بيروت: حذّر وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس أبيض الأربعاء من انتشار "متسارع" لمرض الكوليرا في لبنان، بعد أسابيع من تسجيل أول إصابة في البلاد منذ العام 1993.

وسجّل لبنان منذ السادس من الشهر الحالي 169 إصابة مثبتة، ثمانون منها خلال الساعات الـ48 الماضية، إضافة الى خمس وفيات.

وقال أبيض خلال مؤتمر صحافي "هناك انتشار متسارع للوباء في لبنان"، موضحاً أن "الغالبية العظمى من المرضى ما زالت من النازحين" السوريين، ولكن "بدأنا نلحظ زيادة في الحالات عند المواطنين اللبنانيين".

1,5 مليون لاجئ سوري

وتقدر السلطات وجود أكثر من 1,5 مليون لاجئ سوري على أراضيها، يقيم معظمهم في مخيمات عشوائية خصوصاً في شمال البلاد وشرقها.

وأوضح أن "المياه الملوثة" التي يستخدمها السكان هي أحد "الأسباب الأساسية" وراء انتقال العدوى، عدا عن استهلاك خضار ملوثة، لافتاً الى أنه تبيّن أن "مياهاً ملوثة ثبت فيها العدوى كانت تستخدم للري".

ويأتي تفشي الكوليرا في لبنان بعد تسجيل لإصابات في سوريا المجاورة، وفي وقت تشهد البلاد انهياراً اقتصادياً متمادياً انعكس سلباً على قدرة المرافق العامة على توفير الخدمات الرئيسية من مياه وكهرباء واستشفاء.

ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي الى الاصابة بإسهال وتقيؤ.

وسُجلت غالبية الإصابات في لبنان لدى لاجئين سوريين يقيمون في مخيمات عشوائية، تفتقد أبسط الخدمات كالمياه النظيفة وشبكات الصرف الصحي.

الكهرباء

وحذّر أبيض من تداعيات انقطاع الكهرباء لساعات طويلة على عمل محطات ضخّ المياه وشبكات تكرير الصرف الصحي، مشيراً الى توفير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مئة ألف ليتر من المازوت لتشغيل المحطات في شمال لبنان وفي منطقة البقاع (شرق).

وتشهد سوريا المجاورة منذ أيلول/سبتمبر تفشيا للكوليرا في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ عام 2009. وأدى النزاع المستمر منذ العام 2011 الى تضرر نحو ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، وفق الأمم المتحدة.

ويصيب المرض سنوياً ما بين 1,3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفاة ما بين 21 ألفا و143 الف شخص.