أكد المخرج العراقي فارس التميمي ان هناك مؤامرة كبيرة ضد الدراما العراقية يقودها عراقيون واناس خارج العراق.

بغداد: أكد المخرج العراقي، فارس طعمة التميمي، ان هناك مؤامرة كبيرة ضد الدراما العراقية يقودها عراقيون واناس خارج العراق، مشيرًا الى ان القنوات العراقية تعمل وفق أجندات سياسية، موضحًا انها تعاني من أزمة نصوص حقيقية، معربًا عن رفضه تولي المخرجين السوريين إخراج الاعمال العراقية كما رفض قيام ممثلين سوريين بأداء أدوار باللهجة العراقية.

ما سر غيابك منذ وقت طويل ؟
اغلب النصوص التي قدمت لي كانت بسيطة، ولم يستفزني منها نص واحد، ومن أول شروطي لإخراج عمل ما ان تتوفر فيه مقومات النص الجيد، وقد عرض عليّ اكثر من عمل قبل رمضان الماضي بثمانية اشهر او تسعة ولكن لم اجد نصًا من الممكن ان اقدمه ويليق بمستوى الدراما العراقية، واغلب الاعمال التي عرضت على الشاشة في رمضان كانت اعمالا غير متكاملة وفيها نواقص كثيرة.

من قدم لك هذه النصوص ؟
عدد من الفضائيات وشركات الانتاج الخاصة ومنها شركة اردنية.

الا يمكن الاتصال بكاتب معين للحصول على نص جيد ؟
اغلب الكتاب ليس لديهم نصوص جاهزة، فالكاتب حاليا يكلف بفكرة او موضوع بمقابل المال، والمشكلة في القنوات الفضائية التي تصنِّع الدراما انها تمتلك لها سياسة خاصة بها، مؤدلجة باجندات سياسية، وانا شخصيًّا ارفض هكذا اعمال، وارفض ان اضع نفسي في زاوية سياسية لحساب فئة معينة، ولكن للأسف اغلب كتابنا ينتهجون هذا النهج، ولكن عتبي الأكبر هو على قناة quot;العراقيةquot; التي من المفترض ان تكون قناة دولة الرسمية وأن تسهم في إثراء الناتج الوطني.

هل تعتقد ان هناك ازمة كتاب في العراق؟
طبعا، توجد ازمة كتاب كبيرة، ولكنني لاحظت هذه السنة ظهور كتاب مثل ضياء سالم الذي أتنبأ له بمستقبل ، فهو قدم عملاً جيِّدًا على الرغم من الاخطاء والهفوات ولكنَّه ترك بصمة في مجال الدراما العراقية، وأنا متأكدٌ أن عمله المقبل سيكون أجمل من الأول.
وكذلك احمد هاتف، فأنا اشد على يده لانه قدم عملاً جيِّدًا، ولكن ارجو منه ان يبتعد عن الدموية والسادية الموجودة في العمل، فهو كاتب مبدع ولكن عليه ان يهتم بالكتابة الاجتماعية اكثر من كتابة الدم.

هل تعتقد ان ضياء واحمد كتبا عمليهما وفق اشتراطات القنوات ؟
ضياء كتب الموضوع قبل ان يذهب الى quot;البغداديةquot;، وكان العمل من وجهة نظره الخاصة، فهو عرض عليّ وقرأته وقيَّمته وكانت فيه هفوات، ولكنَّه كان جيِّدًا نسبةً لأنَّه أوَّل أعماله الدراميَّة.

هل يعمل فارس طعمة وفق شروط ؟
انا لا اعمل وفق شروط القنوات، بل أنا من يفرض شروطه إن كان من ناحية الإنتاج وأو الموضوع ، فأنا لا أعمل تحت إمرة وشروط القناة اطلاقًا.

اغلب الاعمال العراقية التي قدمت في رمضان الماضي كانت لمخرجين عرب ما رأيك ؟
اعتقد ان هذه مؤامرة على الدراما العراقية يقودها اناس عراقيون واناس من خارج العراق، واذا لاحظت فان اغلب الاعمال التي اخرجها مخرجون سوريون هي غير صحيحة، واغلب المخرجين الذين عملوا في هذه الاعمال هم من انصاف المخرجين وغير معروفين في سوريا.
هذه مؤامرة كبيرة على الممثل والمخرج العراقي وستمتد الى الكاتب العراقي، اعتقد ان الجهة السورية تستغل ضعف المكون الفني الثقافي وبدأت تتدخل حتى في الممثل حينما تختار ممثلاً سوريًّا يتكلم اللهجة العراقية او تجلب مخرجًا سوريًّا لا يفقه من البيئة او اللهجة العراقية شيئًا، وهذه مؤامرة كبيرة واصبحت واضحة وبانت في اغلب الاعمال ان لم اقل جميعها.

من يتحمل هذه المسؤولية بالدرجة الاولى ؟
القنوات الفضائية وبعض الاشخاص المحسوبين على الفن العراقي، هناك كارثة حقيقية لابد ان تنتبه القنوات اليها، وهي ان الممثل العراقي افضل من الممثل العربي وان المخرج العراقي افضل، لكن عندما يأتي مخرج سوري من الدرجة الثانية او الثالثة يفرض شروطا تنفذها القنوات، على عكس المخرج العراقي الذي لا تنفذ شروطه ولا تأتي له بالكومبارس والاكسسوارات والديكور ومستلزمات العمل الاخرى.

هناك من شكك في عراقية القنوات ما رأيك ؟
هذه مؤامرة وانا اعرف بدايتها ونهايتها، واعتقد ان المشاهد العراقي بدأ يعرف ان المخرج السوري لم يقدم شيئا للدراما العراقية، على العكس اساء اليها، ولم يترك بصمة، فالمواضيع مستهلكة وغير جديدة وبعيدة عن واقع المجتمع العراقي.

ما الحل اذن برأيك ؟
ان تبنى مدينة سينمائية فيها مواصفات البيئة العراقية البدوية، والحارة البغدادية والبصرية وغيرها، حتى نستطيع ان ننجز وننافس مثلما المصريين ينافسون بمسلسلاتهم التي تنتج في مدينة الانتاج الاعلامي .

خلال رمضان الماضي كان هناك 8 مخرجين عراقيين مهمين بلا عمل؟
اذا استمرت القنوات العراقية بهذا النهج، اقصد قنوات الرشيد والسومرية والبغدادية والشرقية اقرأ على الدراما السلام، ان لم تكن هناك دراسة حقيقية للنهوض بالدراما اعتقد انه في السنوات المقبلة ستكون هناك كارثة حقيقية، لانني اعتقد انه في السنة المقبلة سيكون الكاتب ايضًا سوريًا، والمخرج سوريًا والممثل سوريًا ويمثل البيئة العراقية، فهذه مؤامرة يجب ان ينتبه اليها المسؤولون ، وبالتحديد قناة quot;العراقيةquot; التي يجب ان تنتبه الى هذه الكارثة.

اين يكمن الخلل يا ترى في العراقية ؟
الخلل في الادارة والانتاج والفنيين والنصوص التي يختارونها، فهي لا تمتلك العقل الصحيح في التخطيط للدراما العراقية، ولاختيار النصوص.

هل تعتقد ان الجمهور اشاح بوجهه عن العراقية ؟
نعم، والسبب مواضيعها وبرامجها وعدم التحرر.

ما اكبر مشكلة تعانيها الدراما العراقية ؟
النص، لانه لدينا فنيون ومخرجون وممثلون جيدون.

لماذا لم تقترح على ادارة دائرة السينما والمسرح اقامة ورشات لكتاب جدد ؟
فاتحت المدير العام اكثر من مرة لإنتاج مسلسل وفاتحت كل القنوات بأن لدينا طاقة، ولكن لا توجد جدية في العمل بل على العكس اشعر ان السينما انفرطت وليس هنالك تجدد ولا دورات.

الم نقل ان لدى القنوات اجندات، ربما لا يوافقون على شراء العمل الذي تنتجه الدائرة ؟
ممكن، ولكن قناة العراقية ما اجندتها؟ انها قناة رسمية وللدولة لماذا لا نأخذ عملاً منها وننتجه؟ واذا ما كانت العراقية مؤدلجة فأقرأ عليها السلام.

هل من جديد لديك على الطريق ؟
هناك مشروع جديد لاحدى القنوات، تم الاتفاق وحصلت الموافقات، وقريبًا نجري التحضيرات له .