيادة العملية الإبداعية تكون بكيفية ترجمة تصوره كمخرج إلى الفنيين والفنانين انطلاقاً من قناعته وحين ينجح في نقل هذا التصور لتجري العملية بشكل ممتاز ، معتبراً في الوقت نفسه أن التعامل مع الممثل ينطلق ويبنى على أساس الثقة المتبادلة بينه وبين المخرج وتكون مخاوف الممثل في السؤال عن استطاعة المخرج قيادته بشكل جيد على مستوى الشخصية والأداء.
وأضاف دهني أنه يشعر بالتزام أخلاقي تجاه الممثلين الجدد وتنطلق فكرته بالتبني من خلال تدريسه في المعهد لسنوات.
وعبر المخرج السوري عن تركيز الدراما السورية على أن الظواهر السلبية في الحياة هي إحدى مزاياها كون الحياة مليئة بالدراما وبالظواهر السلبية والايجابية المتفائلة والمتشائمة، مضيفاً أن الدراما غالباً ما تتهم على أنها تتحيز لأخطاء المجتمع، لكن بالحقيقة الدراما تتحيز لتصحيح أخطاء المجتمع وتسليط الضوء على هذا النوع يأتي لمحاولة تصليح مجموعة من الظواهر المختلفة، مؤكداً أن أهمية الدراما تأتي من كشفها أخطاء المجتمع.
من الجدير بالذكر أن عمل quot;الشبيهةquot; من بطولة جنان بكر، ونضال نجم، وديمة الجندي، وصباح عبيد، وضحى الدبس، وسليم صبري، وفيلدا سمور، وليلى سمور، وآخرين.
وفي سياق آخر، تحدث دهني عن رضاه عن المسلسل الاجتماعي الكوميدي السوري quot;صبايا2quot; قائلاً: quot;أعلم مواطن القوة والضعف في quot;صبايا 2quot; وحين قررنا تقديمه اجتمعت مع الكتاب ووضعنا خطة عمل تبنى على رفع المحتوى الفكري للصبايا كشكل جديد للعمل، واعتقد أنه كان يجب علينا أن نرفعه أكثر حتى لو كنت سأتهم بالخيانة نحو العمل، ووضعنا quot;صباياquot; بهذا التطور ونجحنا في بعض الأحيان وفي بعضها لم نستطع، واعتقد أنها لم تكن لصالحنا وربما كنت شريكاً في مواطن الضعف فيها.
وكشف المخرج دهني بأن العرض المقدم له من قبل الشركة التي تنتج quot;الشبيهةquot; كان بمثابة التزام منه تجاه العمل، مؤكداً معرفته بإنتاج جزء ثالث من quot;صباياquot; بعد أن تفاجأ بنجاح العمل في لبنان ومصر والمغرب العربي والخليج العربي.
من جهة آخرى، تحدث المخرج السوري عن رأيه بالأحداث التي يمر بها الوطن العربي من ثورات قائلاً: quot;من خلال زياراتي للدول العربية كوني أقدم بشكل سنوي مشاريع سينما الشباب وأحاضر في ورشات عمل حول السينما الموجهة للطفل لاحظت حالة كبيرة من الكبت لدى جيل الشباب المتفجر بالطاقة غير المستثمرةquot;.
وأضاف أن ما حصل في تونس ليس غريباً لكبت حرية التعبير عندهم بشكل قاسٍ، ما دفع الشباب التونسي في إطلاق طاقاتهم، أما بالنسبة إلى مصر التي تغير لغة الشارع عندهم زمن مبارك لتلازم فقدان الكرامة مع فقدان الخبز اليومي ما ولد الثورة الشريفة والعظيمة عندهم.
وأبدى المخرج السوري أمنيته في تناول هذه الثورات في فيلم سينمائي أو صناعة مسلسل تلفزيوني بشرط أن تكون قريبة من نبض الشارع وليس من نبض من يريد أن يعلن عن نفسه، وأن تكون هناك نظرة نقدية وتحليلية لما يحصل خصوصاً من طرف المبدع الذي لا ينظر للأمور بعين واحدة، مشيراً إلى دور الإعلام في ثورة مصر، ومؤكداً أن مجموعة من المحطات العربية همشت الثورة وقطعت عن المتظاهرين الصوت والصورة ولقبتهم بالمشاغبين والمخربين، وفجأة حولوهم إلى أبطال على منابرهم، مضيفاً أن الإعلام يلعب دوراً صادقاً جداً أو كاذباً جداً.
التعليقات