أطلق ناشطون اجتماعيون في الجزائر حملة مناهضة لإستقدام من يسمونهم بـquot;فنانات العريquot;، وتنشط هذه الحملة تحت شعار quot;لا نريد مطربات الفسق في بلاد المليون ونصف المليون شهيدquot;.


الجزائر: يقول الناشط الاجتماعي quot;نسيم بكوشيquot; أحد أبرز مناهضي استقدام المطربات العربيات إلى مهرجاني quot;تيمقادquot; وquot;جميلةquot; شرقي الجزائر، إنَّ استمرار توافد quot;مطربات الإثارةquot; مثلما يسميهنَّ، عملية تنطوي على جملة من المحاذير، فبجانب المبالغ الضخمة التي يتم إنفاقها على جلب فنانات quot;لا يقدمنَّ ولا يؤخرنَّquot; على حد تعبيره، هناك انحدار أخلاقي كبير بسبب تفنن المطربات في إبراز مفاتنهنَّ، في وقت كان الأجدر بأوصياء الثقافة رصد تلك الأموال للفن الراقي الذي يربي الأجيال الصاعدة على القيم النبيلة بدل كل ما يحدث من إسفاف.

من جهته، يثمِّن quot;جمال زروقquot; التجاوب الكبير الذي تحظى به الحملة التي نجحت في كسب تأييد ما لا يقل عن ثلاثين ألف شخص فيوقت قصير، ويتوقع انضمام المزيد من الرافضين لما ينعته بـquot;الانزلاق الثقافي الحاصلquot;، بما سيشكّل بمنظوره ضغطًا من شأنه إحراج السلطات ودفعها إلى الكف عن دعوة quot;مطربات الإثارةquot; على حد وصفه.

ويرفض quot;فريد حبانيquot; وquot;محمد فضيلquot; المناصران للحملة، أن يتم تصنيف الحملة كـquot;إجراء متطرفquot;، فيما يعتبرها جمال زروق مؤشرًا على عودة quot;النيفquot;، وهو مصطلح محلي يعني الرجولة والكرامة والشرف، ويرى زروق أنّ الوقت حان لجعل المال العام في خدمة مواطنيه، لاسيما الشباب الباحثين عن فرص عمل منتجة، بدل تبذير أغلفة ضخمة على ثقافة الرقص.

وفيما أحجم مسؤولون في وزارة الثقافة الجزائرية عن الإدلاء بأي تعليق بحجة quot;تواجدهم في إجازاتهم الصيفيةquot;، استهجنت الناشطة الاجتماعية quot;زهية عيسانيquot; الحملة ووصفتها بـquot;المغرضةquot;، كما صنفتها كـquot;محاولة لإعادة البلاد إلى التطرّفquot;.

وتستغرب عيساني الخلط المتعمّد بين فقرات ترفيهية ومشاكل الشباب، هذا الأخير استفاد في الفترة الأخيرة من عديد القروض والتسهيلات، ومن المضحك بحسبها، أن يتم تبرير هذه الدعوة المثيرة للجدل، بحتمية توظيف الأموال لصالح الشباب، ومحاربة الفقر والآفات الاجتماعية.

بدوره، يعتبر quot;شعبان ضيفيquot; الناشط في حركة quot;راجquot; الشبابية اليسارية، إنّ عرّابي حملة منع قدوم الفنانات، يريدون إعادة الجزائر إلى الوراء، واستنساخ ما كان يقع في أواخر ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي، في إحالة على ما انتاب فترة صعود نجم الحزب الإسلامي المحظور quot;جبهة الإنقاذquot; وما فرضه عناصرها من تشدد آنذاك.

وعما إذا كانت حملة منع جلب المطربات دلالة من حيث خلفيتها وغائيتها، على عودة موجة التطرف إلى الجزائر، ينبّه كل من ضيفي وعيساني إلى أنّ الأمر كذلك، ويستدلان بتنامي خطر انبعاث قوى التطرف أمام ضمور ما يسمونها quot;القوى الحرةquot;، ويشير الاثنان إلى ما تقوم به مجموعات مشبوهة بشكل خاص في جامعات البلاد بشكل جعلها تبسط سيطرتها على نصف الطلبة، ووصلت إلى حد مصادرة الأنشطة الفنية هناك، تحت ذريعة منع quot;حفلات المجون والخلاعةquot; في الحرم الجامعي.

وحملت صفحة حملة quot;لا لفنانات العريquot;، على مستوى شبكة الفايسبوك، تعليقات لاذعة مست نجمات كبيرا بوزن الفنانة اللبنانية نجوى كرم، ومواطناتها كارول سماحة، ونوال الزغبي، وإليسا، وتساءل مهاجمون عن استفادة شباب منطقة باتنة (430 كلم شرق) التي تحتضن مهرجان تيمقاد.

بينما لفت آخرون إلى أنّ مصر وسوريا وتونس ألغت مهرجانات، فيما جنحت أخرى بحسبهم إلى تقليص مستحقات الفنانات، وانتقد فريق ثالث إصرار السلطات على تنظيم مهرجان موسيقي في عز شهر شعبان وعشية شهر رمضان، على الرغم من تنافي ذلك مع تقاليد الجزائر.

ويتهّم متابعون صحفًا محلية بإثارة الفتنة وصبها الزيت على النار، من خلال نشرها كشوفا لما قالت إنها مبالغ ستتقاضاها نجمات عربيات، ما خلق بلبلة في وسط الرأي العام بالجزائر، لا سيما مع رفض الحكومة إقرار زيادات في رواتب الأطباء وموظفي النقل الجوي.