إيلاف من بيروت: ثمة دول عديدة فسحت تلقيح الأطفال دون الثانية عشرة ضد كورونا باللقاحات المتوافرة. إلا أن ثمة من يعارض هذه الخطوة، متحججًا بحجج عدة. سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تؤيد تلقيح من تقل أعمارهم عن 12 سنة ضد كورونا؟" قال 55 في المئة من المستجيبين للاستفتاء إنه مع هذه الخطوة، مقابل 45 في المئة رفضوها.

في الولايات المتحدة، وبحسب البيت الأبيض، بدأ الفريق المسؤول عن تلقيح من تراوح أعمارهم بين 5 أعوام و11 عامًا في 8 نوفمبر الجاري، بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان إنه "صار باستطاعة الآباء والأمهات اصطحاب أطفالهم إلى الصيدليات وعيادات طب الأطفال والمدارس لتلقي اللقاحات".

لكن، أهو اللقاح نفسه الذي يتلقاه البالغون؟ يقول المختصون إنه نفسه من حيث الفاعلية، لكنه مختلف من حيث حجم الجرعة، فالأطفال دون الثانية عشرة سيحصلون ثلث جرعة لقاح المراهقين والبالغين، علمًا أن "فايزر" أكدت أن جرعات لقاحها المخصصة لهؤلاء الأطفال هي جرعة مخففة، تتوافق مع بيانات السلامة والتحمل والمناعة.

المؤكد أن الأطفال سيتلقون طبعًا جرعتين، بين الولى والثانية ثلاثة أسابيع كاملة، مع تأكيد الخبراء أن تلقي أي لقاح مضاد لكورونا لا يتعارض أبدًا مع رزنامة تلقي اللقاحات الأخرى، حتى أنهم يستطيعون تلقي أي لقاح آخر في نفس يوم تلقيهم لقاح كورونا، من دون أي خطورة، شريطة حقن اللقاحات في أماكن مختلفة من الجسم.

هذه كانت معلومات تقنية. لكن السؤال الأساس المطروح في كل بلدان العالم تقريبًا هو: هل يحتاج أطفالنا دون الثانية عشرة فعليًا إلى التلقح ضد كورونا، خصوصًا أن معظم الدراسات تؤكد أن إصابة الأطفال تكون في الغالب أقل حدّة منها في البالغين، إضافة إلى تقهقر الجائحة في العالم. ولكن، وع عودة الفيروس بصيغته المتحورة الجديدة، أوميكرون، هو ما يدفع الأطباء إلى التشديد على ضرورة تلقي الأطفال اللقاح.

وهنا يطرأ سؤال آخر: هل تأكدت فاعلية اللقاحات المتوافرة اليوم ضد أوميكرون؟ الجواب برسم المزيد من الدراسات، علمًا أن منظمة الصحة العاليمة تؤكد، في كل بياناتها وإحاطاتها الصحية، ضرورة تلقي الجميع اللقاحات، لأنها تخفف في كل الأحوال من حدة أعراض الإصابة، وتقلل الوفيات.

إلى ذلك، ربطت تقارير عدة اللقاح ضد كورونا بالتهاب عضلة القلب عند المراهقين والشبان، إلا أنها كانت حالات نادرة، لا يُعتدّ بها. كما تؤكد إدارة الغذاء والدواء ومركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة القول أن فوائد اللقاح تفوق اي مخاطر قد تتصل بالتهاب عضلة القلب النادر، ولهذا فسحت اللجنتان تلقيح الأطفال بين 5 أعوام و11 عامًا.