باريس: تشكل نتائج دراسة حديثة توصلت إلى صلة بين التصلب اللويحي وفيروس إبستين- بار، بارقة أمل بإمكان التصدي بشكل أفضل لهذا المرض، على ما أكد متخصصون في التصلب اللويحي قبل اليوم العالمي المخصص له والذي يصادف الاثنين.

وقال طبيب الأعصاب جان بيلوتييه من مؤسسة "أرسيب" الفرنسية إنّ العلاجات التي تهدف إلى منع الالتهابات شهدت "تقدماً كبيراً خلال السنوات العشر الماضية، وأصبحت متابعة المريض تتم بشكل فردي ومخصص أكثر".

وتوقعت تسجيل تطورات جديدة جراء اكتشاف مهم لباحثين أميركيين في كانون الثاني/يناير، إذ توصلت دراستهم إلى أنّ وجود فيروس إبستين- بار ضروري للإصابة بمرض التصلب اللويحي، ولكن لا يصاب جميع الأشخاص الذين يحملون الفيروس بهذا المرض.

ويُعتبر التصلب اللويحي من أمراض المناعة الذاتية للجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي)، ويتسبّب بخلل في جهاز المناعة الذي يهاجم الميالين، وهو مادة دهنية تحمي الألياف العصبية.

وغالباً ما يتسبب هذا المرض بالتهابات تترافق مع تعطل أجزاء من الجهاز العصبي.

وتختلف الإصابة بالتصلب اللويحي من شخص إلى آخر لكن يمكن أن يؤدي إلى آثار خطرة، ويُعتبر أحد الأسباب الشائعة للإعاقة عند الشباب.

وتشير الأرقام إلى أنّ أكثر من 2,8 مليون شخص يعانون هذا المرض في العالم، فيما لا تطال الحالات نسبة كبيرة من الأطفال والمراهقين، وقد لا تظهر على المريض أي أعراض قبل تشخيص حالته.

Dawn, a carer from Elite Care wears PPE (personal protective equipment) as she tends to her client Tina during a home visit in Scunthorpe, northern England on May 8, 2020. - Tina has multiple complex needs as she suffers with Multiple Sclerosis and is considered in the high risk category during the current COVID-19 pandemic. Home support staff members are an essential key worker service to those with disabilities stranded at home under the lockdown, providing specialist care and human kindness. Dawn has worked with Tina for seven years and although Tina's disabilities limit her outdoor recreation, she misses most of all hers and Dawn's visits to the local park for their weekly latte drink. (Photo by Lindsey Parnaby / AFP) (Photo by LINDSEY PARNABY/AFP via Getty Images)
أكثر من 130.000 مصاب بمرض التصلب العصبي المتعدد يعيشون في المملكة المتحدة، بالإضافة لحوالي 38000 مصاب بالتصلب المتعدد المتقدم الثانوي

والتوصل إلى صلة بين التصلب اللويحي وفيروس إبستين- بار الذي يُصاب به 95% من البالغين ويتسبب بأمراض أخرى من بينها كثرة الوحيدات العدائية، يشير إلى إمكانية تفادي معظم الإصابات بالتصلب اللويحي من خلال مواجهة إبستين- بار.

وقال بيلوتييه إنّ الدراسة، بالإضافة إلى توفيرها "فهماً أفضل للعامل المسبب لمرض التصلب اللويحي، تشير إلى أنّ تفادي الإضابة بهذا المرض ممكنة بإعطاء الأطفال لقاحاً مضاداً لفيروس إبستين- بار، مع العلم أنّ هذا اللقاح غير متوافر حالياً".

وأضاف أنّ "فيروس إبستين بار يطال بمجرد الإصابة به الخلايا الليمفاوية ب التي تؤثر بدورها في التفاعل الالتهابي المرتبط بالتصلب اللويحي، ما يتيح تفسير أنّ بعض العلاجات التي تستهدف الخلايا الليمفاوية ب، وهي أجسام مضادة وحيدة النسيلة، لها فاعلية بالغة الأهمية في علاج التصلب اللويحي".