"إيلاف": رغم أن قرار شراء بندقية أو مسدس للمرة الأولى يكون في العادة نتاج الرغبة في حماية النفس، لكنه يزيد في نفس الوقت من خطر أن يطلق المشتري النار على نفسه متعمدا بمقدار 9 أضعاف في المتوسط، ويكون هذا الخطر في ذروته خلال الأسابيع التي تلي عملية الشراء، ويظل هذا الخطر قائمًا ومتزايدًا على مدار سنوات.

وتلك النتائج مأخوذة من أكبر دراسة تحليلية يتم إجرائها حتى الآن، لتعقب الأفراد الذين يتملكون البنادق للمرة الأولى في حياتهم وميلهم للانتحار، خلال أكثر من 10 أعوام.

ولم تُغَيِّر تلك الدراسة كثيرًا من الفهم السائد بشأن خطر الانتحار المرتبط بامتلاك بندقية أو سلاح ناري. وكانت دراسات سابقة قد تحدثت عن خطر متزايد على نحو متشابه، وأرجعت ذلك لعدة أسباب أبرزها سهولة تملك مثل هذا السلاح المميت.

غير أن الخبراء أوضحوا أن تلك الأدلة الجديدة تبدو أكثر إقناعًا من أي أدلة بحثية سابقة. وتتبعت الدراسة الجديدة حوالي 700 ألف شخص ممن قاموا بشراء بنادق يدوية للمرة الأولى في حياتهم، وذلك عاماً بعام، ومن ثم قارنوهم بأشخاص يشبهونهم لكنهم لا يمتلكون بنادق أو أي أسلحة نارية، وتبين لهم أن من اشتروا البنادق لأول مرة في حياتهم كانوا أكثر ميلاً بمقدار 8 أضعاف لقتل أنفسهم بالطلق الناري في مدة ال 12 عامًا التالية مقارنة بغيرهم ممن لم يقوموا بشراء أي أسلحة نارية، كما تبين للباحثين أن ميل النساء للانتحار بتلك الطريقة يكون أعلى بمقدار 35 مرة.

ونقلت بهذا السياق صحيفة النيويورك تايمز الأميركية عن دكتور آمي ستريت، باحثة علم النفس لدى مركز PTSD الوطني التابع لمنظومة الرعاية الصحية ببوسطن وكلية طب جامعة بوسطن، التي لم تشارك بالدراسة، قولها "أرى أن الدراسة مقنعة للغاية. ونحن نعلم أن النساء يقمن بمحاولات انتحار أكثر من الرجال، لكنهن يستعن بوسائل أقل إماتة. وهذا أمر هام: فعندما تبدأ النساء في الاستعانة بنوعية الوسائل المميتة، فهنا سنبدأ في مشاهدة تلك القفزة الكبيرة في المعدلات".

ومع هذا، فإن الدراسة لم تفحص كامل المعلومات المتعلقة بحياة مقتنيي الأسلحة النارية، مثل تاريخهم الطبي أو ظروفهم الشخصية ( كما العيش بمفردهم دون ونيس أو شريك )، والتي ربما كان لها أن تظهر أنهم معرضون بشكل أكبر لخطر الانتحار.

أعدت "إيلاف" المادة بتصرف عن صحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية، الرابط الأصلي أدناه
https://www.nytimes.com/2020/06/03/health/suicide-guns-firearms.html