أوضحت دراسة جديدة أن التنقل الكثير من مكان إلى آخر له تأثير سلبي على الأطفال.

لؤي محمد: أوضحت دراسة جديدة أن التنقل الكثير من مكان إلى آخر له تأثير سلبي على الأطفال وهذا يظهر عند بلوغهم سن الرشد، فنقلا عن صحيفة نيويورك تايمز وجدت هذه الدراسة أن حالات الكرب التي يعاني منها بعض الكبار يمكن تعقب جذورها إلى التنقل من مكان إلى آخر خلال سنوات الطفولة. وكان الكثير من علماء النفس والاجتماع والأوبئة قد ادركوا أن أداء الأطفال الذين يتنقلون من مكان إلى آخر أسوأ من غيرهم ممن عاشوا حياتهم مستقرين وهم أكثر عرضة لمشاكل سلوكية من غيرهم.

وتعقبت الدراسة التي صدرت الشهر الماضي في مجلة quot;جورنال علم نفس الشخصية والمجتمعquot; الأذى الذي يلحق الأفراد عند بلوغهم سن الرشد بسبب تنقلاتهم خلال سنوات طفولتهم.

وقال شيغيرو أويشي أحد المؤلفين الرئيسيين لهذه الدراسة واستاذ علم النفس في جامعة فرجينيا: quot;كان اهتمامي الأصلي في الفروقات الثقافية وشعور الأفراد بالرضا عن حياتهمquot;.

وقال في مكالمة تلفونية مع مراسل صحيفة نيويورك تايمز إنه شعر بدهشة كبيرة عند قدومه إلى الولايات المتحدة من اليابان أن يجد هذا العدد الكبير من الأميركيين الذين مروا بتجارب التنقل من منطقة إلى أخرى خلال سنوات طفولتهم.

وأضاف البروفسور أويشي: quot;مستويات الشعور بالرضا الأميركية قابلة لأن تفسر بشكل جزئي على أساس الفروق في الإقامةquot;.

ومن بين ما لاحظه أويشي هو أن المتنقلين بالجملة لا يمتلكون علاقات اجتماعية quot;نوعيةquot; مع الآخرين وكلما زاد تنقل الأفراد خلال سنوات طفولتهم زاد عدم رضاهم من حياتهم خلال سنوات الرشد. أما بالنسبة للراشدين الذين يتنقلون كثيرًا من منطقة إلى أخرى فإنهم أكثر تعرضًا لأن يموتوا وهذا ما لاحظه الباحثون بعد عشرسنوات من لقاءاتهم بهم.

لكن البروفسور أويشي لاحظ أن الشخصيات الانطوائية والعصابية وحدها التي تتعرض لتأثير التنقل السكني من مكان إلى آخر بينما لم يكن هناك أي تأثير على الأطفال. وعلى الرغم من أن هذه النتائج كانت ثمرة دراسة واحدة فإن البروفسور أويشي يؤكد بأن quot;الآباء الذين يفكرون بالانتقال إلى مكان آخر يحتاجون إلى التفكير بشخصيات أطفالهم والمخاطر الكامنةquot;.

لكن بروفسور علم النفس فردريك مدواي من جامعة ساوث كارولاينا قال إن رد فعل الطفل يعتمد إلى درجة كبيرةعلى الأسباب وراء الانتقال من مكان إلى آخر. ومن خلال دراسته للأسرة المتنقلة استنتج مدواي أن الأطفال العسكريين يتنقلون بسهولة لأن الجيش يسهل هذا التحول. بينما يؤدي الانتقال بسبب العمل إلى زعزعة وضع الزوجة وينعكس ذلك على الأطفال. كذلك فإن التنقل بسبب انفصال الزوجين له تأثير سلبي على الأطفال لأسباب مالية وعاطفية.

وقال أن تغيير مكان السكن له تأثير سلبي على الصغار البالغين مرحلة الدراسة المتوسطة فهم يعانون آنذاك من مرحلة المراهقة. وأضاف مدواي: quot;حينما تحفر أعمق تجد أن تغيير مكان السكن أكثر تعقيدًا مما تقترحه هذه الدراسةquot;.