نيو أورلينز: بدأ سكان لويزيانا بتقييم حجم الأضرار الناجمة عن مرور الإعصار أيدا التي وصفها حاكمها بأنّها كارثيّة مع انقطاع التيار الكهربائي وغمر المياه الشوارع وانتزاع أسقف منازل.

أوّل نتيجة ملموسة لهبوب الإعصار أيدا انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل مساء الإثنين، وفقًا لموقع "باور أوتيج الأميركي" المتخصّص.

ضرب الإعصار الذي حمل رياحًا بلغت سرعتها 240 كلم في الساعة، سواحل لويزيانا مباشرة الأحد.

أضرار كارثيّة

أعلن جون بيل إدواردز حاكم لويزيانا لشبكة إن بي سي "الأضرار كارثية حقًا". وقُتل ما لا يقل عن شخصين أحدهما جرّاء سقوط شجرة في بلدة برايريفيل والآخر أثناء محاولته عبور طريق غمرته المياه في نيو أورلينز.

وأكّدت وزارة الدفاع الأميركية أنّ وكالة إدارة الكوارث الأميركيّة أرسلت بدعم من الحرس الوطني أكثر من 5200 شخص لمساعدة المنكوبين.

وقال الرئيس جو بايدن في إجتماع مع مسؤولي الوكالة الفدرالية لإدارة الكوارث وحكّام ورؤساء بلديّات المناطق المتضرّرة إنّ المساعدة الفدرالية ستستمر "طالما لزم الأمر".

في مدينة لابلاس غرب نيو أورلينز التي ضربها الإعصار بقوة، شرع أفراد من الحرس الوطني في إنقاذ السكان الذين حاصرتهم المياه طوال اليوم، بمؤازرة عدّة مروحيّات وشاحنات وقوارب.

وقال جوناثان غيتي (30 عامًا) وهو يحمل رضيعًا أنقذته مروحيّة "كنا حوالى 15 شخصًا في فندق" ليلة الإعصار.

وأضاف "كانت هناك رياح عاتية وعندما أردنا مغادرة الفندق في اليوم التالي كانت المياه قد غمرته" بمترين على الأقل.

أضرار محدودة

كانت الأضرار محدودة بشكل أكبر في المركز التاريخي لنيو أورلينز، أكبر مدن لويزيانا، حيث نزل بعض السكان إلى الشارع متحدّين أوامر السلطات بالبقاء في المنازل أمام مخاطر تشكّل سيول مفاجئة أو التعرّض لصعق كهربائي.

تفقّد كريج أندرسون (67 عامًا) الإثنين سيارته الحمراء التي تضرّر زجاجها الأمامي بسبب سقوط حجر كبير. وقال لوكالة فرانس برس "أنا محظوظ لأنّي لم أكن داخل (السيارة)".

محطّات وقود مدمّرة وشاحنات منقلبة ومنازل وطرق غمرتها المياه، هذا هو المشهد المؤسف المتكرّر في هذه الولاية الجنوبية من الولايات المتحدة، حيث تكثر الأعاصير.

العواصف تزداد قوة

لكن العلماء يحذرون من أنّه مع ارتفاع حرارة المحيطات، تزداد العواصف قوّة. فهي تشكّل على وجه الخصوص خطرًا متزايدًا على سكان السواحل.

وما زال الجميع يتذكّر الإعصار كاترينا الذي ضرب اليابسة في 29 آب/ أغسطس 2005 في لويزيانا، قبل 16 عامًا بالتمام من هبوب الإعصار أيدا. قُتل حينها أكثر من 1800 شخص وبلغت الأضرار مليارات الدولارات.

وقال ديريك تيري (53 عامًا) لوكالة فرانس برس "كنت هنا قبل 16 عامًا عند مرور الإعصار كاترينا لكن الرياح كانت أعنف هذه المرة... لكن أعتقد أنّ الأضرار أقل هذه المرة".

تقدّر شركات التأمين أن الإعصار أيدا تسبّب بأضرار تتراوح بين 15 و20 مليون دولار، وفقًا للتقديرات الأولية.

بعد أن تم تخفيض تصنيفه إلى منخفض إستوائي مساء الإثنين، كان الإعصار فوق المسيسيبي، إحدى أفقر الولايات في البلاد والمهدّدة بأمطار غزيرة.