لقبوني بالدلوعة ومفيد فوزي لقبني بملكة الإغراء
قدمت إشاعة حب بدون أجر مجاملة للمنتج وقدمت أفلام من أجل المال
القاهرة: في حوار مع إيلاف تنشره على جزئين تتحدث الفنانة القديرة هند رستم عن مسيرتها الفنية، وسر اعتزالها المبكر وهي في قمة الشهرة والمجد، الحوار معها لا يقتصر على هند رستم الفنانة التي قررت الاعتزال في بداية السبعينات، ولكنه يتناول هند الإنسانة التي عاشت زوجة وفية لزوجها رافضة كل العروض والإغراءات المالية التي انهالت عليها طوال السنوات الماضية للعودة الى الشاشة.
الحوار معها شيق للغاية، يسعدك سماع صوتها في التليفون عندما ترد عليك، لا تشعر في صوتها بإستعلاء الفنانات، وإنما تشعر بأنك تتحدث مع فنانة من طراز خاص، ظلت مثالاً للأنوثة يضرب بها المثل على الرغم من إختلاف الأجيال، قدمت الفن بطريقة لم تستطع أي نجمة بعدها أن تقدمه، علمت الفنانات أصول الإغراء الذي لا يخدش الحياء، إغراء الضحكات والنظرات وليس إغراء الملابس العارية.
عندما إتصلنا بها للقاءها رحبت سألت فقط سنتكلم في أي شئ فرديت، كل شيء، قالت ليس لدي ما اخفيه، نتكلم في كل شيء، مرحباً، حددنا الميعاد واتفقنا على اللقاء الذي تم بمنزلها في الزمالك، ويقع بمواجهة كورنيش النيل في العاشرة صباحاً، وداعبتنا بالقول أعرف أنه نادراً ما اجد أحداً يستيقط مبكراً لكني نشيطة، فكان الرد ونحن أيضا، جلسنا ساعتين لنخرج بحوار مثير تبوح فيه بالعديد من الأسرار.
تحدثنا معها في البداية عن الشقة التي تقيم بها، والتي يتواجد فيها العديد من الانتيكات والصالون الذي ينتمي الى صالونات السبعينات حيث أكدت اعتزازها بكل شبر في الشقة التي عاشت فيها مع زوجها، مؤكدة أنها شاهدت عشرات الأبراج التي صارت تحيط بالنيل من كل الجهات.
الصالون لا يخلو من شهادات التقدير والتكريمات التي حصلت عليها ليس في مصر فقط وإنما في مختلف البلاد العربية، لكن الشهادة الأبرز الموجودة كانت شهادة تكريمها من المركز الكاثوليكي، مشيدة بمبادرة المركز بتكريمها في مفاجأة كبيرة لها، استرجعنا معها الذكريات من الطفولة وحتى الان.
* من هي هند رستم ؟
**أنا سيدة إسكندرانية من أصول تركية ومواليد حي محرم بك في مدينة الإسكندرية في 11-11 والدي كان ضابط شرطة وتنقل في العمل بين القاهرة والإسكندرية حتى وصل إلى درجة لواء، وكان محبوبا من أهالي المناطق التي يخدم بها حيث كانت سيرته طيبة.
*كيف جاءت علاقتك بالفن ؟
** لم أكن أهوى التمثيل في السينما ولكن الصدفة لعبت دوراً كبيراً في دخولي إلى السينما من خلال اهتمامي ومتابعتي لأحدث الأفلام التي يتم طرحها في دور العرض السينمائية منذ سني المبكر، تعرفت في أحد المرات على فتاة عند دخولي أحد الأفلام في سينما كوزمس في شارع عماد الدين، وبعد الفيلم دعتني إلى أن اذهب معها لمكتب التمثيل لأن المكتب أعلن عن حاجته لفتيات للتمثيل، عندما ذهبت التقيت عز الدين ذو الفقار وكان وقتها مساعد مخرج، وظن أنني لست مصرية، خاصة وأن غالبية البنات الموجودات لديه في ذلك الوقت لم يكن مصريات، وسألني هل تجيدين العربية فقلت له أنني مصرية، وقدمني للمخرج والذي أسند لي مشهداً في هذا الفيلم .
*وبعد ذلك ؟
** عندما ذهبت إلى يوم التصوير والذي تم في استديو جلال، و بعد تصوير المشهد سألني المخرج هل هذه هي أول مرة تقفين فيهاأمام الكاميرا؟ فقلت له نعم، فسألني الم تخافي ؟ فقلت أخاف من أيه يا أستاذ دي حته حديدة، ثم اشتركت بعد ذلك في العديد من الأعمال بأدوار صغيرة .
*يبدو أنك تتذكرين تلك الأيام جيدا؟
**بالتأكيد فهذه الأيام من اسعد أيام حياتي ولا يمكن أن انساها مطلقا.
*ما هو موقف أسرتك من دخولك إلى الفن ؟
**أسرتي قاطعتني من البداية ومنذ أول ظهور لي على الشاشة، لأنهم كانوا أتراك لذلك عشت مع والدتي بعد أن انفصلت عن والدي، حيث كانت ميسورة الحال مادياً ولم تعارض فكرة دخولي إلى التمثيل.
*الم يشجعك ذلك على إعادة التفكير في اقتحام مجال السينما ؟
**وقتها لم أكن أفكر إلا في النجاح الذي حققته ، لقد كنت سعيدة جداً بالوقوف أمام عمالقة السينما المصرية في هذا الوقت، ورؤية من كنت أرى صورهم فقط على الأفيشات الدعائية.
*هل تتذكرين أول أجر حصلت عليه؟
**25 جنية وهو مبلغ كبير جداً وقتها.
*من هو مكتشفك فنياً ؟
**الأستاذ حسن رمزي، والمخرج حسن الإمام، فهو أكثر شخص آمن بموهبتي منذ البداية، وهو الذي عرفني على المخرج حسن الأمام الذي ساندني في وقت لاحق.
*كيف ساعدك حسن الإمام؟
**أرسلني حسن رمزي إلي المخرج حسن الإمام بورقة لدور في أحد أفلامه، ولكنه كان قد اتفق مع الفنانة زهرة العلا فأعطاني دوراً آخر وكان أول مشهد لي عبارة عن رقصة، وكنت وقتها متشبعة بالأفلام الأجنبية، وأعجب بي جداً، ومنحني فرصة الدور الثاني في فيلم quot;بنات الليلquot; ثم أعطاني البطولة المطلقة في فيلم quot;الجسدquot; في نفس العام .
*quot;الجسد quot;وquot;بنات الليل quot; أفلام ساهمت في أن يلقبك الجمهور بملكة الإغراء ؟
** صاحب هذا اللقب هو المذيع مفيد فوزي، وأطلقه علي على الرغم من أنني لم أقدم أدوار الإغراء فحسب، فلقد قدمت العديد من الأدوار المتنوعة، لأنني ممثلة، والممثل وظيفته الأساسية التنوع، ولكني لم أغضب منه فاللقب الذي أطلق علي وقتها هو الدلوعة.
*لكن هذه الأفلام كانت انقلاباً عن السائد في هذا الوقت ؟
**انتقدت الأفلام التي كانت تقدمها فاتن حمامة، وشادية، وماجدة، في ذلك الوقت لأن كلها كانت أدوار مكررة، فلكل منهن شخصيتها التي كانت تتكرر في الأفلام، لذلك كانت شخصية quot;بنات الليلquot; التي تم تقديمها في الفيلم انقلاباً على ما هو موجود بالفعل.
*لكن فاتن حمامة لقبت بسيدة الشاشة العربية ؟
**أعتقد أن هذا اللقب أطلق عليها بالحظ، والصدفة البحتة، يمكن أن يطلق عليها إذا وجدنا أن أدوراها تتميز بالتنوع، وتقدم في كل فيلم شخصية جديدة وهذا لم يحدث.
*إغراء هند رستم يختلف عن إغراء أي فنانة أخرى الا تتفقين معي في ذلك؟
**قدمت الإغراء بالضحكات والكلمات لكني لم اتعرى، الإغراء لا يزيد عن ذلك، وهو أسلوب مرتبط بمضمون الفيلم الذي أقدمه، لكن لا يمكن مقارنة ما يعرض في الوقت الحالي، وبين ما قدمته، وملابسي في الأفلام كانت الملابس التي ترتديها الفتيات في ذلك الوقت.
*اعتزلت وأنت في قمة نجاحك ،ألا تشعرين بالندم؟
**إطلاقاً ، اعتزلت سناً واسماً وانا في قمة النجاح، وفي وقت كان اسمي قادر على أن يتحمل فيلم ويتم تسويقه، وبيعه، فلقد أعطيت للسينما ظهري قبل أن تعطيني هي ظهرها، و لكي أحتفظ بصورتي الجميلة لدي الجمهور، مشكلة السينما أنها تصل الى مرحلة تقول للفنان شكراً وتتركه كما حدث مع كثيرات.
*لكن نجاح هند رستم كان كفيلاً بضمان إستمرارك لمدة 10 سنوات لماذا لم تفعلي ذلك؟
** من الذكاء أن يعرف الفنان الوقت المناسب للانسحاب كما أن معايير السينما بدأت وقتها في التغير، خاصة وأنني تعبت كثيراً في آخر أفلامي، من عدم الانضباط في المواعيد للممثلين، وهو ما كان لا يحدث معي ومع فريد شوقي، ورشدي أباظة، فكنا جميعا نصل الى الاستوديوهات قبل موعد التصوير بفترة كبيرة. مع بداية السبيعنات وظهور جيل جديد بدأت معايير السينما في التغير لذا قررت ان اكتفي بما قدمت، خاصة وأنني قدمت كل الشخصيات التي كنت أرغب في تجسيدها، ولم أجد أي شعور بالندم على خفوت الأضواء، لأنني التي تركتها وليس هي التي تركتني.
*هل هناك أفلام قدمتها ولم ترضي عنها ؟
**بالتأكيد فهناك أفلام عملت فيها من أجل أن أحصل على أجرها فقط، وأفلام أخرى اشتركت فيها مجاملة ولم أحصل فيها علي أي أجر، مثل فيلم quot;إشاعة حبquot; الذي قدمته كهدية للمنتج جمال الليثي، خاصة وأنني أعجبت كثيراً بالقصة التي كانت قائمة على هند رستم، وعندما حقق نجاحاً لدى عرضه سعدت كثيراُ.
*وما هي أكثر الأعمال التي تجدينها قريبة منك؟
**quot;شفيقة القبطيةquot; وquot;الراهبةquot; وquot;إمراة على الهامشquot; الذي قدمت فيه دور ام لحسن يوسف، على الرغم من الفارق العمري بيننا ليس كبيراً، قدمت العديد من الأدوار التي أعتز بها وسعيدة بالتنوع الذي كان يفاجئ الجمهور أحيانا.
التعليقات