تم تطوير فحص دم بسيط بغية الكشف الباكر عن السرطان.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: تمكن علماء إنكليز من تطوير فحص دم بسيط، يمكنه الكشف عن السرطان، قبل أن تتشكل ملامح الورم السرطاني. وقد وُصِف هذا الفحص، المقرر طرحه في بريطانيا بحلول مطلع العام المقبل، بالطريقة التي تقدِّم quot;نقلة نوعيةquot; في تشخيص مرض السرطان.

وتشير صحيفة quot;التايمزquot; اللندنية إلى أن ذلك الفحص الجديد هو الفحص الأول من نوعه الذي يحدد بشكل دقيق تلك الإشارات التي يصدرها الجهاز المناعي للأفراد مع بداية ظهور أحد الأمراض السرطانية. ويلفت الباحثون إلى أن مثل هذه الإشارات يمكن أن يتم الكشف عنها قبل ما يصل إلى خمسة أعوام من رصد الورم، وهو ما يتيح الفرصة للأطباء كي يتدخلوا في أبكر وقت ممكن عند ظهور مرض السرطان بشكل متقدم.

ووصف العلماء ذلك الفحص، الذي تم استحداثه في البداية للمرضى المصابين بسرطان الرئة، بالوسيلة التي يمكن الارتكاز عليها لمعالجة سجل البلاد الضعيف في التشخيص المبكر للمرض الخبيث وكذلك فرص بقاء المرضى على قيد الحياة. وتقول الصحيفة هنا إنه غالبًا ما يتم تشخيص سرطانات الرئة والبنكرياس والمريء بشكل متأخر للغاية، وأن الكشف حينها عن تلك الأورام لا يكون أكثر من مجرد تأكيد على أن الوفاة باتت وشيكة.

ثم تمضي الصحيفة لتلفت في هذا السياق إلى أن الأعراض البدنية ndash; وهي المحفز الأكثر شيوعًا لتلقي العلاج ndash; لن تظهر غالبًا حتى ثلثي الطريق المؤدي للإصابة بالسرطان. وفي حالة الإصابة بسرطان الرئة، يمكن للورم بالفعل أن يصبح في حجم كرة التنس. ولا يقوم كذلك الكشف المبكر بالفحص إلا بالتقاط السرطان بعد حدوث ما يزيد عن 20 انقساماً في الخلايا، في الوقت الذي تحدث فيه الوفاة عادةً بعد حدوث حوالى 40 انقساما.

ومن المنتظر، بحسب ما ذكرته الصحيفة، أن يتم طرح هذا الفحص الجديد، الذي تم تطويره بعد 15 عامًا من الأبحاث في نوتنغهام وكانساس، داخل الولايات المتحدة الأميركية نهاية الشهر الجاري. وبصورة مبدئية، سوف يساعد هذا الاختبار على فحص المدخنين الذين تتزايد لديهم أخطار الإصابة بسرطان الرئة، جنباً إلى جنب مع أسلوب الفحص التقليدي. وتلفت الصحيفة إلى أن التقنية الجديدة، التي جرى تطويرها من قِبل علماء في جامعة نوتنغهام عبر شركة يطلق عليها quot;Oncimmunequot; تعمل عن طريق تحديد الطريقة التي يستجيب من خلالها الجهاز المناعي لأول إشارات جزيئية لتطور مرض السرطان. وأظهر البحث في الوقت ذاته أن السرطانات تشتمل على خلايا غير منتظمة تقوم بإنتاج كميات صغيرة من مواد بروتينية يطلق عليها quot;أنتيجينزquot;. وهي المواد التي تُحفِّز الجهاز المناعي على التفاعل، الأمر الذي يؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من الأجسام المضادة الذاتية.

وعن طريق تقفي أثر هذا النشاط، وتحديد أي تركيبة من مواد أنتيجينز التي تشير إلى وجود مرض سرطاني بعينه، نجح العلماء في تطوير فحص قابل للنسخ، يتطلب ببساطة 10 ملم من دم الشخص المريض. ومن جانبه، قال البروفيسور جون روبرتسون، أخصائي مرض سرطان الثدي الذي قام بإجراء الدراسة، إنه قد ثبت أن التحديد الدقيق للأجسام المضادة الذاتية التي تنتج من مواد أنتيجينز، والمرض السرطاني الذي يمثلونه، من الممكن أن يتم تحويله إلى فحص دم. وتلفت الصحيفة في هذا الجانب إلى تلك الجهود البحثية التي يتم بذلها الآن لتطوير فحص دم خاص بمرض سرطان الثدي. ثم يعاود البروفيسور روبرتسون ليشدد على ضرورة أن تُحَسِّن التقنية الجديدة بشكل كبير من الكشف عن 90 % من الأمراض السرطانية المتقدمة.

وفي ختام حديثها، تشير الصحيفة إلى أن اختصاصيي الأمراض التنفسية وأطباء الأسرة في الولايات المتحدة يقومون الآن بتجربة الفحص، الذي تبلغ كلفته 300 جنيه إسترليني، على الأشخاص المدخنين. وفي كثير من الحالات، قام الفحص إما بتأكيد شكوك حول مرض السرطان، أو دعم فكرة التدخل الجراحي على عجيرة سرطانية كان يعتقد في السابق أنها حميدة. ومن ناحيته، قال جيوفري هاميلتون- فيرلي، الرئيس التنفيذي لشركة Oncimmune، إن الاختبار، الذي يُعرف باسم EarlyCDT-Lung، سيكون متاحًا في بريطانيا مع بداية عام 2011. وسيتم توفيره في البداية إلى مجموعات خاصة تعني بالرعاية الصحية ndash; بتكلفة مشابهة لتكلفته في الولايات المتحدة.