ينتمي الممثل الإيرلندي الشَّهير، ليام نيسون، إلى نجوم هوليود المعروفين بجديَّة أفلامهم، وتفانيهم في الأدوار الَّتي يقومون بها، لكن لم يخطر بباله يومًا أنَّ بعض الأدوار الَّتي قد يؤدِّيها في السينما سيعيشها في الحياة، كما حدث له في دوره في فيلم quot;الحب السماويquot; ثمَّ وفاة زوجته ضمن ظروف مشابهة مثل الَّتي أدَّاها في الفيلم.


براغ: بعد عامين من الحزن عاشها الممثل الإيرلندي، ليام نيسون، على وفاة زوجته الممثلة، ناتاشا ريتشاردسون، الَّتي أحبَّها لفترةٍ طويلةٍ، بدأ يخرج من هذه الحالة والإنفتاح على الحياة، خصوصًا بعد أنّْ عقد خطوبته على سيِّدة أعمال تصغره باثنين وعشرين عامًا.

وفيما اعتبر أصدقاء الممثل نجاح، فريا جونستون، في إنعاش قلب نيسون بالحب من جديد حدثًا بالغ الأهمية بالنسبة له، ولولديه، ولعمله السينمائي اللاحق، لم يعلِّق نيسون كثيرًا على علاقته العاطفيَّة الجديدة، بل على العكس من ذلك، فبعد العرض الأوَّل لفيلمه الأخير quot;المجهولquot;، تحدَّث عن أنّْ ذكرى زوجته تمنعه من النوم، مؤكِّدًا أنَّه يتذكَّر كل تفصيل منذ ليلة 16 آذار مارس من العام 2009، حين علم بأنَّ بوقوع حادثٍ لها أثناء التزلج، وأنَّها تتواجد في مستشفى في مونتريال.

ويروي نيسون ذكرياته عن تلك الحادثة قائلاً أنَّه توجَّه فورًا إلى المستشفى حيث لم يتعرَّف عليه أحد بإستثناء ممرضة، هرعت إليه لاحقًّا، وأخذته إلى الغرفة الَّتي كانت فيها ناتاشا عبر بوابةٍ خلفيَّةٍ، وهناك عرف بأنَّ حادثها مميت.

وتذكَّر نيسون في تلك اللحظات دوره في فيلم quot;الحب السماويquot; الذي لعب فيه دور الزوج الذي يفقد زوجته، ويتوجب عليه الإهتمام بإبنهما الوحيد.

ويضيف أنَّ هذا التَّشابه بين السينما والحياة بالنسبة له يعتبر أمرًا فظيعًا، لأنَّه لم يكن يتوقَّع أنّْ يصادف في حياته الواقعيَّة ما سبق له وأنّْ مثَّله في السينما، كما أنَّ الوضع في الحياة كان أسوأ بالنسبة له، لأنَّ مسؤوليته قائمة تجاه ولدين.

وواجه ليام الموت أيضًا في العام 2000، حين اصطدم أثناء قيادته لدرَّاجته النَّاريَّة بآيل، ما أدى إلى إصابته بكسورٍ في الحوض وفي الرجل.

علاقات غراميَّة واسعة ثمَّ إخلاص في الزواج
تعرَّف ليام على زوجته ناتاشا في العام 1993 أثناء العمل الأوَّل له في مسرحيَّة quot;أنا كريستيquot; في برودوي، حيث كانت شريكته في المسرحيَّة، وبعد عام من ذلك جمعهما القدر في عملٍ سينمائيٍّ جديدٍ هو quot;نيلquot;.

وكان ليام يزعم ولوقتٍ طويلٍ أنَّه لا يفكِّر في الزواج، خصوصًا بعد غراميَّاته مع نجمات شهيرات مثل أنجلينا جولي، وجوليا روبرتس، وبروك شيلدز، وباربارا ستريزاند، وهيلين ميرين، لكنَّه غرق في الحب، وتزوَّج بناتاشا في العام 1994، وكان زواجهما في هوليوود يعتبر ولمدة خمسة عشر عامًا من أكثر الزيجات سعادة.

ويؤكِّد أنَّه بقي على قيد الحياة بعد وفاة زوجته بسبب العمل قائلاً: quot;لقد خطَّطت للكثير من الأعمال، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ العمل لم يغطِ الحزن الذي كنت أشعر به لأنَّ الإنسان لا يمكن له أنّْ يحضِّر نفسه أبدًا لمثل هذا الحزنquot;.

ويضيف: quot;يظن الإنسان أنَّ مثل هذا الأمر عندما يحلُّ فإنَّه يبكيه ويخرج من نفسه بعدها، أمَّا الحقيقة فإنَّ الأمر لا يزال مؤلمًا حتَّى السَّاعةquot;.

ويعبِّر أصدقاء ليان عن أملهم بأنّْ تتمكَّن فريا من التَّخفيف من آلامه، مشيرين إلى أنَّهم يبدون سعداء في الصور الَّتي تجمعهما مع الأولاد.

وعلى الرغم من حزنه الشَّديد على زوجته فإنَّ ذلك لم يؤثِّر على الأداء الجيِّد له في السينما، فهو لا يزال من أشهر نجوم هوليوود، ويتمتَّع بلياقةٍ بدنيَّةٍ جيِّدةٍ، وهو لا يخفي بأنَّه عندما كان شابًّا كان يمارس الملاكمة ويحقِّق نتائج جيِّدة فيها.

ويضيف بأنَّه بدا التَّدريب على الملاكمة عندما كان عمره تسعة أعوام، وأنَّ الأمر تحوَّل من هواية إلى نوعٍ من الإحتراف، على الرغم من إصابته بجروح فيها عدَّة مرَّات، وفي الخامسة عشرة من عمره انكسر أنفه أثناء إحدى المباريات، الأمر الذي بقي واضحًا عليه إلى اليوم، وقد حصل في السَّادسة عشرة على لقب بطل الملاكمة في الوزن الثقيل للشباب واحتفظ به لثلاثة أعوام.

ولكن في النهاية، تغلَّب الفن على الرياضة غير أنَّه لا يزال يستفيد من لياقته الرياضيَّة في السينما، الأمر الذي ظهر في فيلمه الأخير quot;المجهولquot;.

وكان ليام نيسون قد حقَّق النجاح الأوَّل الأكبر له في فيلم quot;قائمة شيندلرquot; في العام 1993، عندما مثَّل الدور الرئيسي في الفيلم، وفي العام 1999 منحته ملكة بريطانيا اليزابيت وسام الإمبراطوريَّة البريطانيَّة.

وظهر في الأعوام الأخيرة في دور الأب، والأفلام هي quot;البؤساءquot; في عام 1998 ثم quot;عصابات نيويوركquot; في عام 2002، ثم quot;الحب السماويquot; في عام 2003، ثم في quot;مملكة السماءquot; في عام 2005، وفيلم quot;الرعب 96quot; في عام 2008، وquot;صراع الحيتانquot; في عام 2010.