طلال سلامة من برن (سويسرا): تتعزز فرص الحمل لدى النساء اللواتي استطعن التغلب على سرطان الثدي. في السابق، كان العلاج الذي يعطيه الطبيب، في أعقاب استئصال الثدي جراحيًا، لمنع عودة سرطان الثدي مجددًا يهدد خصوبة المرأة المصابة مباشرة لكونه يجعلها تدخل مرحلة انقطاع الدورة الشهرية، بصورة مبكرة.

في سياق متصل، اختبر الباحثون في معهد السرطان، التابع لمستشفى جنيف، تقنية بسيطة تعتمد على دواء يحتوي على هرمون (Lhrh) الذي ينتجه الدماغ وله تأثير على أنشطة البويضات. وتشير النتائج الى أن هذا الدواء الهرموني يتمكن من حماية البويضات من المفعول السام لأدوية العلاج الكيميائي، من جهة، وينقذ خصوبة المرأة التي تخلصت من سرطان الثدي، من جهة أخرى. عادة، يدخل 50 في المئة من المصابات بالسرطان مرحلة انقطاع الدورة الشهرية باكرًا بعد خضوعهن للعملية الجراحية. بيد أن الدواء (Lhrh) نجح في تقليص هذا العدد 20 في المئة، أي من 50 الى 30 في المئة، لدى فريق من المتطوعات. ما يعني أنه واعد، لناحية المحافظة على سلامة الخصوبة، اذا ما أثبتت مراحله التجريبية المقبلة نفس درجة النجاح على فريق أكبر من المتطوعات.

ان عدد النساء، ما دون الأربعين عامًا، المصابات بسرطان الثدي غير قليل. بسويسرا وحدها، يسجل نحو 800 حالة جديدة، كل عام. أما التقنية المستعملة، التي تسمح الانجاب لدى المصابات بسرطان الثدي، اللواتي يخضعن للعلاج الكيماوي عقب استئصال كتلة الورم الخبيث، فهي التخصيب الاصطناعي. مع ذلك، فان 33 في المئة منهن لا يتمكن من الانجاب. كما نجد تقنية أخرى، رائجة الاستعمال، تعتمد على تخفيض كمية الدم التي تصل الى البويضة، وبالتالي تخفيض كثافة الأدوية الكيميائية المتواجدة بالدم.