تعتبر حضيرة الارز الجزائرية فضاء بيولوجيا متنوعا تتعايش فيه النباتات والحشرات والحيوانات، فإنّ حظيرة الأرز الواقعة بمحافظة تيسمسلت الجزائرية (240 كلم غربي البلاد) أضحت مختبرا مفتوحا للباحثين وملاذا لعشاق الطبيعة.

كامل الشيرازي من الجزائر: تفيد بيانات رسمية، أنّ حضيرة الأرز المعروفة محليا بتسمية quot;المدادquot;، تتربع على مساحة اجمالية بحدود 3425 هكتار، وتتواجد بها عدة أصناف نباتية على غرار أشجار الأرز الأطلسي، الصنوبر الحلبي، البلوط الأخضر، البلوط الفليني، إضافة الى الطحالب والنباتات الجبلية.

كما تزخر الحظيرة بـ72 نوعا من الحيوانات المحمية، بينها عشرة أنواع من صنف الثديات، وثلاثة من الزواحف، فضلا عن 30 نوعا من الحشرات و29 آخر من الطيور.

ويشير quot;الأخضر فريدانquot; وهو مسؤول محلي ببلدة ثنية الحد التي تحتضن الحضيرة، إلى كون الأخيرة أخذت مسمى quot;حضيرة الأرزquot; لكونها نقطة التقاء أشجار الأرز الأطلسي، وهو معطى دفع الجهات المختصة إلى مضاعفة الاهتمام بها في بلد ظلّ إلى وقت قريب يشكو من هشاشة أشجار الأرز وقلة مقاومتها، على خلفية ما طالها جرّاء الطفيليات وكذا الحشرات الضارة حيث تبدأ أوراقها في التساقط ثم تموت.

من جانبه، يشير الأخصائي quot;السعيد عبد الرحمانquot; إلى أنّ حضيرة الأرز بما تتمتع به من إمكانات، تسمح بإنتاج نحو خمسة عشر ألف شتلة للغرس في عموم المناطق التي يتلاءم موقعها مع هذه الأشجار، في حين ينتظر استغلال مشتلات أخرى لانتاج من 200 ألف إلى 300 ألف شتلة، بما سيمكّن ndash; بحسب عادل سعيدي أحد متعهدي الحظيرة ndash; من تلبية احتياجات بلاده، وتعويض أشجار الأرز التي تضرر 62 بالمائة منها، جرّاء الجفاف الذي عرفته البلاد في السنوات الأخيرة خاصة ما بين سنتي 1998 و2002.

وبشأن المساعي الحالية لتحصين حظيرة الأرز كإجراء وقائي ضدّ ظاهرتي البناء والرعي المفرط، يلفت الخبير quot;عامر زوبيريquot; إلى أهمية العمل على استرجاع خشب أشجار الأرز الميت في استعمالات متعددة، خصوصا وأنّ نجاح غراسة أشجار الأرز يتطلب تكاليف باهضة، ناهيك عما يرافقه من دراسات دقيقة للتربة مع مراعاة شروط تقنية معينة ابتداء من تحضير التربة إلى غرس الشجيرة ثم متابعة مختلف مراحل نموها.

من جهته، يلاحظ الأستاذ quot;أحمد فوضيليquot; أنّ حظيرة الأرز ستستفيد عما قريب من محطة للأرصاد الجوية تتوفر على أحدث الأجهزة التقنية الرقمية، لاستغلالها في البحث العلمي ودراسة الوسط الطبيعي بالحظيرة اضافة الى ترميم الدار الغابية القديمة، فضلا عن تهيئة المسالك المتواجدة بغابة المداد.

ويقول العم العياشي، أنّه دائم القدوم إلى المكان رفقة عائلته، داعيا أن يتم حماية هذا الموقع الطبيعي تبعا لمكانته الاستيراتجية على صعيد ضمان التوازن البيولوجي، وهو رأي تؤيده السيدة شريفة التي لا تخفي ابتهاجها بما توفره الحظيرة من مناظر طبيعية ساحرة وبساط أخضر يستقطب مواطنيها من مختلف الأعمار.

وتفيد إدارة الحظيرة أنها تستقبل 1500 عائلة خلال كل نهاية أسبوع، موضحة أنّ الأمر لا يقتصر على الزوار العاديين، بل يمتد إلى جمهور الطلبة والباحثين والوفود العلمية ممن يأتون لإجراء دراسات علمية ميدانية حول مؤهلات الشريط الغابي ومميزاته البيئية هناك، في وقت يحث أبناء المنطقة على إعطاء ديناميكية جديدة ينعش الجانب السياحي لحظيرة الأرز.