أفرزت الثورة المصريَّة فئات من الفنانين، فمنهم من بات يعرف بنجوم القائمة السوداء، ومنهم من يعرف على أنه من نجوم الثورة، ما دفع بالقسم الأوَّل إلى النزوج نحو الدراما العربيَّة الأخرى من خليجيَّة وسوريَّة.


الرياض: بعد أحداث 25 يناير في مصر، تم تصنيف الفنانين حسب موقفهم من الثورة، بين مؤيد ومعارض لها، ونصبت القائمة السوداء لتضم نجومًا كبارًا خسروا مكانتهم بسبب تأييدهم للنظام ومعارضتهم الواضحة والصريحة لثورة 25 يناير المصرية، ومنهم الفنان طلعت زكريا، والفنانة غادة عبد الرازق، والفنانة عفاف شعيب، وهناك العديد من النجوم الآخرين الذين اختاروا ألا يظهروا بعد الثورة وألا يتحدثوا فى وسائل الإعلام، أما هؤلاء الثلاثة فكانت لهم قصة مختلفة.

طبعًا جميعنا يعلم قصة طلعت زكريا وميدان التحرير، إذ تحدث طلعت من خلال إحدى القنوات الفضائية في أيام الثورة، أي قبل وقوع النظام وتنحي مبارك، وسبّ شباب الثورة ووصفهم بأبشع التهم، وقال إنه شاهد في ميدان التحرير بعينه شباب الثورة يمارسون الرذيلة ويبتاعون المخدرات.

لكنّ تصريحات طلعت زكريا استفزّت الثوار، لأنه لم يعترض على الثورة فحسب، بل طعن في نزاهة وكرامة وأخلاق الثوار، دفاعًا عن النظام الذي سقط هو معه، بدليل أرقام إيرادات فيلمه الأخيرquot; الفيل في المنديلquot; الذي عزف عن مشاهدته المصريون، ولم يحقق أرقامًا مماثلة للأرقام التي كان يحققها اسم طلعت زكريا قبل الثورة.

وبناء على ما فات قرر زكريا أن يبتعد عن الساحة المصرية، فاحتضنته الدراما الكويتية في فيلم مصري كويتي تحت عنوان quot;نزلة السمانquot;، يشارك فيه الفنان عبد الامام عبدالله، واحمد راتب، وعفاف شعيب، ومحمود الجندي، وسليمان عيد، ونرمين ماهر، وآخرون، ومن إخراج محمد الشورى، ويناقش الفيلم قضية الزيجات بين الجنسيات المختلفة، ويطل هو على الفيلم بدور كوميدي.

ولاحظنا في فريق العمل اسم الفنانة، عفاف شعيب، أو quot;خالتو عفافquot; كما اطلق عليها شباب ثورة 25 يناير، فهي الأخرى لم تسلم من تعليقات ثوار الفيسبوك الساخنة التي طالتها بسبب تعليقها الشهير على احداث الثورة، وانها ضدّها، لأن أولاد اختها تعودوا قبل الثورة على أكل البيتزا والكباب والريش، وأثناء الثورة حرموا منها.

وأثارت بهذا التعليق استفزاز المشاهدين الذين علقوا على ما قالته ساخرين، ومنهم من ألف لها الأغاني استنكارًا لما قالته، لذلك انضمت هي الأخرى لقائمة الفنانين الذين حلقوا خارج السرب المصري بعد الثورة.

ونأتي إلى الفنانة غادة عبدالرازق، والكل يعلم أن غادة كانت تمثل رقمًا صعبًا قبل الثورة خصوصًا بعد نجاح مسلسلها الأخير quot;زهرة وأزواجها الخمسةquot;، وأكدت أنها رفعت أجرها إلى 11 مليون جنيه عن دورها في المسلسلات، وكانت على القائمة الرمضانية quot;قبل أحداث الثورةquot; الفرس الرابح لمسلسلها quot;سمارةquot; المأخوذ عن قصة فيلم بالعنوان نفسه ، وراهن الجميع على نجاح المسلسل في رمضان، ثم قامت الثورة وقلبت الموازين بسبب ما قالته غادة من اقوال معادية للثورة ومؤيدة وبشدة للنظام السابق، ما جعل الثوار يضعونها في القائمة السوداء.

لذلك اتجه مسلسلها quot;سمارةquot; إلى الجعبة الخليجية فأعلنت مؤسسة دبي للإعلام عن نيتها إنتاج المسلسل بنسبة 80 %، والباقي لصالح quot;كنغ توتquot; المصرية، وتعد هذه النسبة نسبة كبيرة جدًا، كما ترددت انباء عن اعتذار النجمة نانسي عجرم عن غناء تتر المسلسل خوفًا على شعبيتها الواسعة التي حققتها في مصر في حال ظهرت في عمل بطلته هي غادة التي سافرت إلى بيروت خصيصًا لتنفي الخبر وتشهد تسجيل الاغنية مع نانسي.

لكن إلى متى سيحلق فنانو القائمة السوداء خارج السرب المصري؟ وهل سيتخطون أزمة القائمة السوداء ويعودون نجومًا كسابق عهدهم؟ أم أن مصر الجديدة بعد الثورة سيكون لها نجومها الجدد؟