القدس: أتاحت عملية التطعيم المكثفة ضد فيروس كورونا المستجد في إسرائيل للمرشحين الجمعة النزول الى الشوارع والالتقاء بناخبيهم وجها لوجه، فيما يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن تكسبه عملية التلقيح غالبية بعيدة المنال.

يخطط نتانياهو لزيارة سوق محني يهودا الصاخب في القدس الغربية الجمعة قبل بدء عطلة السبت اليهودية بعد مغيب الشمس.

ويريد نتانياهو تمديد سنوات حكمه القياسية غير المنقطعة منذ 12 عامًا ولم يكن بامكانه القيام بهذه الزيارة في فترات الاغلاق وفي أوج تفشي الوباء.

وصار هذا ممكن بعد تطعيم حوالي نصف سكان إسرائيل البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة وهو أعلى معدل في العالم.

بعد حملة هيمن عليها استخدام تقنية " الزوم " ورسائل التواصل الاجتماعي التقى نتانياهو وخصومه مباشرة مع مؤيديهم قبل انتخابات الثلاثاء المقبل وهي الرابعة في غضون عامين.

ومن المقرر أن يلتقي زعيم حزب يش عتيد (يوجد مستقبل) يائير لبيد ناخبيه في مدينة هود هشارون بوسط البلاد.

- لقاحات ، لقاحات ، لقاحات -

خلال فترة من الجمود السياسي غير المسبوق، أثبت حزب الليكود بزعامة نتانياهو وحلفاؤه اليمينيون المتدينون أنهم غير قادرين على تشكيل أغلبية مستقرة في البرلمان المكون من 120 مقعدًا.

لكن الأمر نفسه ينطبق على المعسكر المناهض لنتانياهو الذي يضم منشقين بارزين عن الليكود شكلوا حزب تكفا حداشاه (الأمل الجديد) الخاص بهم العام الماضي لتحدي رئيس الوزراء الذي يتهمونه بالفساد وتقديم مصالحه الخاصة على مصالح الأمة.

وتنسب حملة نتانياهو الفضل له في جهود التطعيم الإسرائيلية التي تحسدها عليها العديد من الدول.

وفي حين يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي يتفاقم تفشي الوباء في أوساطهم ويعجزون عن الحصول على اللقاحات، تعيد إسرائيل فتح الاقتصاد الإسرائيلي إلى حد كبير والمصالح التجارية.

من جهته قال جدعون رهط أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس لوكالة فرانس برس "يتحدث نتانياهو عن اللقاحات طوال اليوم. هذا هو جدول أعماله. هذا ما يريد أن يتحدث عنه الناس. لقاحات ولقاحات ولقاحات! تكاد تعتقد أنه يقوم بتطعيم السكان بنفسه".

- صانع الملوك -

على الرغم من التطعيمات وعقد اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع أربع دول عربية، قد يفشل نتانياهو مرة أخرى في الحصول على الأغلبية.

وأظهرت ثلاثة استطلاعات رأي قبل الانتخابات أجرتها محطة البث العامة وصحيفتا معاريف ويسرائيل هيوم أن حزب الليكود وحلفاءه المتشددين الدينيين في تراجع.

وهناك عدة سيناريوهات تضع مساعد نتانياهو السابق وبطل اليمين الديني القومي نفتالي بينيت في مكانة "صانع الملوك".

لم يستبعد بينيت الذي خدم في حكومات نتانياهو السابقة، الانضمام إليه مرة أخرى لتفادي انتخابات خامسة، لكنه ينتقد في الوقت نفسه رئيس الوزراء إذ يتطلع إلى أداء دور كبير في ائتلاف محتمل مناهض لنتانياهو.

وقال بينيت مخاطبا مؤيديه في سديروت بجنوب إسرائيل الخميس "من يريد رحيل الحكومة الأكثر فسادًا وفشلًا في العالم ويرغب في تشكيل أفضل حكومة في إسرائيل على الإطلاق، سيصوت لبينيت".

وبينيت، زعيم حزب يمينا والمليونير ورجل الأعمال السابق في مجال التكنولوجيا المعارض لإنشاء دولة فلسطينية، ليس المنافس اليميني الوحيد لنتانياهو الذي يهدده أيضا جدعون ساعر زعيم حزب "الأمل الجديد" الذي قد يستحوذ على بعض أصوات الليكود.

سعيا للتغلب على منافسيه، سعى نتانياهو الخميس لتقديم نفسه على أنه يمثل الوجه الشرعي الوحيد لليمين الإسرائيلي أثناء مخاطبته الناخبين في جنوب البلاد في كريات غان.

وقال "هناك أحزاب تدعي أنها يمينية. هناك يمين ’نوعا ما’ وهناك يمين حقيقي. نحن اليمين الحقيقي".

عوقب المنافس الرئيسي لنتانياهو في الانتخابات الثلاثة السابقة بني غانتس الوسطي من قبل مؤيديه لانضمامه إلى ائتلاف يقوده نتانياهو في أيار/مايو الماضي وهو يواجه الانقراض السياسي.

ويحتل حزب لبيد يش عتيد في استطلاعات الرأي المرتبة الثانية بعد الليكود مع توقع حصوله على 18 مقعدًا، لكن لا يوجد طريق واضح له لتشكيل ائتلاف حتى بدعم من اليسار الإسرائيلي المهمش والقائمة المشتركة التي تقودها أحزاب عربية.