تشير دراسة إلى أنّمنطقة مطار هيثرو ستُحوَّل الى خزان ماء عملاق بحلول العام 2035 ويمكن أن تُفرض قيود صارمة على الطيران.

لندن:رسم تقرير صادر عن مكتب الحكومة البريطانية للعلوم صورة بيئية قاتمة لمستقبل بريطانيا يتوقع فيها ان تقتضي الحاجة نزوحًا جماعيًا الى مدن جديدة في استكلندا وويلز وشمال شرق انكلترا للتمكن من مواجهة آثار التغير المناخي وشح الماء في الجنوب الشرقي.
وستُحوَّل منطقة مطار هيثرو ، بحسب التقرير ، الى خزان ماء عملاق بحلول العام 2035 ويمكن ان تُفرض قيود صارمة على الطيران وقيادة المركبات وحمل المزارعين على بيع اراضيهم للشركات الزراعية الكبرى.
وستعمد الحكومة على السيطرة على الانبعاثات الغازية بتقنين الكاربون على الأفراد بما يؤدي الى تغييرات جذرية في نمط الحياة، إذ يحاول كل فرد ان يلتزم بسقف الكاربون المحدَّد له. وستخفف الحكومة الضغط على جنوب شرق انكلترا عن طريق التخطيط لتوزيع المواطنين على ثلاث مدن جديدة.

هذه الرؤية ترد في تقرير يصدر اليوم الجمعة بعنوان quot;مستقبلات استخدام الأرض: الاستغلال الأمثل للأرض في القرن الحادي والعشرينquot;. وتنقل صحيفة التايمز عن جون بدينغتون كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية الذي قاد فريق البحث ان التغير المناخي والنمو السكاني سيطرحان على بريطانيا خيارات صعبة بشأن الطريقة التي تستخدم بها اراضيها. واضاف بدينغتون ان بقاء الوضع على حاله ليس خيارًا على المدى البعيد، متوقعًا تفاقم الآثار الناجمة عن التغير المناخي ونشوء ضغوط جديدة على الأرض متسببة في تآكل نوعية الحياة بصورة خطرة، على حد تعبيره.

ويقول التقرير ان الزيادة المتوقعة في عدد سكان بريطانيا بواقع تسعة ملايين فرد اضافي حتى العام 2031 وارتفاع عدد الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم سيؤديان الى طلب لم يعهد له نظير من قبل على الأرض لأغراض السكن واستنزاف موارد طبيعية مثل الماء. وبحلول عام 2050 يمكن لارتفاع درجة الحرارة والجفاف في مواسم الصيف ان يخفضا مستوى تدفق الماء في الأنهر بنسبة 80 في المئة.

وتنطوي جميع هذه السيناريوهات على اجراء تغييرات جذرية في نمط الحياة وتضاريس الأرض في رد فعل على التغير المناخي. ويضع احد سيناريوهات الحالات القصوى في تصوره قمة طارئة يعقدها زعماء العالم في عام 2014 عندما يصبح واضحًا ان آثار التغيير المناخي ستكون أشد وطأة بكثير وتأتي قبلما كان متوقعًا في السابق.

وستتحرك الحكومة في مواجهة هذا الوضع بالسيطرة على مساحات شاسعة من الأرض لزراعة الغابات والمحاصيل التي تُستخدم في محطات الطاقة التي تعمل بالكتلة الحياتية. وسيصدر تشريع للانتاجية الزراعية يشترط على المزارع ان يزيد غلة الهكتار الواحد ولكن سيتعين على الغالبية منهم بيع اراضيهم لعدم توفر الموارد المطلوبة لتحقيق هذه الزيادة.وسيزداد حجم المزارع في بريطانيا عشرات الأضعاف وحجمها في شرق وجنوب شرق انكلترا مئات المرات.

قال البروفيسور بدينغتون ان بريطانيا خلال السنوات الخمسين القادمة لن تتمكن من ادارة الأرض واستثمارها كالسابق وانها تواجه الآن العديد من القضايا المتضاربة والتحولات العميقة quot;وعلينا ان نكون أذكى بكثير في طريقة ادارة الأرضquot; خلال الفترة المقبلة.