توفي مقدِّم البرامج العراقي، علي عبد الحكيم الزعلان، أمس، إثر تعرضه لحادث مروري في مدينة الناصرية، حيث كان متواجدًا لتسجيل حلقات من برنامجه quot;غلطة الشَّاطر بمئة ألفquot;.


بغداد: نعت نقابة الفنانين العراقيين الفنان المسرحي ومقدم البرامج الشاب، علي عبد الحكيم الزعلان، الذي توفي يوم الجمعة، إثر حادث مروري مؤسف في مدينة الناصرية (جنوبي العراق)، برفقة اثنين من زملائه، وقد كان هناك لتسجيل حلقات من برنامجه الشهير quot;غلطة الشاطر بمئة الفquot;، وهو برنامج مسابقات فكاهي، وقد ابكى رحيله الكثير من المشاهدين الذين تناقلوا الخبر عبر أجهزة الهاتف الجوال، واعربوا عن حزنهم الشديد برحيله المبكر.

ويعد علي الزعلان من أشهر مقدمي البرامج في العراق، وهو ابن الاعلامي المعروف، عبد الحكيم الزعلان، من مواليد 1975، بدأ حياته ممثلاً مسرحيًا، قبل ان ينتقل الى تقديم البرامج في قناة الرشيد الفضائية، حيث استطاع ان يشد المشاهدين اليه باسلوب تقديمه للبرامج، اذ غلبت الكوميديا على ادائه، وكان عفويًا في علاقته مع جمهور المشاهدين، محاولاً ان يزرع الابتسامات على الوجوه بكل ما يمتلك من روحية للمزاح والظرافة، فضلاً عن انه من الشباب المتحمسين للنجاح ويمتلك سعة افق وثقافة مشهودة وروح مرحة، وعلى الرغم من الشهرة الواسعة التي نالها الا انه ظل متواضعًا وبسيطًا ولم يدخل الغرور قلبه، بل انه كان يجد سعادته في مساعدة الناس، والادلة كثيرة خصوصًا في برنامجه الذي كان للفقراء حصة الاسد في منحهم التشجيع ومن ثم الفوز بمبلغ الجائزة، وهو ما جعل الناس ينجذبون اليه كثيرًا ونال برنامجه quot;غلطة الشاطر بمئة الفquot; اوسع مشاهدة بين البرامج العراقية، لاسيما انه جال به العديد من المناطق والمدن، وزار عددا من الدول الاوروبية، وكانت محطته الاخيرة في رمضان الماضي في مصر، كما أن علي الزعلان هو عضو في نقابة الفنانين وفي اتحاد المسرحيين وعضو في نقابة الصحافيين.

آخر ماكتبه الراحل قبل وفاته على صفحته في الـquot;فايس بوكquot; كان: quot;الى كل متابعي برنامج غلطة الشاطر ب100 الف، سيقوم كادر البرنامج بتصوير حلقات من البرنامج في محافظة البصرة يوم الجمعة المصادف 16/9/2011، وسنعلمكم بمكان التصوير باقرب وقت ان شاء الله ولكم فائق الاحترامquot;.

وكان علي الزعلان قد تحدث لنا في وقت سابق وقال أن: quot;سر النجاح يكمن في الخفة والفكرة الأغرب وليست الافكار التقليدية، اما العفوية التي تميزني فسببها أنني ممثل مسرحي قبل اي شيء، والممثل المسرحي تكون لديه العفوية وسرعة البديهية واستطعت توظيف هذه الصفات في تقديم البرامجquot;.

واضاف: quot;الاغلبية يشيعون انني اتساهل مع العنصر النسوي وأشد مع الرجال، اما الفقراء فهذا فضل من الله ان نساعد اي شخص محتاج، فما دام برنامجنا يعطي جوائز مالية من خلال مسابقات فمن الممكن ان نساعد الفقير لكي يحصل على المبلغ، بعد ان نجعله يستمتع بعض الشيء، وهناك الكثر من هؤلاء يتمتعون بروح النكتةquot;.

وفي الاخير قال: quot;عوضني هذا البرنامج عن المسرح كثيرًا لانني اعمل فيه منذ عام 1993، لكن البرنامج هذا أعطاني حضورًاquot;.