تعاني العوائل الباكستانية التي دمرت بيوتها الفيضانات من نقص الحطب الذي تعتمد عليه في الطهي. وان وجد فهو مبتل لايمكن الطهي به.

مينجورا: على بعد عدة كيلومترات خارج مينجورا، المدينة الرئيسية في وادي سوات في إقليم خيبر بختون خوا الباكستاني، جلست مجموعة من نساء القرية يناقشن المشكلات العديدة التي يواجهنها في أعقاب الفيضانات المدمرة الأخيرة بما في ذلك مشكلة نقص الحطب الذي لا يمكنهن الطهي بدونه.

وعن مشقة على العثور على الحطب، قالت سعدية بيبي، البالغة من العمر ثلاثين عاماً، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): quot;أصبح العثور على قطع من الأشجار لإشعال مواقدنا الخشبية أمراً صعباً للغاية. ففقد جرفت مياه الفيضانات التي اجتاحت المنحدرات الشجيرات التي جمعناها وحملناها إلى البيوت وكذلك فروع الأشجار التي سقطت على الأرضquot;.

وأضافت قائلة: quot;يعتبر الحطب كل شيء بالنسبة لنا... فأحيانا نضطر إلى البحث لما يزيد عن ساعتين ونذهب إلى أماكن بعيدة لجمع ما يكفي منه لطهي وجبة واحدةquot;. كما أوضحت أن رعي الحيوانات أصبح صعباً للغاية بسبب تعرض العديد من الشجيرات للدمار.

وهناك مؤشرات على تزايد اليأس لدى السكان، حيث قالت سابين نيرماجر التي تعمل مع منظمة أطباء بلا حدود في مينجورا لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): quot;كان أشخاص على وشك الغرق بعدما قفزوا في النهر للحصول على الخشب العائم الذي جلبته لنا تيارات المياه. إنهم غاية في الفقر لدرجة أنهم مستعدون للمخاطرة بحياتهم من أجل القليل من الحطبquot;.

إزالة الغابات

وأفادت العديد من النسوة أن إزالة الغابات في منطقة سوات جعلت مهمة العثور على خشب أكثر صعوبة. وقالت إحداهن: quot;لا فائدة من الخشب الرطب. لقد بللت الأمطار الخشب كثيراً لدرجة لا يمكن معها استخدامه لإشعال النار quot;.

بدوره، سلط علي حبيب، المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة، الضوء على العلاقة بين إزالة الغابات والفيضانات الأخيرة، حيث أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من لاهور أن إزالة الغابات أدت إلى تفاقم الفيضانات quot;فلو كان هناك أشجار لحدت من شدة اندفاع الفيضانquot;.

ووفقاً للحكومة، تشكل الغابات ما يقرب من 4.1 بالمائة من مساحة أراضي باكستان. وتفيد منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أنه إذ استمرت إزالة الغابات بنفس المعدلات الحالية (2-2.4 بالمائة)، فإن غطاء الغابات سينخفض إلى نصف الحجم الذي كان عليه في عام 1995 وذلك خلال الفترة من 2019 إلى 2024.

تضرر محصول الخوخ

وقد وقعت فيضانات سوات في الوقت الذي كان فيه محصول الخوخ جاهزاً للقطاف، مما أدى إلى تدمير الأشجار أو سقوط ثمارها. وقد نقلت وسائل الإعلام عن مزارعين قولهم أن حوالي 60 بالمائة من الفاكهة والخضروات المحلية قد فقدت في الفيضانات.

من جهته، قال حسن غول، 50 عاماً، وهو مزارع من مقاطعة ماتا في سوات، أحد أكثر المناطق تضرراً من الفيضانات: quot;كان لدي بستان صغير من أشجار الخوخ والتفاح. تعرضت معظم الأشجار التي يبلغ عددها نحو خمسين والتي كانت تحيط بالمناطق التي تم تطهيرها من أجل زراعة الخضروات لتلف شديد وبعضها قُطع تماماًquot;.

كما ألحقت الفيضانات أضراراً بمصادر الغذاء الأخرى، حيث قالت فايزة بيبي: quot;لقد اعتدنا جمع بعض الأعشاب البرية الصالحة للأكل من الغابات حولنا، ولكنها تلاشت الآنquot;.