تعتبر صناعة الموسيقى واحدة من أبرز مكونات المجتمع. فالناس لا يتوقفون عن سماع الموسيقى وهم يعملون أو يقودون سياراتهم أو يلعبون أو يتسوقون أو يأكلون أو يرقصون أو حين قيامهم بكثير من النشاطات الأخرى. وحين يتعلق الأمر بالموضة، يكون للموسيقى دور كبير أيضاً. فهي تمهد دائماً للنمط الخاص بملابس المصممين وقت العرض، فضلاً عن أن المراهقين يميلون للحصول على النمط الخاص بأزيائهم أو إلهامهم على الأقل من الموسيقيين الذين يحبون الاستماع إليهم.
وغالباً ما يمهد المغنون لصيحات الموضة، كما حدث مع النجمة مادونا بأغنية quot;Holidayquot; في ثمانينيات القرن الماضي، حيث قدمت حينها فستاناً أسوداً يتسم بالفردية، وكانت هناك وقتها ثمة أجواء مختلفة، لأنها فنانة تمكنت من إعادة اكتشاف نفسها بنجاح على مدار عقود. وقد نشأت ثمة علاقة ارتباط بين الموسيقى وصناعة الموضة، لدرجة أن الفنانين يستخدمون الآن شهرتهم في بيع خط الموضة العصري الخاص بملابسهم، مثلما تفعل النجمة جينفر لوبيز على سبيل المثال.
وبينما كانت تحظى الملابس الرياضية التي يقدمها المصمم تومي هيلفيغر بسمعة كبيرة خلال تسعينيات القرن الماضي، فإن منتجاته حظيت بشهرة أكبر، حين ارتدى المطرب سنوب دوغ قميصاً ثقيلاً من تصميم هيلفيغر في إحدى حفلاته بالولايات المتحدة، حيث نفذ هذا القميص في اليوم التالي من جميع المتاجر المنتشرة في نيويورك.
كما بدأ هيلفيغر في مداعبة السوق الجديدة الخاصة بموسيقى الهيب هوب، حيث بدأت تظهر عارضات سوداء البشرة بشكل لافت في الحملات الإعلانية للشركة، وبدأ يشارك في عروضها بعض من مطربي الراب من أمثال بي ديدي وكوليو. وحين تم إطلاق محطة الـ quot;إم تي فيquot; التلفزيونية، لم يكن يتخيل أحد تلك الحالة المتفردة التي ستخلقها بين الشباب، حيث كانت جديدة ومتجددة. ويكفي أنها نجحت في جلب الموسيقى والموضة إلى الأشخاص دون أن يتعين عليهم ترك منازلهم. وقد أصبحت الموسيقى الآن سلعة سوقية بصورة جديدة، وأصبحت المقاطع الموسيقية المصورة في واجهة الصناعة الترفيهية، وبصورة مفاجئة ذاع صيت فنانين من أمثال مادونا، مايكل جاكسون، دوران دوران، ويتني هيوستون، وبدأ يقلد ويحاكي الشبان التصاميم العصرية التي يظهر بها هؤلاء النجوم. فمن منا يمكنه أن ينسى السترات الأسطورية التي كان يرتديها جاكسون في أغانيه المصورة Beat It أو Thriller، ناهيك عن الجوارب البيضاء .. أو حذاء بيتر بان الذي إرتداه المغني سيمون لوبون في أغنية Hungry Like The Wolf. ولا تزال تحظى قناة الـquot;إم تي فيquot; بنسبة مشاهدة عالية، ربما أيضاً لأن العالم لا يزال مهووساً بالمشاهير.
ودائماً ما تُطَارَد النجمة لدي غاغا من جانب الصحافة ووسائل الإعلام غية معرفة آخر أخبارها، أياً كانت طبيعتها. لكن ليدي غاغا لا تدفع الفرصة في مرة من المرات دون أن تظهر وهي في أفضل حالاتها، حيث تستعين باستمرار بفيرساتشي أو سلفاتوري فيراغامو. وهي مهتمة للغاية تماماً بعالم الموضة، في وقت يتميز فيه كل من فنان عن غيره بنمط شخصي خاص به. هذا وتوفر الموسيقى في مراكز التسوق وغيرها من المتاجر والبوتيكات أجواء تسوق ممتعة، وهو ما يبدو متعمداً من جانب أصحاب تلك الأماكن، لإدراكهم بأنها تحظى بتأثير جيد على المتسوقين. فالأغاني على سبيل المثال لا تذكرهم فحسب بالكلمات بل تذكرهم أيضاً بما كان يرتديه المغنون.