كشف المخرج أيمن ناصر الدين إن ترشيحه لإخراج quot;دورة الزمنquot; جاء من قبل الشركة المنتجة للمسلسل بعد أن أخرج العديد من المسلسلات لصالحها.


دمشق: كشف المخرج الأردني أيمن ناصر الدين إن ترشيحه لإخراج العمل العراقي quot;دورة الزمنquot; جاء من قبل الشركة المنتجة للمسلسل، خصوصا بعد أن أخرج العديد من المسلسلات لصالحها، وأخرها مسلسل quot;عائد من الرمادquot;، الذي لم يعرض بعد، وتناول بعض القضايا السياسية زمن صدام حسين، حيث يبيع الإنسان أخيه كي يرتقي بالسلطة، وهو مسلسل سياسي يناقش المقاومة العراقية قبل السقوط ويتناول قصة اخوين عراقيين، كما قدم العام الماضي مسلسل quot;النهرquot; وquot;شوق الصحاريquot;.

وقال ناصر الدين لـquot;إيلافquot; إن مشكلة الدراما العراقية أنها تنفذ بناءً على طلب المحطات، وتكمن في عدم تسويقها إعلامياً حيث تتبنى بعض المحطات عملية إنتاج مسلسلات هامة على صعيد الموضوعات وتقنية الأداء، إلا إنها تدفن هذه المسلسلات بعد عرضها لمرة واحدة فقط، وهذه المرة لا تكون كافية لإنتشارها ولا تعوض المجهود الذي بذل لإنتاجها.

وأكد المخرج بإن القنوات الفضائية هي من تسوق وتشهر بعض الأعمال على حساب أخرى وإذا لم تكن القناة راضية عن بعض الأعمال فأنها تدفنها، واصفاً ذلك بما كان يحصل للتلفزيون الأردني أيام الثمانينات.

وعن ميزة الفنان العراقي قال ناصر الدين أنه يؤدي المشاهد المطلوبة بشكل سليم واحساس عالي، وعندما يمثل أمامه أي عراقي فأنه يبقى صافناً ومندهشاً من عيونه التي تتكلم ومشكلتهم تكمن في عدم الانتشار ونقص الدعم والأعلام، معللاً السبب في الحصار المنفرض عليهم في فترة معينة وكانوا بعيدين حينها وغير مطلعين على بقية دراما الوطن العربي، وعندما بدأووا بالاحتكاك اصبحوا لامعين، والدليل على ذلك إختفاء معظم النجوم السوريين تماماً عند وقوفهم أمام الفنان العراقي، وأنا شخصياً لست ضد الفنان السوري، ولكن عندما تتم عملية دمج الدراما لا يجوز اعطاء القيمة للفنان السوري على حساب العراقي، ويجب أن تكون البطولة عراقية وليس العكس كما يذهب السوريين إلى مصر لأداء الأدوار الثانوية، بينما العكس سيقلب الموازين، وبرأيي الشخصي أرى إن الممثل السوري يبدع حينما يعرض الدور الثانوي، ويختفي تماماً عندما يوضع بالأدوار الرئيسية وهذا ليس ذنبه بل إن الاحساس يضيع من إبداع الممثل العراقي الجبار.

وأعتبر المخرج يإن هناك فنانين فقط في الوطن العربي استطاعا أن يؤسسان مدرسة فنية وهما كل من المصري أحمد زكي، والفنان السوري بسام كوسا، ولم يشهد العرب مثلهم، معتبراً إن من سيكسر تلك القاعدة هو الممثل العراقي، متوقعاً للفن العراقي أن يكون من الأفضل لما تملك من كتاب وممثلين موهوبين.

وعن لقب quot;منقذ الدراما العراقيةquot; الذي أطلق عليه من قبل الكثير من الفنانين العراقيين وبعض النقاد، علق ناصر الدين بإن اللقب يعني له الكثير وإنه يتمنى أن يستحق كلمة المنقذ، ويشكر الفنانين اللذين يمدحون بإعماله خصوصا مسلسل quot;النهرquot; الذي حاز على أكثر نسبة مشاهدة حسب استفتاء إحدى الصحف، وإستشهد بكلام أحد النجوم الكوميديين في العراق، لؤي أحمد، الذي قال إن شوارع بغداد كانت خالية تماماً أثناء عرض مسلسل quot;النهرquot;، وإن عمله أعاد به إلى سنوات ألق الدراما العراقية، وقال أنه على الرغم من جنسيته الأردنية فهو ينتمي إنتماءً مطلقا من رأسه لاخمص قدميه للدراما العراقية.

وأضاف بإن الأعمال التي اشتغلها لصالحهم تعد من أجمل الأعمال العراقية، ولا يكاد ينتهي من عمل إلا ويدخل بأخر، وإنه منذ قدومه من الاردن منذ سنتين فهو لم يذهب إليها ولو بإجازة لضغط العمل من قبل شركة quot;فنون الشرق الأوسطquot; المملوكة لثلاثة أخوة، معبراً عن سعادته لإجتماع الأخوة عليه لإخراج أعمالهم.

وأشار ناصر الدين بإن شركات الإنتاج العاملة في سوريا هي منفذة للعمل وليست منتجة له، وأنه لا توجد أجور مثالية من قبل المحطة للشركة، لافتاً إلى أن إحدى الأعمال قبل مجيئه نالت مبلغ50 دولار، والربح لا يأتي إلا من خلال أعماله حيث تكثر المحطات العارضة، معتبراً ذلك بإنه السببوراء الأجور المنخفضة للنجوم في العراق الذي لا يتقاضى أكثر من 150 دولار على الحلقة الواحدة.

وردا على بعض الأقلام التي تنتقد تصوير العمل العراقي في سوريا قال المخرج أنه لا يوافقهم الرأي في ذلك واصفاً أهدف هذه الأقلام بالحد من وجود دراما عراقية لتأثيرها القوي، مشيراً إلى أنه على العكس تماماً وسوريا تشبه العراق، ودمشق تماماً مثل بغداد، بمجرد إخفاء جبل قاسيون من كادر التصوير لا يوجد أي اختلاف بينهما، مؤكداً على أنه حريص على موضوع مقاربة البيئة البغدادية التي لا توجد فيها الجبال، مشيراً إلى إنه يعرف البيئة العراقية، وأنه عندما يصور في بعض الأحياء الجنوبية من دمشق البعيدة عن قاسيون كمنطقة صحنايا، فأن المشاهد يشعر بإنها صورة من بغداد، وتدمر تشبه مدينة أربيل، ولكنه أكد تأييده لتلك الأقلام عندما تصور الأعمال العراقية في الأردن كون عمان مبنية على 7 جبال ولا يجوز تصوير العمل العراقي فيها، مشيراً بإن سوريا احتضنت الفن والدراما العراقية بشكل صحيح والأردن هي من أفشلت تلك الدراما.

وتحدث المخرج عن مسلسل quot;دورة الزمنquot; وقال أنه مسلسل اجتماعي معاصر يحكي قصة شاب عراقي مغترب في دولة عربية يفقد زوجته ويخسر كل أمواله في البورصة ليعود لوطنه العراق، كما يناقش في إحدى الخطوط الشاب العراقي الشاذ الذي يعمل في البلطجة ويتورط في جريمة قتل لينقل بعدها الجثة إلى البلدان القريبة.

وصرح المخرج بأن رسالة المسلسل تكمن في الوصول إلى الحب الذي يتفوق بالنهاية على الطمع والجشع وكل الصفات السلبية، وهي قصة إنسانية بإمتياز تناقش الواقع العراقي بالحب والوفاء والمسلسل بعيد كل البعد عن الطائفية.

ونفى المخرج بإن عمليات ترشيحه للممثلين العراقيين كانت محصورة فقط بالدراميين المتواجدين في سوريا فقط، وقال إن أحد الممثلين قدم من السويد لأداء إحدى الأدوار، كما جاء الفنان كريم محسن من العراق ليجسد دوره في هذا العمل على الرغم من إن أغلب عناصر التمثيل كانوا من الوجوه الشابة والجديدة.

وعن سبب استعانته بالسوريين قال إن الهدف من وراء مشاركة النجمة السورية تولاي هارون هو دمج الدراما العراقية بالسورية كما يحصل في أغلب الأقطار العربية مع أنه لم يكن راضياً عن مشاركة السورية في العمل وقال أنه كان يتمنى أداء الدور من قبل فنانة عراقية لتعطي الحس والطابع العراقي عليه أكثر، من دون أن يحجم من إمكانات تولاي هارون وقدراتها التمثيلية.

ويتم التحضير حاليا للشارة النهائية للمسلسل وكشف المخرج أنه رشح الفنان العراقي سعدون جابر لغناء الشارة إلا إن الشركة عرضت الموضوع على الفنان الشاب، نصرت البدوي، مبدياً ارتياحه تجاه الشاب ووصفه بالمجتهد، خصوصا بعد أن استغرب منه لقراءته الصحيحة لنص المسلسل واستطاعته في وضع الموسيقى المناسبة له.