دمشق:quot;الشبيهةquot; مسلسل ميلودراما اجتماعية تتشابك فيه العلاقات ما بين أشقاء جشعين، وأقارب حاسدين، وتدور الأحداث من خلال تسع أسر تخلط في علاقاتها ما بين الطيبة والخير والخبث والشر بحسب طبيعة أفرادها.

وصرح المخرج السوري دهني لـquot;إيلافquot; إن عمل (الشبيهة) يتناول شرح الأسباب التي أدت إلى تشرد عائلة بعد تعرضها للظلم الشديد من اقرب الناس ،معتبراً إن حالة هذه الأسرة هي نواة ونقطة انطلاق العمل لتتشعب وتتحدث عن أوساط اجتماعية متفاوتة كالمهربين والمقامرين والطيبين والتجار، مشيراً إلى إن (الشبيهة) عمل اجتماعي معاصر يكون الظاهر في العمل تقليدي لكنه يميل إلى الميلودراما في شكله الخارجي عند الدخول إلى تفاصيل النص ليتحول إلى حالة توصيف للعلاقات ضمن مجتمع العائلة الضيق والانتقال إلى المجتمع الأوسع. حيث تظهر هذه التفاصيل من خلال سياق القصة وتعامل المجتمع مع فتاة مظلومة.

وكشف دهني إن ما جذبه للعمل هو تنوع العلاقات والأحداث حيث تشاهد الشخصيات وتغيب لتقديم نمطاً مختلفاً عن الأعمال التي قدمها سابقاً. بالإضافة إلى التنوع الكبير في شخصيات العمل حيث يندرج تحت بند أعمال البطولة المشتركة السمة التي تميز الدراما السورية حيث يضم مجموعة كبيرة من الشخصيات والممثلين من جيل الشباب وجيل الرواد والمخضرمين.

وأكد أن الدراما السورية تسير مع نبض الشارع العربي، وتعبر عن همومه وآماله سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وعن اختياره لأبطال عمله، شدد دهني على البطولة المشتركة للعمل الذي يضم مجموعة من الفنانين من أجيال متعددة.

العمل شديد الوضوح في تركيزه على بطلة العمل (خلود) الشابة التي تعرضت لحادث سير وماتت، و(عذاب) الشابة المغلوبة على أمرها التي احتلت مكانها وتقمصت شخصيتها، ودون أن تدري، لوجود شبه كبير بينهما، وما بين خلود وعذاب تتشعب الأحداث وتتصاعد بين أفراد الأسر التسع، فنشاهد عمليات تهريب وأفعال شر، وانغماسا في الخمر والميسر

تقوم الممثلة جنان بكر بلعب دوري شخصيتي خلود وعذاب، أي الأصيلة والشبيهة، وهي سعيدة بأداء شخصيتين متشابهتين، وقد أحبتهما، ولاسيما (عذاب) التي تعيش تغيرات كثيرة. واللافت أن هذا المسلسل من إنتاج الشركة التي تملكها وتديرها جنان، أي أنها هي التي اختارت النص، الذي تصفه بأنه مشوق جداً ومليء بالأحداث المثيرة.

ولا تنفي جنان أنها كمنتجة وممثلة تختار الدور الذي يحقق طموحها، فهي واقعية، وعندما تنتج عملاً، فإنها تختار الدور الذي يناسبها فيه، لأنها في الأساس ممثلة ويجب أن تعمل. وتعتبر جنان أن عملها كمنتجة يمنحها متعة الإنجاز، أما عملها كممثلة فيشعرها بالتجدد، ويجعلها تتذوق نكهة النجاح والتميز.

وقال الفنان نضال نجم الذي يجسد دور (ربيع) في المسلسل السوري (الشبيهة) أنه حاول بعد دخوله لأجواء التصوير أن يرفع قدر المستطاع من مستوى الشخصية بالاتفاق مع المخرج دهني ،وأن كل همه يدور في هذا المحور كون الشخصية مهمة وغير مهمشة وتشكل العمود الأساسي لقصة الحب الأهم في العمل كله.

وأضاف الفنان نجم لـquot;إيلافquot; أنه يجسد شخصية (ربيع) ابن عائلة متوسطة لأب طماع يريد الاحتيال على مال شركائه ،ويرتبط بقصة حب إشكالية منذ بداية العمل وتمر بالكثير من المنغصات كبيرة على مراحل وأهم مراحلها هو غياب الحبيبة وعودة شبيهتها ،واصفاً الشخصية بالطيبة كونها لا تقبل الخطأ حتى من أقرب الناس إليه وهو والده تجاه الشخصية، لكنها لا تملك موقف قوي.

كما تشارك الممثلة السورية ضحى الدبس في مسلسل الشبيهة وتجسد فيه شخصية أم بطلة العمل لتراقب عن كثب ما يحدث وقالت الدبس: quot;ألعب شخصية أم تراقب عن كثب ما يحدث في عائلتها من تغيرات وتحولات نتيجة التغير والتحول الذي يطرأ على العالم والذي يؤثر بشكل أو بأخر على أسرتهاquot;.

وقال الفنان جمال العلي الذي التقته quot;إيلافquot; على هامش تصوير مسلسل الشبيهة إن العمل هو مسلسل اجتماعي معاصر يتعمق بقضايا اجتماعية وإنسانية مهمة وتخدم المجتمع عندما تفضح الوجه السلبي للكثير من العادات التي تحمل الظلم لأبنائها تحت عناوين مختلفة.

وكشفت الفنانة السورية لونا أبو درهمين بأنها تلعب في المسلسل شخصية (رهف) الفتاة الطيبة المتعلمة والبسيطة والفقيرة التي تعيل والدتها ولا تتحسن أوضاعها إلا بعد تخرجها والعمل في شركة صديقتها خلود التي تثق بها بشكل كبير، ورغم الالتباس الذي يحصل عندما تظهر حقيقة شخصية خلود، وأنها ليست شخصيتها الحقيقية، فإن رهف تبقى إلى جانب خلود وتصر على أن تتعامل معها بنفس الطريقة، وتقول لها إن صداقتهما ليست مبنية على هويتها، بل على أخلاقها وطيبتها.

وأشار الفنان طلحت حمدي بأنه يجسد دور (فرج بك) وهو رجل أعمال يفقد ابنته الوحيدة بحادث سير في أوربا فيصيبه الحزن ويقرر العودة إلى البلد يعطف على فتاة مرمية أمام باب الفيلا وبالصدفة تكون شبيهة لابنته فيرعاها ويعالجها وعندما يعرف أنها متشردة يقرر تبنيها فتعوضه عن فقدان ابنته.

وقالت مديحة كنيفاتي أن شخصيتها في العمل إيجابية بشكل كبير، فهي تمثل البنت الطيبة التي لا تؤذي أحداً، ودائماً ما تساعد أخوها الذي يكون على علاقة بفتاة، فتعلمه ما الذي يجب أن يفعله وما الذي يجب أن لا يفعله، في النهاية تقع في غرام أحد أقربائها، لكنه يكون نصاباً في النهاية، ويسطو على أموال والدها.

وعن مشاركتها الثانية مع المخرج فراس دهني بعد خمسة أعوام على مشاركتها السابقة قالت مديحة: quot;الأستاذ فراس شخص مريح جداً، وهادئ في موقع التصوير، وأنا أرتاح جداً في التعامل معهquot;.

ونشهد جرائم قتل ودخول مجرمين إلى السجن، لكن دون أن يغيب محور الحكاية الأصلية، فجميع الأحداث تدور حول هذا المحور، رغم أنه ليس مصدرها دائماً، مما يعطي العمل طابع التشويق والإثارة، ويكشف عن طبائع الناس في مجتمع يعيش فيه الطيبون والأشرار والمجرمون والأخيار.

نهاية سعيدة
رغم ما يشهده مسلسل (الشبيهة) من قتل وعمليات احتيال وتهريب وصراع متصاعد بين الشر والخير، حيث يسود الأشرار لبعض الوقت، فإن الشبيهة (عذاب) تقودها المصادفات لتنجو من عذابها على بوابة رجل شهم وثري، فقد ابنته للتو في حادث سير، فيعتبر عذاب ابنته البديلة نظراً للشبه الكبير بينهما.

ويتيح لها أن تكمل دراستها العالية في باريس، وعندما يموت يجعلها ترث كل ممتلكاته وأمواله، لتستعيد والدتها المشردة، وتضم أسرتها إليها، بينما يلاقي الأشرار جزاءهم، إما قتلاً وإما سجناً. ورغم هذه النهاية التقليدية السعيدة، فإن القائمين على الإنتاج يرون أنها ضرورية وطبيعية لإسعاد المشاهدين الذين سيتابعون عذابات عذاب ويتعاطفون معها، وينتظرون بفارغ الصبر أن تخرج من محنتها، وأن تنال ما تستحقه.

ويشارك في هذا المسلسل عدد كبير من الممثلين والممثلات في مقدمتهم: جنان بكر، ونضال نجم، وديمة الجندي، وصباح عبيد، وضحى الدبس، وسليم صبري، وفيلدا سمور، وليلى سمور. ويمتد المسلسل الذي كتبه محمود سعد الدين على مدى ثلاثين حلقة، وسيكون جاهزاً للعرض في الموسم الرمضاني المقبل.