طلال سلامة من برن (سويسرا): يُجمع الباحثون السويسريون، في مستشفى جنيف، على أن علاج الساعة البيولوجية، المعروف باسم كرونوثيرابي (Chronotherapy)، الذي يتقيد حرفياً بالدورات والايقاعات البيولوجية بالجسم، هو الأفضل لاعطاء بعض الأدوية، كما الكوتيزون، المدى الأقصى لمفعولها العلاجي، من جهة، مع تقليص مفعولها الجانبي الى أقصى الحدود، من جهة أخرى. هكذا، يستطيع المريض الاستفادة بالفعل من المحتوى العلاجي لهكذا أدوية. ان المضاعفات الصحية لأدوية الكورتيزون، في المقام الأول، قد تكون خطرة. لذلك، فان علاج الساعة البيولوجية، أي أخذ الأدوية في أوقات محددة تأخذ بالاعتبار الايقاعات البيولوجية بالجسم، هو الأمثل اذا ما كنا نتحدث عن الكورتيزون ومشتقاته.

على غرار ما يحصل مع مرضى السكري، الذين لا يستطيعون حقن جسمهم بالانسولين في أي وقت كان، من اليوم، فان المرضى المحتاجين للكورتيزون، ونحن نتحدث عن أولئك المصابين بأمراض الروماتيزم أم الالتهابات أم نقصاً ما في وظائف نظام المناعة المكتسبة، عليهم التقيد بأوقات في غاية الدقة لتعاطي الأدوية وذلك لتفادي الآثار الجانبية كما تورم أم تنميل الأطراف أم المفاصل، لا سيما في الصباح.

وينوه الباحثون السويسريون بأن تعاطي معظم أدوية الكورتيزون يجب أن يتم حوالي الساعة العاشرة مساء، وذلك لتحرير محتوى الأدوية حوالي الساعة الثالثة صباحاً أي عندما يكون الجسم في حاجة الى كمية اضافية خارجية من الكورتيزون. والا فان مستوى الكورتيزون بالجسم قد يتجاوز ذلك الطبيعي ما قد يؤدي الى آثار جانبية قلقة، وربما خطرة. هذا ويشدد الباحثون على أن علاج الساعة البيولوجية يساعد في تحسين علاج المرضى، الى حد أبعد، بفضل quot;احترامquot; الايقاعات البيولوجية لانتاج الهرمونات بالجسم.