الخلايا الشمسية لايمكن أن تبقى للابد بل يتطلب الامر التخلص من بعضها وتدوير البعض الآخر.

اعتدال سلامه من برلين: باتت حماية البيئة من الاولويات في زمن يهدد التلوث البيئة والانسان بالدمار، وهذا ما ادركته حكومات كثيرة في العالم لذا تسعى الى توسيع نطاق الاعتماد على الطاقة المتجددة، ان من الشمس او الرياح او من مصادر طبيعية غيرها، لكن ماذا يحدث للاجهزة التي تنتج هذه الطاقة المتجددة والرفيقة بالبيئة عندما لا يعد بامكانها وبسبب التقادم انتاج الطاقة وينطبق ذلك على الخلايا الشمسية التي توضع على اسطح المنازل وتعتبر اسهل منتج للطاقة.

في هذا الصدد اشار تقرير وضعه هاري فيرت مدير قسم بحوث الطاقة المتجددة في معهد فراونهوفر ، الى ان استخدام ضوء الشمس عبر خلايا شمسية يحسن من نسبة الاوكسيجين في الجو، لكن اليس لهذه الطاقة المتجددة جوانب سلبية يجب ان ننظر اليها بشكل جدي. فاجهزة الخلايا الشمسية لا تبقى الى الابد، وحتى النوعية الجيدة جدا منها يمكن ان تخدم حوالي 25 سنة، بعدها تتراجع امكانية انتاجها للطاقة المتجددة الى ان تصبح في النهاية مثل اي جهاز تقادم يجب رميه واستبداله. لكن ماذا سيكون مصير الاف الاطنان منها بعد ذلك، اذ انها مصنوع من مواد لا يمكن تحويلها او تدويرها؟

وذكر بانه ومنذ عام 1990 انتج الكثير من الخلايا الشمسية التي يمكن مشاهدتها على اسطح المنازل والبيوت خاصة في المدن الصغيرة والبلدات والقرى. والان يجب التخلص من هذا الجيل من الخلايا الشمسية، ويجب ايجاد حلول سريعة لذلك، لكن في الدرجة الاولى تفادي حدوث مقبرة للخلايا الشمسية كما هي الحال مع السيارات، فهذا سيلحق الضرر بالبيئة التي انتجت الخلايا من اجل حمايتها.

وسبب مخاوف الخبير الالماني ناتج عن المواد الكيمائية التي صنعت منها الخلايا الشمسية وغيرها. فهناك نوعان من الخلايا ، نوع يسمى فافر موديل اي المصنوع من الرقائق والاخر مصنوع من طبقات رقيقة جدا، تشكل في النهاية الخلايا الشمسية التي تخزن الطاقة.

فالخلايا المصنوعة من الرقائق تحتوي على كمية محدودة من الرصاص او من المعادن الثقيلة، عداعن ذلك، وحسب الموديل فان مواد اخرى تدخل في صناعتها مثل مادة فلويوم بوريمر (وتدخل في صناعات عديدة بسبب امكانيتها الكبيرة للعزل والتخزين ومقاومة الاحوال الجوية)او مادة كادميوم. وتعتبر المادتان من المواد السامة، وعند رمي الخلايا الشمسية القديمة بشكل عشوائي او تعرضها للنار والاحتراق فان المادتين تتسربان الى التربة التي تمتصها، لذا تبحث المصانع المصنعة للخلايا الشمسية عن بديل للرقائق.

لكن يجب التخلص ايضا من نماذج ليست قديمة، منها على سبيل المثال الخلايا التي تصنع ويكشف المصنع عيوبا فيها ولا تصلح للاستخدام بعد ذلك. وبسبب الانتاج الكبير حاليا لهذه الخلايا فان الكمية غير الصالحة للاستخدام كبيرة جدا ويقدر المهندس في معهد فراونهوفر نسبتها من اجمالي الانتاج في العالم ما بين ال0.1 و1 في المائة، اي ما يعادل حتى المليون جهاز، ليضاف هذا العدد الى ملايين الاجهزة التي يجب التخلص منها.

عدا عن ذلك يسعى معهد فرانهوفر الالماني اليوم بالتعاون مع مصانع لصناعة الخلايا الشمسية الى ايجاد بديل لحماية البيئة في اجهزة الطاقة المتجددة، وهناك فكرة جديدة مفادها صناعة اجهزة يمكن فتح واغلاق الخلايا الشمسية فيها واستبدالها بقطع جديدة عندما تصنع غير صالحة، وبهذا تكون مثل السيارة التي تركب لها قطع غيار. عدا عن ذلك اعلنت رابطة مصانع التدوير والتحويل في المانيا عن استعدادها منذ بداية هذا العام القبول بنسبة 65 في المائة من الخلايا التي صنعت منذ عام 1990 ولم تعد صالحة لانتاج الطاقة المتجددة ومنتشرة في اوروبا حاليا وتدوير 85 في المائة منها، ويدوم هذا البرنامج حتى نهاية عام 2015.