أطلق فنانون ومثقفون مصريون أمس المؤتمر الأول لجبهة الإبداع الفني وذلك للتصدي لمد التيارات الإسلامية التي افتى بعضها بتحريم الفن وذلك بمقر نقابة الصحافيين بمشاركة العشرات منهم في تظاهرة فنية ثقافية تعد الأكبر منذ ثورة 25 يناير.


القاهرة:شهدت نقابة الصحافيين المصرية المؤتمر الأول لجبهة الإبداع الفني والتي تضم العشرات من الفنانين والمثقفين في مبادرة لمواجهة التيارات الدينية والتي تصدرت تصريحات لبعض افرادها تنتقد الفن وتعتبره عملاً محرماً وذلك في أول رد فعل جماعي من الفنانين والمثقفين لاسيما مع حصول التيار الديني على أغلبية كاسحة في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً.
وأصدر المجتمعين بياناً القاه الفنان محمود ياسين قالوا فيه quot;أن مصر كانت وستظل منبراً للحرية والإبداع وهو الأمر الذي لن يتم التراجع عنه، وأن الشعب المصري لن يقف صامتاً أمام من يريدون القضاء على الثقافة والحضارة المصرية بحجة ثوابت المجتمع، مؤكدين على أن أهل الفن والإبداع من نسيج المجتمع المصري، هم أكثر الناس حرصاً على ثوابت المجتمع، وان الشعب المصري يرفض استخدامهم كذريعة، للحد من الإبداع والفن والعلوم والقضاء على دور مصر.
وأضاف البيان quot;لن نقبل بتغيير ملامح الشخصية المصرية أو تهجير العقول للخارج أو قمعها في الداخل ولن نترك أبداً من يحاول أن يطمث إرثنا الثقافي، ولن نهدأ حتى تعود مصر إلى ريادتها للعالم العربي، ولن نترك يداً تمتد بالعبث على تراثنا الحضاري وإرثنا الثقافي والذي ليس اوله الاثار الخالده وليس اخره الفنونquot; مضيفا quot;جئنا لنقف صفاً واحداً في وجه من يريدون إطفاء العقول ولن نقبل بإرهاب العقول وتكفير التفكير واعتبار ان من يعارض المجلس العسكري خائناً او من يهاجم التيارات التي نفسها بالدينية كافراً لأننا جميعا من ابناء هذا الوطن ونسيجه، ولن نسمح بأن تتهمنا الأجيال القادمة بأننا فرطنا في حريتهاquot;
وشدد البيان على ان الثورة لا تزال مستمرة قائلاً quot;لن تخمد الثورة وهناك في السجون المئات من أبنائنا، ولن تخمد الثورة دون إعلاء دولة القانون، ووقوف الجميع سواء أمام القانون، ولن تخمد الثورة حتى يتساوى الجميع، فلا ينقل مسجون بطائرة إلى محاكمته وتكبل يد الآخر في سريره بالقيودquot;، مضيفاً quot;لن نخمد ثورتنا طالما هناك فقير على أرض مصر يبات جائعًا وشقيقه فى الوطن ينعم بالمليارات، خاصة إذا كانت منهوبة من ماله وله الحق فيها، وإذا كان الله لم يختر لنا الشهادة فى بداية الثورة، فإننا لا نزال عاقدين النية على حماية الحرية والفكر والإبداع، وكل حشود مصر ستتحرك معنا، لا فرق بين جمهور المسجد والكنيسة، وطلاب الجامعة، وعمال المصانع، وقاطنى التجمعات وأبناء الكفور والنجوعquot;.
وأكد منسقوا المؤتمر انهم حصلوا على موافقة الفنانة المعتزلة شادية، وسيدة الشاشة العربية فان حمامة على البيان، كذلك موافقة الدكتور احمد زويل العالم المصري الحائز على جائزة نوبل، والعالم المصري الدكتور مصطفي السيد، بالإضافة الى مئات التوقيعات التي جمعها من المؤتمر.
وردد الحاضرون هتافا quot;نقسم بالله العظيم ان نحمي الابداع ومن يقف في وجههquot; وقام الشاعر جمال بخيث بالقاء القسم وردده خلفه المئات من المشاركين في المؤتمر والذين اكتظت بهم نقابة الصحافيين على اخرها في تظاهرة تعتبر الاضخم منذ اندلاع ثورة 25 يناير.
حضر المؤتمر عدد كبير من الإعلاميين والسياسيين والفنانين من بينهم بسمة، عمرو حمزاوي، علاء الاسواني، يسري فوده، ريم ماجد، هاني سلامة، احمد عيد، هاله صدقي، ليلي علوي، يسرا، محمود ياسين، حسين فهمي، صلاح السعدني، محمود حميده، ايمان البحر درويش، صبري فواز، خالد يوسف، خالد عبد الجليل، خالد ابو النجا، جيهان فاضل، خالد صالح، اسعاد يونس، محمد العدل، جمال سليمان، ناهد السباعي، إيمان البحر درويش، رانيا محمود ياسين، داود عبد السيد، مجدي احمد علي، وبهاء طاهر بينما غاب نقيب الممثلين الفنان اشرف عبد الغفور ونجلته ريهام، كما حضر ايضا مستشار شيخ الأزهر الدكتور محمود عزب والاب بطرس دانيال من المركز الكاثوليكي والذي اعتاد تكريم النجوم واقامة مهرجان سنوي للسينما يعد الاقدم في تاريخ المهرجانات السينمائية المصرية.
ويضم المكتب التنفيذي لجبهة الإبداع المصري كل من عبد الجليل الشرنوبي المنسق العام، وعضوية كل من الكاتبة فتحية العسال، الفنان التشكيلي حمدي ابو المعاطي، المنتجة اسعاد يونس، الأديب يوسف القعيد، الكاتب الصحفي احمد طه النقر، المخرج عصام السيد، الإعلامي يسري فوده، الدكتور محمد العدل، الشاعر جمال بخيت، الكاتب الصحفي جمال فهمي، المخرج خالد يوسف، الفنان صبري فواز، مهندس الديكور فوزي العوامري، السيناريست سيد فؤاد، مدير الإنتاج صبري السماك، بالإضافة الي كل من دينا ابو الفتوح، اسامة صفار، ولاء سعده، عمرو القاضين عبد الحفيظ سعد، كريم مغاوري، احمد رجب، سارة محمد علي، مها عفت، سمير عشرة، ورباب إبراهيم.
وسيتم خلال الايام القليلة القادمة صياغة التوصيات النهائية للمؤتمر للقيام من أجل تسليمها الي مجلس الشعب المنتخب في اولى الجلسات التي سيتم عقدها لأول برلمان بعد ثورة 25 يناير يوم 23 الجاري على ان يتم تسليمها في نهاية مسيرة تنطلق من دار الاوبرا وحتى مقر مجلس الشعب (2 كم تقريبا).
لقطات على هامش المؤتمر
-اضطرت الفنانة ليلي علوي الى استقلال تاكسي من أجل الوصول الي سيارتها التي قام السائق بالوقوف بها بعيدا بسبب ازدحام الشارع المواجه لنقابة الصحفيين ورفضت طلبات عدد من المعجبين التقاط الصور معها مبررة ذلك بأنها في الشارع.
-غادر الفنان محمود ياسين برفقة نجلته الفنانة رانيا محمود ياسين وشقيقها عمرو حيث كانوا من اخر المغادرين لمقر النقابة، بينما شهد البيان الذي القاه تصفيقاً حاداً في أكثر من فقرة.
-الفنان حسين فهمي خرج مسرعاً والتقط صور مع معجبيه قبل خروجه، وجلس بجوار الناشط السياسي احمد حرارة الذي فقد عينه في جمعة الغضب وعينه الاخري في أحداث محمد محمود، وكذلك الفنانة يسرا، وهو ما حظى بانتقادات كثيرة من قبل الثوار المشتركين خاصة لتأييد فهمي ويسرا للنظام السابق.
-الفنان خالد صالح تعرض لموقف حرج عندما اكد له احد معجبيه انه يحب كل افلامه ولكن لا يحب له اي عملدرامي وهو ما قابله بابتسامة مستفسرا منه عن السبب مع التأكيد على ان تناول الموضوعات يختلف في كل منهما.
-الفنان هاني سلامة حضر الى المؤتمر ولم يشاهده الكثيرون بسبب حرصه على المغادرة دون ان يراه احد، وهو نفس موقف الفنانة يسرا التي رفضت التسجيل مع المحطات الفضائية المختلفة بينما استمر خالد ابو النجا في التسجيل معها لأكثر من نصف ساعة.
-الفنانة بسمة اعتذرت للصحفيين عن الحديث سواء في السياسة او عن حياتها الشخصية او عن اعمالها السينمائية مبررة ذلك برغبتها في عدم الظهور اعلاميا وكان برفقها الناشط السياسي وعضو مجلس الشعب الدكتور عمر حمزاوي صاحب المقال الصحفي الشهير quot;اشكquot; الذي كتبه ويعترف فيه بحبه لها.
-الفنانة ناهد السباعي حضرت برفقة والدتها بعد انتهاء المؤتمر وقاموا بالتوقيع على مطالب المؤتمر.
-الفنان ايمان البحر درويش دخل في مشاداة مع المنتج الدكتور محمد العدل بسبب طلبه الكلمة على المنصة باعتباره نقيبا للموسيقيين إلا أن العدل رفض لأن كلمة الموسيقيين القاها الموسيقار عمار الشريعي الذي ارسل كلمته على اسطوانة مدمجة لم يتمكن التقنين الموجودين في المكان من تشغيللها، وان النقباء موجودين وسط الحضور ولكن الحديث ليس بناءا على المناصب، المشاداة تطورت لارتفاع صوت كلاهما إلا أن المخرج خالد يوسف نجح في احتوائها ومنح ايمان المايك الذي لم يتحدث بعبارات مفيدة وسط استياء من الحضور.
-انفعل المنتج محمد العدل خلال قيام الشباب الموجودين في المؤتمر بتوزيع البيان خلال قيام الفنان محمود ياسين بالقائه.
-الفنانة هالة صدقي وقفت اكثر من نصف مدة المؤتمر بسبب ازدحام القاعة على اخرها بالمدعويين وهو نفس موقف الفنان الشاب احمد عيد الذي ظهر عليه الغضب من طول البيان الذي القاه الفنان محمود ياسين.