لازالت ردود أفعال الفنانين المغاربة تتفاوت حول مهرجان quot;موازينquot; وإستقبال نجوم أجانب للمشاركة فيه،بدلاً عنهم، وما يترتب على ذلك من تهميشٍ لهم، بحسب رأيهم.


الرباط: لازالت ردود فعل الفنانين المغاربة تتفاوت على خلفية تصريح الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الإسلامي، الحبيب الشوباني، الذي وصفه بمهرجان الدولة، باعتبار أنه يُنظم من طرف جمعية مغرب الثقافات التي يترأسها محمد منير الماجدي المقرب من الملك محمد السادس.

وتساءل القيادي في حزب العدالة والتنمية، في حوار خص به جريدة quot;أخبار اليومquot; هل من الحكامة في تدبير المال العام أن تحصل جمعية ما على أموال عمومية بملايين الدراهم لتنظيم تظاهرة باذخة في مجتمع يطالب فيه المعطلون بالتشغيل، ويتطلع فيه سكان المناطق النائية لحطب التدفئة ورغيف خبز وقرص دواء؟ وهو التصريح الذي وصفه المدير الإعلامي لمهرجان موازين عزيز داكي بـquot;الغوغائيquot;، مشيرًا في تصريح لوكالة فرانس بريس بأنه من الخطأ القول ان مهرجان موازين يمول رسميًا في حين ان 6% فقط من ميزانية المهرجان تأتي من مساهمات رسمية.

من جهته، قال الشاعر الغنائي، مصطفى بغداد، الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة في تصريح لـquot;إيلافquot; أنه سبق لنقابته أن طالبت منذ تأسيس مهرجان موازين بتأسيس هيئة عليا للمهرجانات بغية وضع حد فاصل بين المهرجانات التجارية والمهرجانات الثقافية - على حد قوله ndash; مشيرًا الىأن من بين النقاط البارزة التي أثيرت خلال يوم دراسي نظمته النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة بالبرلمان المغربي هي المشاركة القوية للفنانين الأجانب في المهرجانات الفنية الوطنية وعلى رأسها مهرجان موازين، حيث تم حينها اقتراح مشروع قانون ينظم طريقة اشتغال الفنانين الأجانب بالمغرب.

وأشار في تصريحه الى أن الفنانين الأجانب الذين يحضرون للمغرب للمشاركة في مهرجانات فنية يتلقون مبالغ مالية خيالية دون أن يؤدوا أي واجبات مالية للنقابات الموسيقية بالمغرب على غرار ماهو معمول به في مصر وسوريا والأردن وباقي الدول العربية، بل وحتى الدول الغربية، حيث يتضمن عقد العمل بهذه البلدان تأدية مبلغ 25 في المائة من الأرباح لنقابة الموسيقيين، إضافة الى تشغيل 50 في المائة من الموسيقيين المنتمين للبلد المضيف وهو الأمر الذي لا يطبق في المغرب، يضيف نقيب الموسيقيين المغاربة.

وأشار مصطفى بغداد في حديث لـquot;إيلافquot; على سبيل المثال الى أن الفنانة نانسي عجرم حصلت على مبلغ مليار سنتيم مقابل إحياء سهرة فنية بساحة جامع الفنا بمراكش من دون أن تؤدي درهمًا واحدًا لفائدة صندوق الفنانين المغاربة.

ويضيف:quot;بل الأنكى من ذلك أن النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة لم تتمكن من الحصول على ترخيص من السلطات بإحياء مهرجان الأغنية المغربية بنفس الساحة التي أحيت فيها نانسي عجرم سهرتها الفنيةquot;.

كما دعا في حديثه لـquot;إيلافquot; الى ضرورة تخصيص تيمات خاصة بالمهرجانات الفنية التي تقام بالمغرب تفاديًا للتكرار، مثلاً تنظيم مهرجان الفنون الشعبية بمراكش، مهرجان الراي بوجدة، مهرجان الموسيقى الروحية بفاس,

وبخصوص تقاضي الفنانين الأجانب لأجور ضخمة مقارنة مع الفنانين المغاربة قال مصطفى بغداد إن الأنر مرتبط بالإعلام والدعاية وتسويق الفنون التي يفتقد لها الفنانون المغاربة مقارنة بنظرائهم بالمشرق، فالإعلام المغربي كما يقول نقيب الموسيقيين المغاربة:quot;لم يستطع إبراز الفنان المغربي بسبب محدودية نسبة مشاهدته، في حين يستفيد الفنانون بالمشرق من إشعاع إعلامي مهم يمكنهم من كسب الماديات، كما تطرق الى عدم التزام القنوات التلفزيونية والإذاعية بالمغرب بدفاتر التحملات والتي تفرض عليها تخصيص نسبة 75 في المائة للإنتاج الوطني في حين أن نسبة الإنتاج المحلي داخل هذه القنوات والإذاعات لا تتعدى 5 في المائة مقابل هيمنة الإنتاجات الشرقيةquot;، وهي النقاط التي طرحت في اللقاء الأخير الذي جمع وزير الإتصال مصطفى الخلفي بالفنانين المغاربة، حيث طلب الفنانون خلال نفس اللقاء التدخل المباشر لوزير الإتصال لضمان احترام القنوات والإذاعات لمضامين دفاتر التحملات.

نفس الموقف دافع عنه الفنان، البشير عبدو، حيث أشار في حديثه لـquot;إيلافquot; الى أن تفضيل الفنانين الأجانب على نظرائهم المغاربة في المهرجانات الوطنية وعلى رأسها مهرجان موازين يخلف استياءً كبيرًا لدى الفنانين ولدى الجمهور المغربي على حد سواء، مشيرًا الى أن الفنان المغربي مهمش من المهرجانات الفنية الوطنية مطالبًا بإنصاف المغربي وإعطائه المكانة التي يستحقها في المهرجانات الوطنية وهو ما سيمكنه من تحقيق إشعاع، والتعريف بالثقافة والفن المغربي خارج بلاده.

وأشار الفنان البشير عبدو أنه وعلى الرغم من مشاركته فإن هذه المشاركة لم تكن إلا من أجل إرضاء الخواطر فقط فالأجور التي يتلقاها الفنان المغربي بسيطة، لكن على الرغم من ذلك يحرص على المشاركة حبًا في جمهوره.

من جهته، دعا الفنان، حمزة السوسدي، عضو مجموعة quot;لمشاهبquot; الى منح الفنانين الشباب فرص المشاركة في المهرجانات الفنية بالمغرب مع ضرورة مراعاة التوازن بين مشاركة الفنانين المغاربة والمشارقة، ومراعاة رغبات الجمهور المغربي وإرضاء جميع الأذواق الفنية، علمًا أن المغرب يضم أنماط غنائية متنوعة، مؤكدًا أن هناك فنانين مشارقة متألقين يستحقون الأجور التي يتلقونها في المغرب.

في نفس السياق، دعا الفنان رشيد فكاك، مخرج وممثل مغربي وأستاذ الدراسات المسرحية في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء،والذي شارك في تنشيط مهرجان موازين عدة مرات الى حوار وطني يشمل الى جانب العاملين في القطاعات الفنية والثقافية، الشباب وهيآت المجتمع المدني، لأن القضية الثقافية وكل ما يهم الفنون والسينما والمسرح والكتابة وكل ما هو متعلق بانعتاق الفكر من خلال الإبداع الفني مهمش، داعيًا الى إصلاح عميق وتوفير الشروط والضمانات لتشجيع الرأسمال الوطني الخاص من أجل الإستثمار في المجال الفني والثقافي.

وأبدى أسفه في حديث لـquot;إيلافquot; بسبب غياب التكوين في مجال تكنولوجيا الإنارة والصوت بالمعاهد المغربية من أجل تكوين مهندسين في الصوت والصورة مما يجعل منظمو المهرجانات وضمنهم مهرجان موازين الى جلب التقنيين من الخارج.

وبخصوص مشاركة الفنانين الأجانب أشار فكاك أن الفن ليس له حدود ووجود فنانة مثل الكندية،سيلين ديون، يجعل الشبان والشابات يشعرون بالإرتياح تمامًا كما هو الحال بالنسبة للفنانة المغربية نعيمة سميح، فالجمهور المغربييضيف فكاك جمهور منفتح، مؤكدًا أن ما يهمه في النهاية هو الإجراءات العملية الكفيلة بتطويرالآليات والكفاءات والإبداع الوطني داخل الوطن، مشيرًا الى أن كلامه ليس موجهًا للمسؤولين فقط بل أيضًا لزملائه الفنانين.