إيلاف من الرباط: صدر أخيرا عن المركز الثقافي للكتاب بالدار البيضاء كتاب جديد لعبد الله بوصوف، الباحث والكاتب والأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، تحت عنوان "الخطب الملكية بين رهانات القيادة وتحديات الإصلاح".
ومما نقرأ على ظهر غلاف الكتاب، على لسان بوصوف: "إن متابعتنا للعديد من الأبحاث والدراسات الخاصة بدراسة الخطب عموماً، وخطب القادة والزعماء والملوك بشكل خاص، جعلتنا نقف على أهمية هذه الخطب في صناعة وتوجيه الرأي العام، وفي مساهمتها القوية في قراءة اللحظة التاريخية، وفي التقليل من درجات الاحتقان السياسي والاجتماعي، وكذا بعث الأمل والإيمان بأن القادم أفضل وأحسن. وهو
ما شكل الخلفية المرجعية التي قادتنا للقيام بقراءات متأنية للعديد من الخطب الملكية، وخاصة خطب الملك محمد السادس ، مساهمة منا في إغناء النقاش العمومي الجاد والموضوعي، والمساهمة بوجهة نظر متواضعة قد تساعد على قراءة صحيحة للحظة التاريخية وبعث الأمل في مغرب أفضل وأجمـل".
وأضاف بوصوف "إننا نلمس، بقوة، شغف خدمة المغرب في متابعة جلالته وحرصه على إشراك المواطنين في الشأن العام، عبر دفعهم إلى تكثيف المشاركة المسؤولة والفعالة في الانتخابات بكل مراتبها، وعبر تشجيعه لمؤسسات الوساطة، سواء جمعيات المجتمع المدني أو النقابات المهنية والأحزاب السياسية أو مؤسسات الإعلام، ودعوته إلى الرفع من درجة تأطير وتعبئة المواطنين من أجل بناء نموذج تنموي يحترم كرامة المواطن المغربي، ويضمن تطور المجتمع المغربي والسلم المجتمعي والبناء الديمقراطي. شغف وتماهي مع انتظارات المغاربة، وتطلعاتهم المشروعة، يسمو إلى أمانة عظمى وعُروة وثقى وعهد قطعه جلالة الملك على نفسه من أجل خدمة المغرب والمغاربة: "إني أعتز بخدمتك حتى آخر رمق، لأنني تربيت على حب الوطن، وعلى خدمة أبنائه. وأعاهدك الله، على مواصلة العمل الصادق، وعلى التجاوب مع مطالبك، ولتحقيق تطلعاتك"".
ونشر بوصوف، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقتطفا من إصداره الجديد، مما جاء فيه: "من خلال قراءتنا للعديد من الخطابات الملكية وخاصة لجلالة الملك محمد السادس، فإننا كنا نقوم بسفر تاريخي، انتقلنا من خلالها بين لحظات تاريخية ومحطات لأحداث وطنية وقارية وعالمية ودينية واجتماعية. استعدنا مشاعرنا وقت إلقاء تلك الخطب الملكية، كما استعدنا تجاوب المغاربة بما فيهم مغاربة العالم لكل حرف ولكل كلمة في الخطابات الملكية لما تحمله من معاني الصدق والوفاء والولاء. وطوال قراءتنا لتلك العينة من الخطابات الملكية، عشنا لحظات مفصلية في العهد الجديد وما حمله من تدرج لثورات هادئة قادهــا الملك محمد السادس سواء بصفته رئيس الدولةالمغربية (الفصل 41 من الدستور) أو بصفته أميرا للمؤمنين (الفصل 42 من الدستور) في كل الميادين الاجتماعية والسياسية والحقوقية والاقتصادية والثقافية والبيئية. وبتبني أوراش وطنية كبرى كالجهوية المتقدمة أو تعديل الوثيقة الدستورية في 2011 أو مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية الجنوبية في أبريل 2007 أو مسلسل المصالحة والإنصاف. كما عـشنا لحظات قوية تضمنت الإعلان عن ميلاد مؤسسات جديدة في كل المجالات الحقوقية والحكامة الجيدة والتنمية البشرية والمؤسسات الاستشارية".
الدكتور عبد الله بوصوف
وأضاف بوصوف: "عشنا كذلك من خلال تلك القراءات للخُطب الملكية كل تفاصيل "الثورات الهادئة" لجلالة الملك محمد السادس ، رغم كل الإكراهات والعراقيل والصعاب. كما خالجنا إحساس رهيب بعظمة لحظة دخول جلالة الملك إلى قصر المؤتمرات بأديس أبـابا عاصمة إثيوبـيا في يناير 2017، مُـعلنا عن عودة المغرب للبيت الإفريقي بعد غياب طويل، أحسسنا بفخر الانتماء للمغرب وبكاريزما وعبقريـة ملك المغرب الذي صفق لحضوره كل القادة الأفارقة بشكل حار وطويل، حرارة الاستقبال أطفئتها دموع الملك وكلماته الصادقة. كما قادنا هذا السفر من جهة أخرى، إلى إعادة قراءة شريط صور الملك محمد السادس أثناء لقاءاته المباشرة مع شعبه العزيز عبر الخُطب الملكية، ومنذ أول لقائه المباشر مع الشعب بعد وفاة والده الملك الراحل الحسن الثاني ، في خطاب العرش بتاريخ 30 يوليو 1999 وبجانبه أخوه صاحب السمو الملكي المولى رشيد. شريط الصور سيُذكرنا بأول حضور لولي العهد الملكي الأمير المولى الحسن، ثم سنعيش مع شريـط صور الخطابات الملكية مراحل نمو ولي العهد المولى الحسن وبدلاته الشبيهة ببدلات الملك محمد السادس، مرورا بالعديد من الـصور لخطابات تنوع فيها لباس جلالة الملك بين البدلـة الرسمية بمناسبة الخطب الوطنية، وبين اللباس التقليدي المغربي بمناسبة افتتاح الدورات التشريعية بالبرلمان والمناسبات الدينية. وسيحملنا معه هذا السفر (الخطب الملكية) إلى أماكن وفضاءات إلقـاء تلك الخطب الملكية بين الرباط العاصمة والدار البيضاء ومراكش وورزازات ومكناس ووجدة وفاس وتطوان والعيون وطنجة والحسيمة. وهي أماكن لها دلالات خاصة ورسائل سياسية ووطنية وقارية ودولية مهمة، خاصة خطاب ذكرى المسيرة الخضراء من العيون لسنة 2015 وخطاب المسيرة من العاصمة السنغالية داكار في نوفمبر 2016".
وأضاف بوصوف: "كل الخطب الملكية سواء تلك للمغفور له محمد الخامس أو المغفور له الحسن الثاني رحمهما الله من جهة، وخطب جلالة الملك محمد السادس من جهة ثانية، يُـمكن اعتبارها ذاكرة وطنية تُوجب الحفاظ عليها والتشجيع على قراءتها وتحليل مضامينها واستحضارها عند كل تحليـل معرفي أو تاريخي يهُـم إحدى المحطات التاريخية المغربية، وكــذا استحضارها والاستشهاد بمضامينها عند كل قــراءة أكاديمية لها علاقة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية وغير ذلك، فهي بهـذا المعنى مـلك لكل المغاربة ومكـون أساسي للـذاكرة الجماعية المغربية".
من جهة أخرى، يضيف بوصوف، فـ"عملية إعادة قـراءة الخطب الملكية تجعلنا أمام هندسة متعـددة الأركان ومنسجمة الغرض والأهــداف، وهي هندسة تتطلب قراءات متعددة منها أولا،الطبيعة القانونية للخطب الملكية مثلا والتي لا يُمكن القيام بها دون استحضار خصوصيات المؤسسة الملكية المغربية من حيث أن ملك البلاد هو رئيس الدولة المغربية وأيضا أمير المؤمنين حسب التاريخ والتقاليد والأعراف السياسية".
وأضاف بوصوف: "وبكل تجرد ومسؤولية، وبعيدا عن كل عناصر التأثير العاطفي والانتماء، فإن إحساس الملك محمد السادس بالمسؤولية العظمى وبالأمانة العظمى قد وصلنا بالفعل في أكـثر من مرة، وفي أكثر من خطاب بصورة واضحة وسـلسة، ولا يحتاج الأمـر إلى كثير عناء أو لذكاء خارق لاكتشافهما. وهـو الإحساس الذي قادنا إلى اكتشاف "شغــف" الملك محمد السادس لخدمة شعبه العزيز والـوفي، وأحسسنا أكثر من مرة عبر خطابات قوية أن الملك هـو بالإضافة إلى كونه الممثل الأعلى لسيادة الأمة والساهر على سيادة الدستور وحسن سير المؤسسات وغير ذلك من الاختصاصات الدستورية. فهو أيضا المدافع عن مصالح المواطن المغربي العادي الطامح إلى عيش كريم أمام المؤسسات الدستورية الأخرى. وهو الموجه أيضا لكل استراتيجيات إدماج مغاربة العالم في تسيير الشأن العام المغربي وتنمية البلاد. وهو الناقد القوي والموضوعي، والمشخص الواقعي لكل الاختلالات والصعوبات لكل البرامج التنموية والاستراتيجية وفي وجه كل المراتب الوظيفية رابطا المسؤولية بالمحاسبة".
التعليقات