لؤي محمد: تستطيع معظم النساء اللواتي أجرين عملية قيصرية من قبل أن يلدن بشكل آمن في المرة اللاحقة حسبما أظهرت دراسات جديدة لكن في السنوات الأخيرة رفضت المستشفيات وشركات التأمين الصحي والأطباء في الولايات المتحدة السماح لهن بمحاولة الولادة مصرة على اتباع العملية القيصرية مرة ثانية معهن.

وتأتي هذه القرارات نتيجة للمخاوف من المخاطر الطبية وما يترتب عليه من دعاوى قضائية حسبما قال خبراء في مجالي القانون والصحة.

وظلت الأنظمة التي تتبعها المستشفيات في هذا المجال مثار جدل وغضب الكثير من النساء تجاه ارتفاع نسبة العمليات القيصرية في الولايات المتحدة لكن الكلية الأميركية لأطباء التوليد والنسائية أصدرت دليلا طبيا جديدا يهدف إلى تسهيل عثور النساء على المستشفيات والأطباء الذين يسمحون بالولادة الطبيعة بعد أن يكن قد أجرين عملية قيصرية من قبل.

وقال الدكتور ريتشارد والدمان رئيس أطباء النسائية في مستشفى سانت جوزيف بمدينة سايراكيوس الأميركية لمراسل صحيفة نيويورك تايمز إنه quot;سيكون أفضل بالنسبة للنساء على المدى البعيد إن نحن تمكنا من تخفيض معدل العمليات القيصرية. ونشر الدليل في عدد مجلة التوليد والنسائية لشهر أغسطس .

ووصل عدد العمليات القيصرية في عام 2007 إلى 1.4 مليون حالة أو حوالي 32% من مجموع الولادات. ومثل الدليل السابق ذكر الدليل الجديد أن الولادة الطبيعية للنساء اللواتي سبق لهن أن ولدن بواسطة العملية القيصرية آمنة شرط أن يكون الحز في الرحم منخفضا وأفقيا وهو ما يتبع غالبا حاليا في العمليات القيصرية. وبلغت نسبة النساء اللواتي منحن فرصة الولادة بالطريقة الطبيعية بعد أن مررن بتجربة الولادة القيصرية سابقا، ونجحن في الاختبار، ما بين 60 و80 في المائة.

كذلك أشار الدليل الجديد على أن الولادة الطبيعية التي سبقتها ولادة قيصرية هي أكثر قبولاً لأكثر النساء اللواتي يحملن توائم وأولئك اللواتي ولدن مرتين بواسطة عملية قيصرية.

ويظل الخوف الأساسي من مخاطر انشقاق الرحم خلال فترة المخاض وهذا سيؤذي الأم والوليد ويتطلب عملية جراحية طارئة. لكن الدليل أكد أنه بالنسبة للنساء اللواتي ولدن بواسطة العملية القيصرية لمرة واحدة في السابق سيكون احتمال انفتاق الرحم قليلا ولا يتجاوز نسبة 0.7 إلى 0.9 في المائة. وإذا كانت المرأة قد كررت العملية القيصرية من قبل فإن نسبة خطر الرحم تقل أكثر لتكون ما بين 0.4 و0.5 في المائة.

لكن العملية القيصرية تزيد من احتمال وقوع مشاكل مشيمية في الفترة الأخيرة من الحمل ويمكن أن تتسبب إلى نزيف قد يؤدي إلى استئصال الرحم.

ومقارنة بالأطفال الذين ولدوا بعد تكرار العملية القيصرية فإن أولئك الذين ولدوا بصورة طبيعية بعد عملية قيصرية واحدة ازدادت بينهم مخاطر الموت أثناء الولادة (لكن النسبة تبقى أقل من 1 في المائة) بينما تقل المخاطر بالمعاناة من مشاكل في التنفس أو الإصابة باليرقان.

وقال الدكتور والدمان إنه يأمل أن يكون الدليل الجديد سيشجع المستشفيات على السماح بتجريب الولادة الطبيعية بعد عملية قيصرية لكنه اضاف أن quot;المسألة الأساسية هي المسؤولية القانونية. وما آمل إليه هو أن الجميع سيعملون معا للقيام بما هو صحيح وهذا يتضمن تحمل المرضى المسؤولية إن هم أرادوا أن يخاطروا وألا يرفعوا دعاوى ضد الطبيب إذا كانت النتيجة سيئة من خلال إدراكهم بأنهم أخذوا قرارا يحمل قدرا من المخاطرquot;.