تواصل الفنانة العراقيَّة، سها سالم، مقاطعتها الأعمال الفنيَّة بإنتظار تلقي نصوص تليق بمسيرتها الفنيَّة وإلتزاماتها لأنَّها وإنّْ كان الغياب يحزنها إلَّا أنَّها تعتبره أفضل من الظهور الغير جيِّد.


بغداد: أكَّدت الفنانة العراقيَّة، سها سالم، أنَّها إعتذرت عن المشاركة في أعمالٍ عربيَّةٍ وعراقيَّةٍ بسبب تناقضها مع إلتزامها الفني، مشيرةً إلى أنَّها تشعر بعد هذه الأعوام الطويلة في الفن أنَّها تحمل أمانةً وضعها العراقيون في عنقها ليكون أي عمل تشترك فيه صورةً جميلةً معبِّرةً عن العراق والمرأة العراقيَّة.

أين أنت الآن؟
في كلية الفنون الجميلة أستعد لمناقشة أطروحتي للحصول على الدكتوراه، وأنا حاليًا في المرحلة النهائيَة منها، إضافة إلى كوني مدرِّسة في كلية الفنون الجميلة لمادتي الإخراج والتَّمثيل، وتناولت في أطروحتي موضوعًا مهمًّا في العالم وهو quot;المرجع المحلي وآليات التغريب في العرض المسرحي العراقيquot;.

هل تعتقدين أنَّ الشهادة العليا تخدم الفنان؟
بالتأكيد، فالشهادة مهمَّة للفنان لكي ترتقي بموهبته.

ما هو سر غيابك الطويل عن الشَّاشة وهل هو توقف لأسبابٍ معيَّنةٍ؟
توقفت عن العمل لسببين الأوَّل الدراسة والثاني عدم إحساسي بأنَّ المسلسلات تحمل رسالةً معيَّنةً للعراق على الرغم من الضخ الكبير بها، فأنا كممثلة مهمَّتي أنّْ انقل رسالة للعراقيين والعرب وللعالم، رسالة جميلة ومعبِّرة عن بلدي، والمسلسل يمثِّل قضية وليس مجرد صورة تتحرَّك على شاشة التلفزيون، ولا أقصد أنَّ كل الأعمال تتبع هذا المنحى،لذلك علىكل عمل أنّْ يحمل قضيةً ورسالةً إلى المتلقي، وهذا تعبير عن معنى الفنان الملتزم خصوصًا عندما ينتقي أعماله بشكلٍ دقيقٍ جدًّا، فهذه مهمَّة تقع على عاتقه لبناء شخصيته ومستقبله أيضًا، إضافة إلى التزامه بمبادئه وأخلاقه وبلده.

هل تلقيت عروضًا خلال هذه المدَّة؟
نعم .. عرضت عليَّ الكثير من الأعمال العربيَّة وليس فقط العراقيَّة، وإعتذرت عنها بسبب الدراسة، فيما رفضت العمل في مسلسل quot;هدوء نسبيquot; لأنَّ القصَّة كانت مغايرة جدًّا للوضع في العراق، ولم تكن المعلومات دقيقة، وكان لديَّ حوار مع المؤلف والمخرج عبر الهاتف، وقلت لهما أنَّ هذا تاريخًا معاصرًا وليس من حقهما تناول تاريخ العراق بمعلومات خاطئة، كما أني لم أشارك بمسلسل quot;أيوبquot; الذي يصوَّر في سوريا بسبب مشاركتي في مهرجان المسرح في الشارقة واعتذرت لهم لعدم القدرة على التواصل معهم، كما إعتذرت عن مسلسل quot;رجل العولمةquot; وغيرها.

لماذا الإعتذارات وما هي الفكرة الَّتي تحملينها لتنفيذ الأعمال؟
عندما أقرأ النص، أضع فيذهني قبل أي شيء أنَّ هناك أمانة وضعها العراقيون في عنقي، وهي إختيار أعمال تمثِّل العراق وتعبِّر عنه، ولابد أنّْ أمثِّل المرأة العراقيَّة بشكلٍ صحيح، أي أنّْ أكون نموذجًا صحيحًا عنها، وأنّْ ارسم لها صورةً جميلةً لا أنّْ أهشمها، على الرغم من السلبيَّات، لكن علينا أنّْ نوضح هذه الصورة بشكلٍ أفضل.

فيما مضى كان المؤلفون العراقيون يكتبون الشَّخصيَّات خصيصًا لك، ما الذي تغيَّر الآن؟
المسألة هي عبارة عن عمليَّة إبداعيَّة عند الكاتب عندما يصف ويشخِّص ويعبِّر عن وجدان المرأة، هناك نوع من التقمص يحدث في الشَّخصيَّات، وإختيارنا لا يكون بسهولة، فعندما يكتب الكاتب شخصيَّةً لي فهو يعرف أنَّ هناك مواصفات معيَّنة ليس لقالبي بل للأداء، يعني شخصيَّات مركَّبة وليست سهلة وفيها لمحة من الإبداع، وحقيقةً كانوا يكتبون بشكلٍ مبدعٍ ورائعٍ، ومنهم الاستاذ الراحل معاذ يوسف.

ألا يحزنك الإبتعاد عن الشَّاشة لوقتٍ طويلٍ؟
يحزنني بالتأكيد، ولكنما يحزنني أكثر هو أنّْأكون على الشاشة والناس لا يشاهدون الشَّاشة، فأنا أحب أنّْ أكون ضيفةً خفيفةً على المتلقي.