طلال سلامة من برن (سويسرا): تعتبر استحالة رسم حدود كتلة الورم الخبيثة بالجسم، بدقة، بين أهم العوائق في محاربة السرطان. ما يجعل أي عملية تدخل جراحي صعبة جداً أم خطرة. في أغلب الأوقات، يستأصل الجراح كذلك الأنسجة السليمة التي لا علاقة لها بالأنسجة السرطانية. في سياق متصل، نجح الباحثون في جامعة فاندربيلت - تينيسي الأميركية في تطوير مواد قادرة على اضاءة الخلايا السرطانية بالجسم. في ما يتعلق بالتطبيقات الممكنة لهذه المواد فانها تتراوح بين التشخيص المبكر ومتابعة درجة خباثة السرطان.

ان اضاءة الخلايا السرطانية تتم بواسطة عدد من المثبطات المشعة لانزيم، معروف باسم quot;كوكس 2quot; (COX-2). يعتبر هذا الانزيم(البروتين) جرس انذار الاصابة بالسرطان عندما يكون عدده مرتفعاً. وهذه ميزة تجعله مناسب جداً لتقنيات التصوير الجزيئية الرامية الى مراقبة ما يحصل بالجسم، على المستوى الخلوي. يظهر انزيم quot;كوكس 2quot; في المراحل الأولى لنمو كتلة الورم الخبيثة. وسرعان ما يزداد عدداً كلما اشتدت خباثة السرطان. وبما أن الانزيم quot;كوكس 2quot; غير موجود في الأنسجة السليمة فان تواجده غير العادي يمكن استغلاله فناراً لتعقب الخلايا السرطانية.

لتطوير المركبات المشعة، التي صممت لاضاءة الخلايا السرطانية، اعتمد الباحثون على دمج البنية الكيميائية لدواءين اثنين، مضادين للالتهابات، هما ايندوميتاسين وسيليكوكسيب. يتم تصنيف كلا الدواءين بين مثبطات الانزيم quot;كوكس 2quot;.

قبل مباشرة اختبار هذه المواد المشعة على الانسان، ينوي الباحثون اجراء فحوص أخرى، صيدلانية ومتعلقة بدرجة سمية هكذا مواد. بالنسبة للتطبيقات الواعدة لهذه المواد، على الانسان، فانها تتعلق بمعالجة سرطانات الجلد والقولون والمريء.