سرينغار (بنغلادش): غادر عشرات آلاف العمال المهاجرين عاصمة بنغلادش الأحد عشية فرض إجراءات عزل صارمة تشمل إغلاق غالبية الأنشطة التجارية وتلزم الناس البقاء في منازلهم، وذلك بعد تسجيل زيادة كبيرة في عدد الإصابات بفيروس كورونا.

وتفرض السلطات قيوداً على الأنشطة وحركة تنقل الناس منذ منتصف نيسان/أبريل في أعقاب ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات.

وتراجعت الأعداد في أيار/مايو لكنها عاودت الإرتفاع هذا الشهر، وسجلت السلطات أكثر من ستة آلاف إصابة جديدة الخميس، و108 وفيات الجمعة، في ثاني أكبر حصيلة تسجل في البلاد في أكثر من شهرين.

ودفع ارتفاع الأعداد بالحكومة إلى تشديد الإجراءات على مراحل اعتباراً من الإثنين. وسيتم إغلاق الأنشطة التجارية بما يشمل المحلات والأسواق والنقل والمكاتب بحلول الخميس.

ويمنع على الناس مغادرة منازلهم إلا في حالة الطوارئ، فيما تواصل المصانع الموجهة للتصدير عملياتها.

وتسبب ذلك في خروج جماعي من العاصمة دكا.

ومع تعليق خدمة النقل العام بين المدن منذ 22 حزيران/يونيو، تهافت الركاب باعداد كبيرة على عربات الريشكو والدراجات النارية بل استأجر بعضهم سيارات الإسعاف لإيصالهم إلى قراهم.

تدفق جنوني

وتعمل العبّارات بطاقتها القصوى، وتسيّر بعضها رحلات على مدى 24 ساعة يومياً، وتحشد على متنها أكثر من ألف راكب في كل رحلة.

وقال المفتش في الشرطة محمد رضا "لا نريدهم أن يتخطوا طاقة العبارة. لكنهم لا يصغون" مضيفا "هناك تدفق جنوني للناس".

وقال مسؤول في هيئة النقل الداخلي المائي الحكومية لوكالة فرانس برس إن 50 ألف شخص على الأقل اجتازوا النهر في عبارات يوم الأحد وحده.

وفي محطة نهرية في بلدة سرينغار على بعد نحو 70 كلم جنوب دكا، اصطف الالاف في طوابير في ساعة مبكرة الأحد لعبور بادما، أحد روافد نهر الغانج بالهيملايا.

وقالت فاطمة بيغوم البالغة 60 عاما لوكالة فرانس برس فيما كانت نتنظر عبارة "لم يكن أمامنا خيار سوى مغادرة المدينة".

اضافت "خلال الإغلاق لا يوجد عمل. وإذا لم نعمل كيف ندفع الإيجار. لذا حزمنا كل شيء ونعود إلى قريتنا".

وقال محمد معصوم (30 عاما) البائع الجوال في دكا إن من الأفضل له العودة إلى دياره "وتمضية الوقت مع العائلة" بدلاً من البقاء تحت إجراءات العزل في العاصمة.

سجلت بنغلادش أكثر من 800 ألف إصابة بالفيروس وأكثر بقليل من 14 ألف وفاة، لكن الخبراء يقولون إن الحصيلة الحقيقية يمكن أن تكون أعلى بكثير لاحتمال نقص البيانات.