لندن : أعلنت شركة أسترازنيكا الخميس عن زيادة في أرباحها السنوية بمقدار الضعف في 2020 في وقت وافقت منظمة الصحة العالمية على استخدام لقاحها ضد فيروس كورونا للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 65 عاما في خطوة جديدة تعزز حملات التطعيم في العالم للحد من الجائحة.

وتتسارع حملات التلقيح في العديد من الدول لكنها تواجه عراقيل بسبب نقص اللقاحات فيما أجبر تزايد أعداد الإصابات بعض الحكومات على تشديد القيود لمنع انتشار الفيروس.

ووقعت أسترازينيكا في صلب خلاف دبلوماسي بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في وقت سابق هذا العام على خلفية مشكلات في الإمدادات، كما تعرضت لانتكاسة عندما امتنع عدد من الدول الأوروبية عن ترخيص لقاحها للاستخدام للأشخاص فوق65 عاما، وهي الشريحة السكانية الأكثر عرضة للإصابة بالأعراض الحادة للمرض.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة باسكال سوريو لدى الإعلان عن تسجيل أرباح صافية بلغت 3,2 مليار دولار في 2020 إنه "على الرغم من التداعيات الكبيرة للجائحة، حققنا نموا في العائدات من رقمين".

وأضاف "النجاحات في تطوير أدويتنا وتسريع أدائنا والتقدم في لقاح كوفيد-19 يظهر ما يمكننا تحقيقه".

ولا تشمل هذه الأرقام مبيعات لقاحها المضاد لفيروس كورونا المستجد. وقالت الشركة أنها ستعلن عن تلك البيانات بشكل منفصل.

دعمت منظمة الصحة العالمية الأربعاء لقاح استرازينيكا موصية باستخدامه لمن هم فوق 65 عاما، وفي مناطق تتفشى فيها نسخ متحورة من فيروس كورونا.

وقال رئيس مجموعة الخبراء أليخاندرو كرافيوتو في مؤتمر صحافي "من المرجح أن يُظهر الفيروس فعالية لدى الأشخاص الأكبر سنا. وتشير بيانات التجارب أن اللقاح آمن لهذه الفئة العمرية".

وقال إن منظمة الصحة تنتظر بيانات أكثر تحديدا بشأن فعالية اللقاح لدى من هم فوق 65 عاما، لكن "من غير الملائم" الانتظار فيما "آلاف الأشخاص يموتون".

ولقاح أسترازينيكا ضمن اللقاحات التي نشرت في مختلف أنحاء العالم وخصوصا في دول فقيرة بموجب برنامج كوفاكس، وتعتبر ضرورية في مكافحة الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 2,3 مليون شخص.

وقالت المسؤولة العلمية في منظمة الصحة سمية سواميناثان إن فوائد استخدام لقاح استرازينيكا "تفوق بكثير" أي مخاطر حتى في دول تتفشى فيها متحورات جديدة.

أمام نقص الإمدادات أعطت العديد من الحكومات الضوء الأخضر للقاحات مختلفة. وأعلنت المكسيك الأربعاء الترخيص للقاحي كانسينو وكورونافاك الصينيين، في أعقاب ترخيصها لقاحات فايزر/بايونتيك وأسترازينيكا وسبوتنيك-في.

والمنظومة الصحية في الدولة الواقعة بأميركا اللاتينية والتي منيت بضربة كبرى من جراء الفيروس، تبذل جهودا مضنية للحد من انتشار الفيروس مع امتلاء المستشفيات بالمصابين، وتريد أن تكون من أولى الدول التي تحصل على لقاحات.

وتقول إحدى الطبيبات كارلا مونتانو "اريد أن استمر في العمل ومساعدة مجتمعي ... لكن يجب أن أتلقى اللقاح كي أتمكن من الاستمرار في العمل من دون تعريض عائلتي للخطر".

ويسعى الاتحاد الأوروبي بدوره لتسريع برنامج التطعيم، مع تشديد عدد من الدول الأعضاء قيود احتواء الفيروس التي تلحق الضرر بالاقتصاد.

في إيرلندا أعلن رئيس الوزراء مايكل مارتن الخميس عن تمديد تدابير الإغلاق حتى شهر أبريل. والمطاعم والحانات في أنحاء إيرلندا مغلقة منذ ليلة عيد الميلاد، فيما قطاع بيع التجزئة غير الضروري مغلق منذ ليلة رأس السنة. ولم يعد التلاميذ إلى المدارس منذ عطلة تلك الأعياد.

وأعلنت ألمانيا عن تمديد القيود الصارمة حتى السابع من مارس، فيما بدأت اليونان فرض إغلاق مشدد في منطقة العاصمة وحولها. وكتب على لافتة رفعت في تظاهرة احتجاج على القيود في أثينا "إننا نختنق".

سُجلت أكثر من 107 ملايين إصابة بالفيروس في العالم منذ رصد ظهوره في الصين أواخر 2019.

وفيما تمكنت الحكومة الصينية من الحد من الوباء بدرجة كبيرة وسجل اقتصادها تعافيا، ما زالت تفرض قيودا صارمة لمنع ظهور بؤر جديدة مثل شرط إجراء فحص وفرض حجر صحي حتى بالنسبة للمسافرين المحليين.

وعرقلت تلك الاجراءات خطط السفر لملايين الصينيين الذين يتوجهون إلى مناطقهم لتمضية عيد السنة الصينية مع أفراد العائلة.

والبعض اختار تحمل تلك المشقة. وقالت لي شينجون البالغة 50 عاما وتعمل مدبرة منزل لوكالة فرانس برس أمام محطة القطارات في بكين "لم أر أولادي منذ مدة طويلة".

ورغم هول الوباء تستعد دار رعاية في مدينة تولون الفرنسية لاحتفال مميز بمناسبة عيد ميلاد الراهبة أندريه البالغة 117 عاما وأكبر المعمرين في أوروبا.

نجت الراهبة من كوفيد-19 الشهر الماضي. وقد أصيبت مع 80 شخصا آخرين في دار الرعاية بالفيروس. وقالت الراهبة لفرانس برس قبل الاحتفال بعيدها "قيل لي إنني أصبت بالفيروس ... شعرت بالكثير من التعب، هذا صحيح، لكنني لم أدرك الأمر".