أظهرت الإحصاءات ارتفاعًا في عدد البريطانيين الخمسينيين المصابين بالإيدز.
صلاح أحمد من لندن: أظهرت الاحصاءات أن حالات الايدز وسط هؤلاء في انكلترا وويلز وآيرلندا الشمالية فاقت ضعف ما كانت عليه في العام 2000 وهو 299 إصابة مقارنة بـ710 إصابات في 2007.

وفي العام 2008 وحده شخصت 7 آلاف و382 حالة جديدة، وكانت نسبة 8 في المائة من هذه وسط من هم في سن الخمسين فما فوق. وتبعا لما أوردته laquo;وكالة الحماية الصحيةraquo; وتداولته عنها وسائل الإعلام، فإن هذا يعني ان الإيدز لا يختار ضحاياه وسط الشباب وحسب، وإنما يشكل خطرًا داهمًا للإنسان بغض النظر عن عمره.

وتصديقًا لهذا، فقد أظهرت الأرقام تزايد الأمراض الجنسية المعدية الأخرى وسط شريحة الخمسينيين بشكل خاص وبمعدلات تفوق رصيافتها وسط الشباب. ونقلت فضائية laquo;بي بي سيraquo; الإخبارية عن الدكتورة روث سميث التي ترأست فريق البحث في وكالة الحماية الصحية، قولها: laquo;اتضح لنا جليًا أن قرابة نصف المصابين بالإيدز في الفترة من 2000 إلى 2007 أصيبوا بفيروسه وهم في سن الخمسين أو فوقها. وهذا يؤكد أهمية الفحص الطبي بغض النظر عن العمرraquo;.

ومضت تقول: laquo;لهذا كله تظل النصيحة الأساسية هي وجوب اللجوء للتحوطات الطبية اللازمة لدى ممارسة الجنس، ليس وسط المثليين وحسب، وإنما بين الرجال والنساء أيضًا. استخدام العازل لدى ممارسته مع شريك جديد هو الوسيلة المثلى لتفادي الإصابة بالأمراض الجنسية المعدية الخطية مثل الإيدزraquo;.

وما يثير القلق، حسبما يقول الباحثون، هو ان نصف المصابين بالإيدز في تلك الفترة، شخصوا به في وقت متأخر. وبسبب هذا التأخر الخطير، فقد مات معظمهم في غضون سنة واحدة من التشخيص. ولهذا فإ الرسالة هنا هي أن الفحص المبكر يوفر أفضل السبل للاختيار بين عدة وسائل للعلاج وربما الشفاء الكامل من الإيدزraquo;.

وقالت الكتورة فاليري ديلبيتش، رئيسة وحدة مراقبة فيروس الإيدز بوكالة الحماية الصحية: laquo;يكون الفيروس في أشد مراحله خطورة إذا شُخّص في وقت متأخر. وحقيقة أننا شهدنا ارتفاعًا حادًا في عدد المصابين به في تلك السن المتقدمة نسبيًا، وبشكل خاص حقيقة أن نصفهم شُخّص في مرحلة متأخرة، تلقى بالضوء الساطع على أهمية رفع مستوى الوعي الصحي وسط الجمهور العريض عمومًا ولكن وسط هذه الفئة العمرية بشكل خاصraquo;.

ومن جهتها قالت ايزا باور، من laquo;صندوق تيرينس هيغينزraquo; الخيري، إن أبحاثه الخاصة أظهرت أن الرجال والنساء فوق سن الخمسين laquo;هم الشريحة العمرية الأكثر تعاظمًا وسط المصابين بفيروس الإيدز في المملكة المتحدةraquo;. وأضافت قولها: laquo;يعود هذا جزئيًا الى أن التقدم الطبي في هذا المجال أتاح للمصابين به حياة أطول. لكن هذا نفسه يعني أن هؤلاء يعيشون حياة قلقة وفي حالة دائمة من غياب اليقين وما يمكن أن يأتي به القدر في اللحظة التاليةraquo;. ويذكر أن سائر الإحصاءات المشار اليهما أعلاه قدمت في laquo;مؤتمر الإيدز 2010raquo; الذي بدأ جلساته في العاصمة النمساوية فيينا في 17 من الشهر الحالي.